“غاردينيا” وطقوس سورية برؤية وفلسفة عميقة للحياة
حمص ـ آصف إبراهيم
ضمن أجواء أسطورية وملحمية وبحضور جماهيري لافت يأخذنا “كورال كاردينيا” بعيداً إلى آلاف السنين قبل الميلاد في الأمسية الفنية التي أحياها، أمس السبت، على مسرح قصر الثقافة بقيادة “سفانة بقلة” مغنية سوبرانو أول وعازفة الهارب، والمؤلفة الموسيقية التي استلهمت برنامج أمسيتها من روح نص أوغاريتي كتب نحو 1700 عاماً قبل الميلاد، وقدمته تحت عنوان “طقوس سورية” باللغتين العربية والسريانية برؤية وفلسفة عميقة للحياة تحمل مشاعر إنسانية خالصة.
تتألف الأمسية من عملين جديدين من إعداد وتوزيع الكورال، العمل الأول بعنوان “سماء بعيدة المنال”، وهو مبني على نصٍّ “أوغاريتي” يعتقد بأنه كُتب عام 1700 قبل الميلاد، ويتناول أسئلة متعلقة بمعضلة الإنسان الوجودية، وهو من ألحان وتوزيع “سفانة بقلة”، وقدم باللغة الإنكليزية، أما العمل الثاني فحمل عنوان “طقوس سورية”، وهو عمل موسيقي كورالي مؤلف من عشر حركات مُتسلسلةٍ مبنية على نصٍّ كُتِبَ لهذا الغرض، وجاء باللغتين العربية والسريانية “الطورانية”، وهو من تأليف وألحان وتوزيع “سفانة بقلة” أيضاً.
عناوين الحركات العشر بالعربية والسريانية، هي: روحي تطوف “روحي كطَيفو”، واأسفاه “عَم كول حبول”، أهو الحب؟ “هاثه يو إي حوبو”، درب الصعود طويل “ياري خويو أو دربو دو سلوقو”، يا صديقي “أوه حاورَيدي”ـ في قاع البئر أنا “بي يَارعو دو بيرو”، في داخلي حيوان بري “كيتو بكاوي حيوو بارويو”، أفتحُ صدري “كفتحونو صدري”، أنت قدسُ الأقداس “هات قدوش قُدشين”، سيأتي يوم “غدّوثه يومو”.
رافق الكورال في “طقوس سورية” عزفٌ موسيقيٌّ أدته مجموعةٌ من الآلات منها كمان، فيولا، تشيلو، كونترباص، بيانو، إيقاع، هارب.
و”كورال غاردينيا” من مجموعة من النساء السوريات المحترفات في مجال الموسيقى والغناء، ويتألف من ثلاثة أصوات “سوبرانو، ميزو سوبرانو، آلتو”، قدمن أعمالاً موسيقية متنوعة ذات أهداف إنسانية جمعية، وحاولن من خلالها العودة إلى القديم والتراث لاستلهام الماضي كحالة حضارية غنية بقيمها الانسانية النبيلة.
ويعدّ هذا الكورال ظاهرة حضارية مهمة في المشهد الموسيقي السوري، ونال جوائز عديدة منها جائزتين في مهرجان كورالات الشرق الأوسط في دبي، وهما جائزة أفضل كورال نسائي وأفضل كورال إقليمي.