البروفيسور إبراهيموف: الحضارة والثقافة الروسية تتشابه وتتقاطع مع الثقافة السورية
حمص ـ سمر محفوض
تضطلع القيم الروحية والأخلاقية بدور أساس في بناء السلام والازدهار ومكافحة التطرف، لذا حرصت روسيا على الحفاظ على تلك القيم التقليدية على الرغم من أنها أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، ويعيش فيها عدد كبير من السكان يصل إلى ١٥٠ مليون نسمة، وعلى الرغم من تنوع الأديان والجنسيات، يتمتع جميع مواطنيها بحق ممارسة شعائرهم وثقافتهم وعاداتهم و تقاليدهم بموجب دستور البلاد، جاء ذلك خلال المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي الروسي بالتعاون مع جامعة البعث للبروفيسور الروسي “إبراهيم إبراهيموف” نائب رئيس جامعة “بياتيغورسك” الحكومية في روسيا الاتحادية.
وتحت عنوان “تعزيز القيم الروحية والأخلاقية في روسيا من خلال ترسيخ تقاليد الأسرة ودورها في الحفاظ على المجتمع” نوه “إبراهيموف” بأن روسيا دولة علمانية، ودستورها يضمن حرية الأديان، بل يجرّم عدم احترام المعتقدات، فيما يتم التركيز على الأسرة عبر التقاليد المتوارثة فيها، وتحرص الدولة على دعم القيم الأخلاقية الروحية، وتشجع على بناء الأسرة القوية عبر عدد من المجالات والقرارات، وعلى سبيل المثال فالقانون الروسي يمنع “المثلية” ويجرّمها.
وشدد “إبراهيموف” على تعزيز العلاقات والروابط الثقافية والتعليمية بين الجامعات الروسية والسورية، وضرورة تعريف الطلبة السوريون بالحضارة والثقافة الروسية التي تتشابه وتتقاطع مع الثقافة السورية في الكثير من جوانبها ومبادئها وقيمها الروحية والإنسانية، ونبذ كل صيحات الانفلات. وفي هذا السياق ذكر أنه توجد ١٠٠٠ منحة دراسية يقدمها المركز الثقافي الروسي للطلاب السوريين من مختلف الاختصاصات.
ويرى الدكتور عبد الباسط الخطيب، رئيس جامعة البعث، أن الأسرة تعد اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الذي يدعو إلى التعايش و السلم والوفاق، فهي الأساس في بناء المجتمع الواعي عبر بناء فرد صالح في خليته الاجتماعية الأولى، والتي إن فَسدت فَسُد المجتمع برمته.
فيما ذهب مستشار المركز الثقافي الروسي الدكتور علي الأحمد أن التحديات التي يواجهها المجتمع في الحفاظ على القيم الأخلاقية والمفاهيم الموروثة الجيدة كثيرة جداً، والصراع الثقافي هو الأسوأ والأخطر والأشد فتكاً حتى من الصراع العسكري والاقتصادي، بل سابق لهما، وهو يتوافق مع ما يقوم فيه الغرب عبر اجتثاثهم عدداً هائلاً من البشر من خلال التفقير وهدم المنظومة الأخلاقية وهدم الأسرة وتشريع الزواج المثلي تحت شعار “حرية تغيير الجنس” وسواها من المفاهيم الدخيلة على قيم شعوب العالم بأسره، وليس فقط على قيم روسيا أو سورية، وواجبنا هنا يكمن في حماية مجتمعاتنا، والتمسك بالقيم الإنسانية والأسرية، كما دعا الدكتور الأحمد إلى فتح باب الحوار والتفاعل مع جيل الشباب ودفعهم ليكونوا أحراراً ومسؤولين عن حماية القيم وصناعة المستقبل، والجامعة بالتأكيد ستشكل لهم رافداً مهماً ونقطة انطلاق جوهرية لتعزيز تلك القيم التي نفخر فيها وهي أساس استمرار وجود مجتمعنا العريق.