هاريس وترامب.. إما الفوز أو الفوضى!
تقرير- سنان حسن
تنطلق غداً الثلاثاء عمليات التصويت في الانتخابات الأمريكية والتي يتنافس فيها المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، وفيما لا ترجح استطلاعات الرأي تحقيق أي من المرشحين فوزاً مريحاً في الانتخابات، بسبب التقارب الكبير بينهما في استطلاعات الرأي، يتخوف الأمريكيون من نشوب أعمال عنف على خلفيات التوتر الكبير بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي اللذان لا يتوقفان عن تبادل الاتهامات بالقيام بعمليات تزوير وترويع للناخبين قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.
أثارت الانتخابات الرئاسية السابقة، والتي تمكن فيها الرئيس الحالي جون بايدن من الوصول إلى المكتب البيضاوي، الكثير من الجدل ولاسيما في معسكر الرئيس السابق ترامب الذي رفض الاعتراف بنتائجها، مؤكداً أن عمليات تزوير كبيرة جرت مكنّت منافسه من تحقيق الانتصار، ولاسيما في الولايات المتأرجحة من بوابة التصويت المبكر وحرمانه من آلاف الأصوات من مؤيده، الأمر الذي أدى إلى حصول “غزوة الكونغرس” حيث اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول وخربوا مكاتبه وهددوا حياة كل من فيه، قبل أن يخرج ترامب نفسه ويطالبهم بالتراجع والانسحاب، وما تلا ذلك من سعي ديمقراطي حثيث إلى محاكمة ترامب، ومنعه من الترشح إلى الرئاسة مايعني أننا أمام مشهد خطير وغير مسبوق في أمريكا.
فالمرشحة الديمقراطية التي وصلت في اللحظات الأخيرة إلى السباق الرئاسي بعد انسحاب الرئيس الحالي، حذرت في خطاباتها من وصول ترامب، مبينةً أنها ستعمل على تلبية مطالب الشعب الأمريكي، فيما سيعمل ترامب على ملاحقة خصومه والانتقام منهم بسبب ما جرى في الانتخابات السابقة، فيما كان خطاب الرئيس السابق ترامب وداعميه أكثر حدة وخطوة، لجهة التحذير من أن عدم انتخابه سيقود أمريكا إلى الفوضى والحرب الأهلية.
شبكة CNBC بينت في تقرير لها نقلاً عن إحدى شركات تتبع الإعلانات أن المرشحين أنفقا قرابة مليار دولار على الإعلانات السياسية خلال الأسبوع الماضي فقط، من أصل قرابة الـ 10 مليارات دولار التي أُنفقت على الإعلانات السياسية منذ بداية 2023 حتى الآن، كاشفةً أن هذا التنافس الكبير والانقسام الحاد بين الحزبين الرئيسيين قد سبب في احتقان كبير في الشارع الأمريكي، وتخوف من أن تكون الانتخابات ونتائجها البوابة لاندلاع أعمال فوضى كبيرة في الولايات الأمريكية، وقد يؤدي وفق محللين أمريكيين ومتابعين، إلى عدم إعلان النتائج النهائية في نفس يوم الانتخابات كما جرت العادة، وقد يتم تأجيلها حتى يتم ضمان أن إعلانها لن يؤدي إلى فوضى، وبالفعل فقد بدأت الولايات الأمريكية ومنها العاصمة واشنطن بالاستعداد للتصدي لأعمال عنف محتملة من خلال نشر وحدات إضافية من الحرس الوطني والشرطة للحفاظ على الأمن.
والحال فإن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بلحظة دقيقة وغير مسبوقة قد يكون لها تداعيات على العالم برمته، وليس فقط على أمريكا نفسها، فهل نشهد عودة ترامب، أم تكون هاريس أول رئيسة تحكم بلاد العم سام؟ لننتظر ونرى؟.