إهمال الأندية يزيد معاناة سلة اللاذقية
دمشق – عماد درويش
تضاربت الأقوال عن الأسباب الحقيقية لتراجع كرة السلة في أندية اللاذقية لتصل إلى أسوأ مراحلها خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما بدا واضحاً من خلال إلغاء اللعبة على مستوى السيدات في نادي تشرين وتراجعها في حطين هذا الموسم، الأمر نفسه انطبق على فرق الرجال في الناديين، ولولا بعض الجهود الشخصية من قبل قلّة من المدرّبين لما شارك الناديان في المسابقات المحلية.
اللعبة عاشت فيما مضى فترة ذهبية انتشرت فيها بين أندية المحافظة، لكن عابها عدم اهتمام إدارات الأندية المتعاقبة التي لم تستطع العمل على الاهتمام بالقواعد، والاعتماد على الطفرات، سواء بالتعاقدات مع اللاعبين واللاعبات أم مع المدرّبين من خارج المحافظة الذين كان همّهم فقط المال دون العمل على تطوير اللعبة.
كوادر اللعبة في المحافظة أكدت أن تراجع النتائج في أندية اللاذقية نتيجة طبيعية للتخبطات والأخطاء السابقة والمتراكمة للإدارات ولفرع الاتحاد الرياضي العام باللاذقية، والتي لا يمكن حلّها بالتمني والتوجيه عن بعد، وإنما بتفكير وعمل سليم يضمن تأمين كافة المستلزمات لإعادة اللعبة إلى سكتها الصحيحة.
مدرّب منتخبنا الوطني للسيدات سومر خوري أكد لـ”البعث” أن اللعبة عاشت أفضل حالاتها في العصر الحالي ما بين عامي 2003 و2005 وهذا كان بفضل إدخال اللاعبين العرب ثم الأجانب للمشاركة مع فرقنا المحلية، ما أعطى بعداً أكبر للمنافسة وتطوير المستوى الفني والبدني لمعظم الفرق بتلك المرحلة، فتشرين ووفقاً للإمكانيات تعاقد مع مدرّب ولاعبين عراقيين وذلك عام 2003 وبفئة السيدات وصل تشرين إلى المباراة النهائية على لقب الدوري، لكنه في الوقت نفسه تغيّب عن مباريات الكأس، وهذا يندرج تحت بند أن اللعبة هي طفرة في اللاذقية، والمكافأة كانت من قبل إدارة تشرين حينها أن ألغت اللعبة بالنادي، ولا يختلف الحال مع حطين الذي نال فريق الناشئات لقب بطولة الدوري الموسم الماضي على حساب فرق كبيرة لكنه هذا الموسم حتى الآن لم يقدّم الأداء المأمول منه، وهو أيضاً مصير فريق الرجال.
وأضاف خوري: يمكن تلخيص تراجع لعبة كرة السلة في اللاذقية بأنه يعود إلى عدم اهتمام إدارات الأندية باللعبة، وخاصة بالفئات العمرية الصغيرة، كما أن الجمهور لم يقف سنداً قوياً للعبة وللأندية، فهمّه كان فقط دعم فرق كرة القدم في الناديين عكس بقية الأندية في المحافظات، إضافة لعدم اهتمام الكوادر الإدارية في الأندية بالقواعد فكان الهمّ تأهيل اللاعبين وبيعهم لأندية أخرى ما تسبّب في تراجع اللعبة بالفئات العمرية الكبيرة.
ولفت خوري إلى أن تراجع كرة السلة بدأ مع عملية دمج الأندية والذي أدّى لقتل معظم الألعاب الجماعية، لتنحصر اللعبة بين ناديي تشرين وحطين، وهبط مستواها والاهتمام بها وقلّت بطولاتها على مستوى المحافظة، وهذا ترافق مع تراجع الرياضة المدرسية التي كانت بمرحلة سابقة رافدة للأندية والمنتخبات الوطنية، كما أن نظام إقامة بطولات المراحل العمرية غير مجدٍ بالشكل الحالي، حيث يلعب الفريق عدداً قليلاً من المباريات بالموسم الواحد وهي غير كافية لاكتساب اللاعبين الخبرة المطلوبة، كما أن بُعد صالات التدريب عن مركز المدينة يكلف الأندية مبالغ مالية ضخمة ولا بدّ من العمل على إيجاد صالة تدريب بمركز المدينة لتوفير النفقات.