اقتصادصحيفة البعث

التقنيات الذكية تنهض بعاصمة النسيج الصينية.. إنتاجها يصل لـ206 دولة

الصين-ريم ربيع
غيرت منطقة كيكياو في مدينة شاوشينغ الصينية مفهوم أسواق النسيج وتجارته، فعلى امتداد 3.9 مليون م2، تمتد واحدة من أكبر مدن المنسوجات في العالم وأكثرها تنوعاً، لتكنّي المنطقة بلقب “بيت الحرير”، وهي عاصمة النسيج الدولية الأكثر انفتاحاً وعصرية وتنافسية، كما أنها تعود إلى تاريخ طويل في صناعة النسيج يمتد ل2500 عام، ونجحت بالانتقال من “شارع قماش على ضفاف النهر” إلى ” عاصمة المنسوجات”، حيث تجمع أكثر من 30 ألف متجر، و50 ألف نوع من المنتجات، وتغطي شبكة مبيعاتها 206 دولة، وتتمتع صناعة النسيج فيها بسلسلة الصناعة الأكثر اكتمالاً والأقوى قدرة على إنتاج المنسوجات.
عام 2023، بلغ حجم معاملات مجموعة سوق مدينة المنسوجات الصينية 271.636 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 8.22%، وبلغ حجم المعاملات عبر الانترنت لمدينة المنسوجات 89.309 مليار يوان، ويوضح القائمون عليها أن المسار الرئيسي للعمل بالنسبة للغرب استهداف الأسواق الأوروبية والأمريكية الراقية، والسعي لإنشاء “جناح Shaoxing Keqiao” في مراكز الأزياء العالمية مثل نيويورك وميلانو وباريس، أما في الشرق فهي تستهدف البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق”، وتعقد بشكل مستقل معرض الأقمشة الدولي لمدينة المنسوجات الصينية، وتشارك بمعارض الأقمشة النسيجية وتنشئ مراكزًا للمبيعات، مما يجعل مدينة المنسوجات الصينية منصة مهمة لبناء “حزام واحد وطريق واحد”.
في الداخل الصيني هي تستهدف مجموعات المنسوجات المحلية، من خلال التعاون الشامل والربط عبر الإنترنت، وتعمل على التقدم في الابتكار، إضافة إلى الانفتاح من خلال توسيع التداول المزدوج للسوق الدولية، وتوسيع أشكال التجارة الجديدة، وتعزيز سلسلة القيمة السوقية، وإنشاء مصدر لابتكار الموضة بمعايير عالية، وتسريع بناء اقتصاد أكثر حداثة، وهي مقسمة إلى منطقة تجارة الأقمشة ومنطقة لتجارة المواد الخام، وأخرى تركز على تحديث نماذج الأعمال وتسريع بناء الأسواق الذكية، ومنطقة للتجارة الدولية، وإدارة الخدمات، وتنمية الابتكار، فالزائر، وبشكل أساسي التاجر ورجل الأعمال يمكنه أن يجد كل مايحتاج ضمن هذه المدينة وينجز معاملاته وصفقاته بشكل منظم.
وكما كل الصناعات في الصين، دخلت التقنيات الذكية في صناعة النسيج، حيث تعتمد المدينة على ورشات ذكية لتطويرصناعة القطن، وتستخدم تكنولوجيا الغزل المدمجة، وهذا العام، تركز مدينة النسيج الصينية على بناء ميناء لوجستي رقمي يدمج وظائف مثل الشحن المشترك والتخزين الذكي، ومحطات الشحن خارج الموقع، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود وتجارة المشتريات السوقية، وتوفير خدمات لوجستية متكاملة عبر الإنترنت.
وتعتمد صناعة الأزياء والإبداع في كيكياو على أساس متين في صناعة النسيج، حيث تزدهر التصميمات الأصلية، وحققت حماية حقوق الطبع والنشر نتائج ملحوظة، وتم تشكيل نظام أزياء يركز على تطوير المواد الخام، وأبحاث النسيج وتطويره، وتنمية العلامات التجارية الخاصة، وقد بلغت إيرادات خدمات التصميم للمؤسسات في قاعدة التصميم الإبداعي لصناعة المنسوجات في كيكياو عام 2023، 408 مليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 7.62٪.
تعقد المدينة مؤتمراً عالمياً لتجار المنسوجات مرة سنوياً، ويجمع أكثر من ألف من نخبة تجار النسيج من 60 دولة ومنطقة، وأصبح المؤتمر الأكثر شمولاً في صناعة النسيج، ومن خلاله تم إنشاء مجلس مؤتمر تجار المنسوجات العالمي، ومتحف الطباعة والصباغة الصيني، والمركز الصيني الإيطالي لابتكار الأزياء المستقبلية، ولأول مرة، تم إنشاء “إعلان تجار المنسوجات العالمي” وخطة عمل مقاطعة كيكياو لبناء “مدينة نسيج دولية حديثة “، كما أطلقت مبادرة “30-60” لتسريع حياد الكربون في مجال المنسوجات والملابس الصينية، وافتتاح قطار آسيا الوسطى السريع ومشاريع أخرى.
بسبب المنسوجات، ارتفع اقتصاد المعارض في كيكياو، فلم يقدم المعرض تقنيات جديدة رائدة عالمياً وعمليات ومفاهيم جديدة فحسب، بل حفزت الأنشطة الداعمة العصرية والمتنوعة الإمكانات غير المحدودة لصناعة النسيج التقليدية، وفي السنوات الأخيرة، مع التركيز على المؤتمرات والمعارض كل شهر، التزمت كيكياو بمفهوم “بناء معرض المنسوجات الصوفية، وتعزيز المعارض الصناعية، وتحسين المعارض الاستهلاكية” لتشكيل نمط عرض جديد، بالإضافة إلى ذلك، تم الانتهاء من مركز شاوشينغ الدولي للمؤتمرات والمعارض الذي تبلغ مساحته 420 ألف متر مربع، ليكون مستقبلاً مشابهاً لمراكز المؤتمرات والمعارض الدولية الكبرى، مما يخلق منصة عرض فائقة لتبادل المعلومات وتجربة المستهلك وتطوير الصناعة.