أزمات اللحظة الأخيرة قبل انطلاق الدوري الكروي الممتاز
ناصر النجار
أجلّ اتحاد كرة القدم موعد انطلاق الدوري الممتاز للرجال لمدة أسبوع، وكان من المقرّر أن ينطلق الدوري يوم غدٍ الجمعة، لكن لظروف استثنائية تمّ تأجيل الدوري للأسبوع المقبل، وهذا يشير إلى وجود أزمات عديدة، منها أزمة اللحظة الأخيرة، فالأندية أو بعضها على ما يبدو لم تستكمل إجراءاتها التنظيمية ولم تدفع ديونها، وهذه كلها أزمات كان من الممكن تجاوزها لو أن أنديتنا ماهرة بالعمل الإداري ومتمرّسة بالعمل التنظيمي.
وعلى ما يبدو ما زالت أنديتنا مصرّة على العشوائية في العمل وعلى الارتجال وعلى اللامبالاة في القوانين والأنظمة، وهذا الأمر لا يساهم بتطوير العمل الرياضي ككل، لأن التنظيم والإدارة الجيدة هما أساس نجاح العمل الرياضي بشكل عام والعمل الفني على وجه الخصوص.
وربما هناك سبب آخر وراء الكواليس يتعلّق بالملاعب، ووفق ما علمت “البعث” فإن بعض الملاعب التي وضعت في الصيانة لم تنهِ أعمالها بعد، ونتمنى ألا يطول ذلك أكثر من أسبوع حتى لا يتمّ إحراج اتحاد كرة القدم بتأجيل جديد.
وعلى كل حال وربما على مبدأ (كل ضارة نافعة)، فإن هذا التأجيل سيفيد المقصّرين من الأندية لرفع جاهزية فرقهم البدنية والفنية، خاصة وأن بعض الفرق ظهرت مؤخراً بوضع لا تُحسد عليه، لكن الشيء اللافت للنظر أن عدة أندية قد هجرها لاعبوها بفسخ عقودهم والانتقال إلى أندية أخرى في هذا الوقت العصيب، ما يفتح السؤال عن السبب والآلية، ففي نادي جبلة أعلن المهاجم باهوز محمد فسخ عقده مع نادي جبلة وعاد إلى ناديه الكرامة الذي لعب فيه الموسم الماضي، والشيء نفسه فعله المهاجم محمد العجيل الذي انتقل إلى نادي الشرطة.
فريق تشرين ليس بأفضل حال من جاره جبلة، فقد خسر ثلاثة لاعبين مهمّين دفعة واحدة، وهم جابر خطاب الذي عاد إلى حطين، ومازن العيس ومحمد قلفاط، ولم يحدّد اللاعبان حتى الآن وجهتهما المقبلة، والأمر نفسه يجري في كواليس نادي حطين، وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن بعض اللاعبين قد يغادرون الفريق في الأيام القادمة.
مقربون من الأندية الثلاثة تحدثوا عن أزمة مالية خانقة تعاني منها هذه الأندية وخروج هؤلاء اللاعبين جاء، إما لخلاف مالي مع الأندية أو بحثاً عن عقد أفضل.
ما يحدث اليوم يدلّ على أن أمور أنديتنا ليست في السليم، وأن أوضاعها بكل الاتجاهات مضطربة، وأكثر ما يظهر للعيان هو الأزمة المالية، ولو أن الأمور الإدارية والتنظيمية للأندية كانت منضبطة ما وصلت أنديتنا إلى ما وصلت إليه اليوم.