اقتصادصحيفة البعث

نائب رئيس المدرسة الحزبية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يتحدث عن وصفة التنمية “المعجزة”

بكين – ريم ربيع 

لا تزال التجربة الصينية، ذات الاقتصاد الكبير الأسرع نمواً في الثلاثين سنة الأخيرة، تشكل مادة دسمة للدراسة والتحليل والبحث في أسبابها، فيما ينسبها الصينيون إلى سياسة الانفتاح التي تم اعتمادها لـ 46 عاماً متواصلة، حيث أكد نائب رئيس المدرسة الحزبية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي تشونغ تاو، أن الصين حققت معجزة تنمية اقتصادية سريعة، واستقرارا لمدة طويلة باعتراف المجتمع الدولي، نتيجة التنفيذ الناجح لسياسة الانفتاح والإصلاح، فقبل 40 عاماً لم يكن الصينيون أنفسهم يتوقعون تحقيق هذه الدرجة العالية من التنمية، إذ تم إصلاح عدة جوانب منها الأرياف، التي بدأ تطبيق نظام التعاونيات فيها، وأصبحت الأراضي لجميع المزارعين، وتحولت الملكية لكل أسرة وقرية، ما زاد الحيوية الإنتاجية.

أما السبب الثاني، كما أوضح شي خلال زيارة وفد صحفيي المركز الدولي للإعلام إلى المدرسة الحزبية، فيتمثل بالسماح بوجود متساو بين القطاعين العام والخاص منذ عام 1978، فأصبح هناك ظهور وتطور سريع للشركات الخاصة التي تشكل اليوم حوالي 50% من الاقتصاد الكلي، بعدها وجدت الصين أن الاقتصاد المخطط لا يناسب تنمية السوق المحلية، فتم الانتقال لاقتصاد السوق ذي الخصائص الصينية، عندها بدأت أشكال مختلفة من المؤسسات والشركات تدخل السوق، ما عزز التنافسية والتنمية. أما أهم طرق الإصلاح وفقاً لشي، فهي الانفتاح على الخارج، والذي حقق تطوراً سريعاً وملحوظاً.
نائب رئيس المدرسة أوضح في حديث للصحفيين أن هدف الحزب والدولة الصينية بناء نظام اقتصاد اشتراكي عالي المستوى، وتفعيل قوة محركة للاقتصاد في المجتمع كله، فالصين نجحت بالتخلص من الفقر، ويعد حجم تغطية الضمان الاجتماعي هو الأكبر في العالم، رغم وجود فجوة مع الدول المتقدمة، وحققت الصين مكانة رائدة في تطوير اقتصاد صديق للبيئة، فهناك سياسات صارمة في هذا المجال، مشيراً إلى إنجاز خطوات متقدمة في عملية الحضرنة وتقليص الفجوة بين المدن والأرياف، لكنها تحتاج جهد وسرعة أكبر، فاليوم نسبة الحضرنة 66%، ويواصل الحزب كسر الحواجز في التعليم والتكنولوجيا بين الريف والمدن.

وتركز المدرسة الحزبية التي مضى على تأسيسها 91 عاماً، على إعداد كوادر الوزارات والجيش والمؤسسات، وخريجوها على مستوى قادة كبار، إضافة للبحث والتفسير للنظريات الحزبية وخصائص الاشتراكية في العصر الحديث، والبحث الاجتماعي وتطوير الفلسفة والعلوم الاجتماعية ذات الخصائص الصينية، وهناك تعاون بين المدرسة وحوالي 200 دولة، وقد درس بعض مسؤولي العالم فيها.

ويعد الحزب الشيوعي الصيني أكبر حزب سياسي في العالم، بعدد منتسبين تجاوز 100 مليون عضو، وتعاون وانفتاح على مستوى العالم، فيما يتطلب الانتساب له تدقيقاً ودراسة معمقة، إذ أوضح نائب المدرسة الحزبية أن 25% فقط من عدد الطلبات هو ما يتم قبوله والنجاح به.