فشل منتخب الناشئين يسقط ورقة التوت عن مقولة “حاسبوني”
دمشق- علي حسون
يختتم منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم اليوم مبارياته ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا بملاقاة منتخب هونغ كونغ بعد أن تلاشت آماله بالكامل بحجز المقعد الثاني المؤهل إلى النهائيات على الأقل، وذلك على أثر تلقيه خسارتين من منتخبي الكوري الديمقراطي والإيراني، ليترك أداء المنتخب أكثر من إشارة استفهام وتعجّب، ولاسيما أنه قادم إلى التصفيات حاملاً بطولة غرب آسيا، حيث لم يستفد من هذه الجرعة المعنوية.
فمنتخبنا الناشئ ظهر أمام منتخبي الكوري والإيراني مرتبكاً فاقداً للثقة بالنفس رغم تميّز بعض اللاعبين وامتلاكهم للمهارات، وبدا واضحاً أن لاعبي المنتخب مشتّتون ولديهم رهبة كبيرة من الخصم منعتهم من السيطرة على الكرة أو التفكير ببناء هجمة لغاية تعرضنا لهدف، فاستفاق المنتخب بعد دقيقتين من تسجيل الكوريين لنحقق التعادل، وكأن اللاعبين تحرّروا من الخوف فجأة وأثبتوا أنهم قادرون على التسجيل لولا الخوف والرهبة من المنتخب الكوري، وهذا يسجّل على الكادر الفني والإداري للمنتخب بتجاهلهم أهمية الدعم النفسي وبثّ الروح المعنوية لهؤلاء الشبان الصغار الذين رغم هذا الفشل هناك لاعبون مميزون لهم مستقبل كروي في حال استمر الاهتمام والدعم لهم.
وكي لا نقسو على لاعبي المنتخب كثيراً، فالمجموعة التي وقع فيها المنتخب من أقوى المجموعات مقارنة بالمجموعات الأخرى والتي شهدت نتائج غريبة وعجيبة بسبب الفوارق الكبيرة بين المنتخبات، إذ وصل “سكور” التسجيل إلى 33 هدفاً سجّلها منتخب طاجستان في مرمى غوام، ومما لا شكّ فيه أنها أسوأ قرعة أجراها الاتحاد الآسيوي الذي فشل بتنظيم أكثر من بطولة والنتائج خير دليل.
في المقابل كي لا نعلق فشل كرة القدم السورية على مشجب الاتحاد الآسيوي الذي فشل بقرعة لكن اتحاد كرتنا فشل في كل شيء لغاية الآن، لا على صعيد الرجال ولا الشباب ولا الناشئين، وما نشهده من طفرات وتأهل لمنتخب شباب مثلاً هذا أقل من عادي مقارنة بالفئات العمرية منذ سنوات التي حقّقت نتائج باهرة ووصلت ونافست في كأس العالم.
اتحاد الكرة والذي تنصل رئيسه من مسؤوليته بعد فشل منتخب الرجال ليؤكد مسؤوليته الكاملة عن نجاح الفئات العمرية مطالباً بمحاسبته على هذه الفئات رافعاً مقولة “حاسبوني”، ليأتي اليوم ويسأل متابعون على ماذا سنحاسب؟ على الفشل الكروي ولا قضية سمسرة اللاعبين وملف المحترفين وملايين الدولارات، ولا اختيار المدرّبين والإداريين والمنسقين ولا على الدوري و مستلزماته أقلّ ما يحكى عنه دوري “سلق”، وما نراه من نتائج لأندية متوجة وآخرها نادي الفتوة الذي خسر بفارق خمسة أهداف أمس في بطولة التحدي الآسيوي والمصنّفة أساساً ضعيفة، أم المسؤولين الإعلاميين في الاتحاد الذين عجزوا عن نقل مباراة ولو تصوير على صفحة الاتحاد بدلاً من وصفها كتابياً من خلال “بوستات” مقتضبة ليعود المطلب الجماهيري إلى الواجهة بعد كلّ فشل يسجل في سجلات اتحاد كرتنا بتدخل الجهات المعنية لإنهاء هذه المأساة “الكروية”.