نصف طلاب الدراسات العليا للطب البشري يوقفون تسجيلهم بغاية السفر خارج البلاد
دمشق – لينا عدره
كشف عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الأستاذ د. صبحي البحري مغادرة نسبة كبيرة تتجاوز النصف تقريباً من طلاب الدراسات العليا إلى خارج البلاد، لاسيما وأن السفر بات الخيار الوحيد لشريحة كبيرة من الطلاب، فالأمر لم يعد يقتصر على الشبان بسبب الخدمة الإلزامية، بل امتد ليشمل الشابات أيضاً، حيث قاربت نسبة الطبيبات المسافرات من طلاب الدراسات العليا الثلث تقريباً ومعظمهن عن طريق لم الشمل، منوهاً إلى أنه ووفقاً لقرارات مجلس التعليم العالي يحق للطالب إيقاف تسجيله مدة سنة.
وبين البحري أن نسبة كبيرة من طلاب الدراسات العليا المقبولين في المشافي التعليمية، تترك في السنة الثانية، وبالتالي مع وجود 2000 طالب على سبيل المثال، فإن النصف تقريباً يتجه لتحضير امتحانات القبول في الخارج في السنة الأولى والثانية، وهو أمر محزن ومؤسف وفق تعبيره، لأن هؤلاء الطلاب كلفوا الدولة لتأهيلهم مبالغ كبيرة خدمة للبلاد، ولكن الأنظمة والقوانين تسمح لهم ولا يمكن إيقاف الأمر، وبنفس الوقت لا يمكن أن نلوم الطلاب لأن الأمور باتت فوق طاقة الطالب والأهل على حدٍّ سواء، ولا يمكن الهروب من الأمر الذي بات واقعاً لا مناص منه.
وشدد البحري على ضرورة أن يستكمل الطلاب اختصاصهم، ومن ثم يسافرون بعدها، لأن الخبرة التي يحصل عليها الطالب في اختصاصات كالجراحة لن يتعلمها خارجاً، خاصةً مع الصعوبات الكبيرة التي تتخلل أي إجراء جراحي في الخارج لاتخاذهم جملة إجراءات كالتأمين وغيره من الأمور، كما أن إنهاء الطالب لاختصاصه سيُمكنه من خدمة بلده، والحصول على مهارات جراحية كبيرة، وهو ما نلحظه لدى شريحة واسعة من طلاب الدراسات العليا الذين بات عددٌ منهم يمتلك خبرات ممتازة نتيجة المهارات التي اكتسبوها.
البحري يرى أن الاستقرار الأساسي يجب أن يكون بالراتب الجيد، وإلا لماذا يتوجه الكثير من الأساتذة للجامعات الخاصة، مؤكداً أن الخبرات التي نفقدها، وتحديداً لأساتذة “الطبيات”، لا يمكن تعويضها.
أخيراً.. من الضروري التأكيد على أن موضوع الهجرة يبقى أمراً معقداً وشائكاً، خاصةً مع انعدام وسائل الإقناع، وتوفير الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية، التي تشجع فئة الشباب على وجه الخصوص على البقاء لذلك لا بد من البحث عن حلول وبدائل وأخذ الموضوع بجدية أكبر من قبل المعنيين لتدارك مشكلات أكثر تعقيداً في المستقبل القريب.