أربعائيات.. حول خطاب المقاومة
مهدي دخل الله
ما سأذكره يأتي في إطار النقد البناء الذي نحن في أشد الحاجة إليه في جميع مجالات الحياة.
تدافع المقاومة الوطنية اللبنانية عن لبنان، وإن كان هذا البعد ضعيفاً في خطابها للبنانيين. لا شك في أن فلسطين وقضيتها جوهر المقاومة العربية اليوم، لأن العدو متمركز هناك، لكن هذا العدو نفسه غير قانع بفلسطين، وإنما يمتد عدوانه الواقعي على سورية ولبنان والأردن وكل الجوار العربي، فمن الضروري في مكان التركيز على هذا البعد في خطاب المقاومة.
ينشر الصهاينة خرائط لجنوب لبنان على أنه جزء من “إسرائيل” التوراتية، بل هناك جمعيات وشركات تسجل أسماء إسرائيليين لحجز قطعة أرض على الخارطة من جنوب لبنان مع دعاية تجارية وسياحية كبيرة حول جمال لبنان وبحره وسهله. وهناك شعار مشهور في الكيان اليوم يحمل النجمة الصهيونية وفي وسطها أرزة لبنانية، بما يشير إلى أطماعهم في لبنان.
أما الجولان فالأمر معروف، بل إن الصهاينة يركزون على مناطق من حوران كالشجرة وزيزون ومزيريب على أنها جزء من حلمهم التوراتي. الأردن أيضاً يرونه وطناً بديلاً للفلسطينيين، أي أنه يدخل في خططهم الاستيطانية لأنه سيخلصهم من سكان الضفة الغربية.
وسيناء أيضاً .. يراها الصهاينة جزءاً من أطماعهم في ما يسمونه (أرض إسرائيل)، فعلى جبالها كلّم الله موسى وأعطاه (الوصايا العشر). وسيناء جغرافياً جزء من آسيا، وكانت دائماً صلة الوصل الجغرافي والثقافي والبشري بين النيل (مصر) والشام. اليوم يكثر حديث الصهاينة عن سيناء التي تبلغ مساحتها 60 ألف كم2، والتي يسيطر مثلثها الجنوبي على قرني البحر الأحمر. وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو مؤخراً طالب باحتلال سيناء ونشر خارطة “إسرائيل” مع سيناء والضفة الغربية وغزة والأردن وجنوب لبنان..
وأطماع الصهاينة في العراق معروفة وقد كتب عنها الدكتور الباحث سهيل زكار وغيره. أما أطماعهم في الحجاز والمدينة وعسير فهم يتحدثون عنها اليوم بصوت مرتفع.
المهم أن يركز خطاب كل مقاومة في أي دولة عربية أنها تحمي شعبها من الصهاينة وأطماعهم، لذلك تناصر القضية الفلسطينية. ومثل هذا الخطاب يؤكد – عملياً – وحدة المصير العربي، فالخطر يصيب الجميع. بمثل هذا الخطاب لا يستطيع اللبناني أو السوري أو المصري أو الأردني أن يتساءل عن دعم فلسطين والفلسطينيين، وإنما سيفهم أن دعم الفلسطينيين هو إنقاذ للبنان وسورية ومصر والخليج وكل الأراضي العربية.