“الشهيد.. الوطن.. الإنسان” أمسية شعرية بالتعاون بين “طريق الحرير” و”المسنين”
البعث ـ نزار جمول
تثبت أمسية “الشهيد.. الوطن.. الإنسان” التي أقيمت في سلمية فكرة أن الملتقيات والمنتديات لن تؤتي ثمارها من دون أن تتعاون فيما بينها لتتقاطع أفكارها في إرساء أسس الثقافة ، لذلك احتضنت صالة “جمعية المسنين” في ـ السلمية ـ هذه الأمسية لترسخ هذا التعاون فيما بين الجمعية و”منتدى طريق الحرير”.
حفلت الأمسية بقصائد تفاوتت جودتها ما بين الجيد والممتاز، وترنم الضيوف القادمين من حمص بأهدافها من خلال قصائدهم التي كانت الأجمل في هذه الاحتفالية الوطنية، وهم أصحاب باع طويل في نظم الشعر العامودي العربي الأصيل وهم الشعراء حسن أحمد كتوب وغسان الأحمد وبشار الجهني ورحاب إبراهيم رمضان، ومن سلمية الشاعرة المتنوعة بالشعر والقصة ثناء الأحمد والشعراء رفيق الجواش وظافر جمول والزجلي فادي ياغي وبحضور جمهور سلمية الذواق للشعر تقدمهم الرفيق المهندس عبد الكريم الشيحاوي أمين شعبة الحزب، وبحضور الفنان كرم الشعراني أحد نجوم الدراما السورية وزوجته الفنانة ميرنا عبد الحي.
انطلقت الأمسية بتقديم مميز من الأديب مهدي الشعراني الذي قدم الشعراء بأبيات شعرية تناسب كل شاعر فيها، والبداية كانت مع ظافر جمول عضو إدارة منتدى طريق الحرير بقصيدته “عندما تبكي الرجال” جال فيها بصور معبرة عن الواقع المعاش للإنسان في وطن الشهداء وألقى قصيدة أخرى “موطن الشهداء” وعبّر بشار الجهني عن حبه لسلمية وثقافتها بأبيات ارتجلها ثم ألقى قصيدته “في محراب الشهيد”، وتلته رحاب إبراهيم رمضان بثلاثة نصوص “لسورية” و”أنا الأنثى” و”محكية غزلية”، وليأت دور عضو إدارة المنتدى الشاعر رفيق الجواش بقصيدة أحب أن يلقيها من دون عنوان عبر فيها عن مشاعر إنسانية ووطنية.
وقال حسن أحمد كتوب إنه يلقي الشعر في أي مكان على المنبر، لكنه في سلمية لن يستطيع إلا أن يكون تحت المجهر وبدأ بقصيدة “بالسيف جئنا” من قصائده الستة “إلى سلمية” و”محكية للحرب”، و”للفنان الضيف كرم الشعراني” و”تساءلني” و”صافحتها”، أما ثناء أحمد ثلاثة قصائد “أن نلتقي” و”انتظرني عندما” و”أنا لا أكتب شعراً”، وليأت دور غسان الأحمد الذي ألقى ثلاثة قصائد ذكرتنا بالشعر العربي الأصيل الذي كان يلقيه شعراء المعلقات وخاصة قصيدة “أقول له” وقصيدة ملحمية للشهيد واختتم مشاركاته بمحكية “كبرنا”، ولأنّ الزّجل وطريقته المحببة كان ختام هذه الأمسية مع فادي ياغي الذي أطرب الحضور بأسلوبه الرشيق ومقطوعاته القصيرة التي وصل عددها لتسع قصائد تنوعت ما بين الفخر بسلمية ولشهيد والإنسان والغزل “للشهداء” و”سلمية” و”في ناس” و”ضليت” و”يا ورد خجال” و”لمّا السما” و”صدفة قبال العين مريتي” و”لفوا القهر” و”بصدر القصيدة” .
يذكر أن الأمسية من إعداد أسرة منتدى طريق الحرير وإخراج المخرج التلفزيوني إسماعيل اليازجي، وتنظيم فريق من المتطوعين الشباب الذين قدمتهم جمعية المسنين بأبهى صورة بلباسهم الجميل الموحد.
“البعث” التقت الشاعر حسن أحمد كتوب أحد ضيوف الأمسية الذي أراد أن يعبر عن سعادته بلقاء جمهور سلمية الذواق للشعر بتأكيد جمال الأمسية الذي يتمثل بشقين، زمانها ومكانها، فالزمان هو الاحتفال بذكرى حرب تشرين وشهدائها، أما المكان فهو سلمية الثقافة والأدب، فأن يكون الشاعر بين هاتين المرحلتين بوجود رواد الأدب وجمهور مثقف ومتذوق للشعر ويصغي وينتقد لا بد من أن يكون الشاعر تحت المجهر، وها هي جمعية المسنين تحتضن هذه الأمسية لمنتدى طريق الحرير الذي يشق طريقه الثقافي بكل ثقة ليأخذ دوره من خلال طموحاته ورغبة أعضائه بأن يكون للملتقى حيز في مدينة تنفث الثقافة كبركان ثائر، وعدّ كتوب أن وجود عدد كبير من الملتقيات والمنتديات في سلمية يلزمها حالة ضبط وتنظيم وكثرة الأزهار في البستان تعطيه حالة جمالية ولكن هناك أزهار برائحة طيبة وأخرى بمنظر جميل، لكن أشواكها كثيرة وبجب الانتباه للأقلام الصاعدة، وهذه الحالة كما البحر، فهو ذاخر، إما أن تمتلئ اللالئ بمحاراته أو يكون الموت عنوانه، ويرى كتوب أن كثرة الملتقيات في سلمية سلاح ذو حدين، وهو أكثر حدة وقساوة وإساءة للشعر والأدب على صفحات التواصل الاجتماعي عندما تنشر قصائد بمستوى عالي ولا تنال الرضا، وفي الوقت نفسه تنشر قصيدة لأنثى مهرتها بتوقيعها ولم ترتقي لمستوى الشعر لكنها تنال الإعجابات والثناءات، فمن وضع إعجابه يرى فستانها أكثر من كلماتها.