واقع سلتنا يفضح الفشل الإداري.. ومجنس المنتخب “نص كم”!
محمود جنيد
لم يعد أمام سلتنا أي ذريعة يمكن أن تستر بها عيوبها البائنة، بعد خسارة منتخبنا الأول أمام نظيره الفلسطيني في ثالث مبارياته ضمن بطولة الأردن الودية، لتكون علامة الهزيمة الدامغة التي وسمت بها على جبين واقعها المتردّي.
الخسارة سبقها اثنتان، لكن طعمها كان أمرّ مع فلسطين التي تعاني ويلات الظروف على جميع المستويات، لكن ذلك لم يمنع منتخبها من رسم ملامح النصر على أطلال الركام، بينما تهتز قلوب عشاق السلة السورية وهم يتابعون سلتهم التي أصبحت تتمزق وتتناثر أجزاؤها في كلّ مكان.
سهام النقد صوّبت نحو كبش الفداء المجنّس أماري هاردي، الذي جاء به اتحاد اللعبة على ما يبدو من بطولات “البلاي ستايشن” ليعين منتخبنا، فظهر أنه بحاجة لمن يعينه وأساء لمفهوم اللاعب المحترف، أو أن واقع منتخبنا مسح ذاكرة اللعبة من رأسه، لتبقى الخانة التي حاول اتحاد السلة سدّها شاغرة، وتكون بمثابة الباب الذي اندلعت منه رياح النقد العاتية على قيادتنا السلوية الواقعة حتى النخاع في الأخطاء.
المزاج العام حالياً بحاجة إلى مستوى لاعب من الدوري الأمريكي للمحترفين لينقذ منتخبنا من رياح نافذة التصفيات الآسيوية الثانية، إذا ما علمنا بأن أهل الاختصاص يقولون بأن مجنساً قوياً قادراً على أن يكون الرافعة التي تحمل المنتخب.
إذاً الفشل الإداري بلغ أشدّه وكشف مستور سلتنا للقاصي والداني، وعدم توفر عقلية أو مقومات النهوض والتطور، وطعنت حتى بجودة اللاعب المحلي واضمحلال قاعدة المواهب، ورغم ذلك يتحضّر القائمون على سلتنا لانتخابات اتحاد اللعبة بثقة ويحملون مبرراتهم لكل الكوارث التي حصلت وتحصل، مؤدية إلى تقهقر كبير جعلنا خلف الأقران قبل الأباعد.
لا ندري ما ستجود به صناديق الاقتراع في الانتخابات السلوية المقبلة، وهل هي قادرة على تقديم الخيارات المؤهلة لإحداث التغيير المطلوب، أم إن سلعة الانتخابات ستبقي الحالة في استحالة علاج ما أفسده الدهر في سلتنا ورياضتنا بشكل عام؟.