صحيفة البعثمحافظات

مزارعو الزعفران في طرطوس يطالبون بتقديم التسهيلات

طرطوس – دارين حسن

تعدّ زراعة الزعفران حديثة وفي طور التجربة بعد أن دخلت محافظة طرطوس عام ٢٠٢١، فكانت مساعدة للأسر الريفية والتي تملك حيازات صغيرة، وطالبت بضرورة الاهتمام بتلك الزراعة وتشجيعها والتوسع بها، وتسهيل إجراءات التعبئة والتسعير بما يضمن استمرار الجهود المبذولة للمحافظة عليها والتوسّع بها.

وفي متابعة “البعث” لتلك الزراعة الوليدة، تحدث مزارع الزعفران آصف مهنا عن تجربته قائلاً: بدأت الفكرة منذ خمس سنوات من خلال متابعة برامج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقمت بزراعة عدد قليل من “الكورمات” للتأكد من مناسبة البيئة والتربة، لأن زراعة الزعفران تحتاج إلى بيئة باردة وأرض غنية بالمواد العضوية، وبعد مرور عام وتأكدي من عوامل النجاح قمتُ بشراء عدد كبير من “الكورمات” تجاوزت الثلاثين ألفاً وبكلفة نحو عشرين مليون ليرة سورية، ثم بدأت تنتشر الزراعة في قرية بيت يوسف في ريف منطقة الدريكيش، حتى وصلت هذا العام إلى مساحة خمسة عشر دونماً على الأقل، وقمنا بتوريد البصل من مزارعنا إلى بقية المحافظات.

وبالنسبة لإنتاج المياسم أكد مهنا أن المزارعين يقومون بإنتاج أفضل المياسم من نوع “سوبر نقين” وهو الأجود، آملاً خلال عامين أن يصل الإنتاج إلى حدّ من أجل تصديره.

وفيما يخصّ الجدوى الاقتصادية لزراعة الزعفران، نوه المزارع مهنا بأنها جيدة، ولاسيما أن زراعته لاقت إقبالاً لأن المنتج شتوي ولا يعطّل الزراعة الصيفية التي تعتمد عليها أغلب العائلات، لافتاً إلى أن جميع أفراد الأسرة يشاركون بعملية الإنتاج، ولاسيما أن التعامل مع أزهار الزعفران جميل جداً، حيث يتمّ تشجيع الآخرين من خلال شراء المنتج “كورمات ومياسم” بأسعار ممتازة، وهذا ما أعطى المزارعين الأمان.

وعرض المزارع مهنا بعض الصعوبات التي تواجه الزراعة، وأبرزها تسويق المياسم كون تجارة البصل لها حدّ معيّن من السنين، لذلك يتمّ الاهتمام بدقة لإنتاج مياسم عالية الجودة بغية الدخول إلى السوق العالمية، خاصة وأن الشعب السوري لا يستخدم الزعفران بالطبخ كبقية الدول المجاورة بل يتعاملون معه كدواء فيشترونه للاستشفاء فقط.

وحول سعر كيلو المياسم، بيّن مهنا أن ثمن الكيلو بأحسن الأحوال ٤٥ مليون ليرة، علماً أن ثمنه العالمي أعلى بكثير، وقد ينتج الدونم كيلو مياسم لكن بعد أن تكبر البصلة عدة سنوات.

ولفت مهنا إلى أن الجهات المعنية لم تقدّم أي خدمة، إنما عمّمت فشل المشروع وحذّرت من زراعته في عدة محافظات، مضيفاً: تمّ الطلب منهم في أحد الاجتماعات لصاقة اتحاد الفلاحين لنستطيع تسويق المنتج بدون إجراءات معقدة لكنهم رفضوا، مطالباً بتسهيل إجراءات التعبئة والتسعير لدخول السوق السورية على الأقل، حيث إنهم يطلبون سجلاً صناعياً وسجلاً تجارياً وترخيص منشأة، علماً أن العملية يدوية بشكل كامل.

بدوره، أكد رئيسُ اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش أهمية زراعة الزعفران في المحافظة، وخاصة للأسر الفقيرة والتي لديها مساحات صغيرة، مبيناً أن الزعفران من الزراعات الطبية والعطرية، ولا تحتاج إلى تكاليف كبيرة كما أنها ذات مردود جيد للعاملين بها، آملاً نجاح التجربة وتطويرها. وأشار علوش إلى وجود جمعيتين للزعفران تتبعان للاتحاد، جمعية “بتلة” في الشيخ بدر، وأخرى في ريف الدريكيش لم تفعّل بعد، مبيناً عدم توفر كمية إنتاج كبيرة بعد، حيث لم يتمّ إنتاج مياسم إنما بصيلات وإن كان هناك إنتاج للمياسم فهي بجهود فردية.

ولم يكن لدى رئيس الاتحاد علم بطلب بعض المزارعين لصاقة من اتحاد الفلاحين، فقد تكون في فترة سابقة قبل استلامه، حسب تعبيره.