ثقافةصحيفة البعث

اللغة العربية في تعميق الهوية والانتماء 

طرطوس ـ محمد محمود 
حوار تفاعلي ونقاشات موسعة شهدتها الندوة المشتركة التي دعت إليها جامعة طرطوس بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب والاتحاد الوطني لطلبة سورية تحت عنوان “دور اللغة العربية في تعميق الهوية والانتماء”، وذلك في كلية الآداب، ظهيرة أمس الأربعاء، وبحضور مجموعة من المثقفين والأدباء والكتاب والمهتمين في تطوير الأداء اللغوي.
وعبر الدكتور ياسر محمد نائب رئيس جامعة طرطوس عن أهمية النشاط المشترك مع اتحاد الكتاب ونقل وتبادل الخبرات وتبادلها مع الأكاديميين، ما يؤدي إلى تفاعل طلاب اللغة العربية، والمهتمين بقضايا الفكر والأدب واللغة، مؤكداً أن اتحاد الكتاب بدوره يلعب دوراً مهماً في حماية اللغة عبر تجارب حية تغني مكتبة اللغة وتضيف لطلابنا.
من جهته، بيّن منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب أن “الندوة أتت تنفيذاً لتوجيهات المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، لمواجهة الغزو الفكري الذي يتعرض له شبابنا في هذه المرحلة و تنسجم مع التوجه الذي أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد حول حرب المصطلحات، وهي حرب خطرة جداً، فالدور الأساس المطلوب اليوم هو تعميق الانتماء للغة العربية، تعبيراً عن الانتماء الصحيح للوطن والقومية العربية”.
وختم عيسى: “اخترنا كلية الآداب جامعة طرطوس، باعتبارها منطلقاً لعشاق اللغة والتعاون مستمر عبر تعميم منجزات الأدباء وطباعة المنجزات الأدبية والفكرية، وإقامة معارض الكتب التي تعرض إبداعات الزملاء”.
وتضمنت الندوة التي قدمتها الأديبة ضحى أحمد عضو اتحاد الكتاب العرب محاور منوعة منها عرض واقع اللغة في ظل واقع الأمة العربية المتأزم، و انعكاسه على اللغة وقدرة اللغة العربية على مواجهة الأزمات ومواجهتها، وعرض وظائف اللغة وأهميتها في تأصيل الانتماء وتعميق الهوية والتحديات التي تواجهها اليوم، والحلول المفترضة.
كما استعرض الدكتور محمد علي عضو الهيئة التدريسية لكلية الآداب في قسم اللغة العربية آليات تعلم اللغة العربية وتعليمها والوقوف على العوائق التي تحول دون أداء اللغة العربية لدورها الوظيفي في تعميق الهوية والانتماء، وذلك انطلاقاً من إشكالات التعلم والتعليم لهذه اللغة، مقترحاً بعض الحلول وفتح باب للنقاش حولها.
ورأى العلي أن التأهيل ضروري  لتمكين اللغة وتنشيطها إلى جانب المحتوى التعليمي الهام، لكن إذا لم يتوافر لهذا المحتوى التعليمي الجيد مدرس ماهر لن يستطيع إيصال هذا المحتوى على حامل جيد، فالمطلوب تأهيل مدرسّي اللغة العربية من خلال دورات إعداد معلم لغة عربية فعّال، وتقييم أداء مدرسي اللغة العربية على حامل جمالي، و الوقوف على جماليات اللغة فاللغة ليست معادلة رياضية فهي أبعد من ذلك، وأجمل بكثير ويجب أن يكون المدرس متقناً لطريقة إخراج تلك الجماليات و إيصالها للطلاب فيحبون اللغة.
من جهته، عبّر الأديب محي الدين محمد رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب سابقاً أن الأمة العربية لن تموت إذا كان الانتساب إلى ماضيها وحاضرها في وجدان كل عربي، وأن اللغة هي باب الدخول والانتساب وهي عامل الربط بين الهوية والوطن، واليوم اللغة العربية تأتي في المرتبة الخامسة عالمياً لأن العرب لا يصنعون ما أبعد مستواها عن الوجود الكوني كما ينبغي أن تكون ويجب، فهي لغة كونية مشرقة تستطيع بناء إنسان يريد الحضارة والحياة الدائمة واليوم نجد أن العنصر الأكثر أهمية من عناصر الثقافة هو التأكيد على اللغة في حفظ الهوية والانتماء.