ثقافةصحيفة البعث

راغدة محمود: تسخير الفنون الأدبية لتبسيط تعليم اللغة للأطفال

علي حسون

اللغة العربية حروف على دندنةِ لحن، لا تصطادوا لتلاميذكم الكلمات.. انسجوا لهم الأجنحة ليحلقوا في فضاءات الإبداع، وامنحوهم الثقة ليجرّبوا ويمتلكوا ناصية لغتهم. الأقلام المبدعة والعقول المتوقّدة المحبة للغتها تحتاج إلى مناهل صافية عذبة تنهلُ منها وترتوي من فيض فكرها. بهذه النصائح بدأت الباحثة والأديبة راغدة محمود حديثها عن أهمية كتبها ومؤلفاتها في تمكين اللغة العربية عند الطفل، موضحةً لـ”البعث” أنها تهتمّ في كتاباتها بأدب الأطفال وعلوم اللّغة العربيّة من خلال التقارب العربي الفكري ومدّ جسور التواصل والمحبة والثقافة بين سورية والدول العربية والعالم.

وتحدثت محمود عن كتابها “على مسرح الإعراب” الذي مرّ برحلة سنوات من البحث عن المعلومات في منابعها الصافية، بعيداً عن خلافات النحو وقواعده التي تقبل التأويلات الكثيرة، مستلهمة من مقولة “أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً”.

وعدّت محمود المسرح من أبرز الفنون الأدبية للنهوض بالمجتمع وما مرّ به مجتمعنا، بل النظام التربوي في وطننا العربي لا ينقذه من كبوته إلا المسرح، لما يحمل من عنصر التشخيص الذي يجعل للمعلومة بعداً حسياً ملموساً يحاكي الواقع وتصبح المعلومة جسداً يتحرك ويعبّر عما يجول في خواطره وسبر لأعماق الفكر.

وكتاب “مسرح الإعراب” -بحسب محمود- موجّه إلى كل ناطق باللغة العربية يرغب في تقوية نطقه وتعزيز قدراته في ميادين اللغة العربية، وخاصة الأطفال، لكونها حاولت استخدام معظم الفنون الأدبية المواكبة من قصة وسيرة ذاتية ومسرح، مشدّدة على الأسرة والمدرسة للتدليل على أن الارتقاء بمستوى التعليم يبدأ بتضافر الجهود، وهنا كان للأسرة حضورها اللافت من أجل تقديم بعض الفكر لابنها، كذلك المعلم تحوّل إلى ميسّر للمعلومات، وظهرت فكرة الجوائز من خلال حلقة البحث التي يقدّمها الطالب، وهنا تشدّد محمود على جملة “طالب العلم” لأن طالب العلم لا يحدّد بشريحة عمرية، ورحلة البحث عن المعلومة لا نستطيع حصرها بزمن وعمر وسنوات، كما حمل كتابها “عالم الإملاء” توضيح قواعد الإملاء بطريقة سهلة مبسّطة تربط القاعدة مع التطبيق، متبعة أسلوب القصة للحديث عن التاء المبسوطة والمربوطة والألف اللينة وهمزة القطع والوصل وعلامات الترقيم.

وعرجت محمود إلى كتابها “مسابقات نحوية” الذي يتكوّن من ١٢ جزءاً، في كل جزء مئة سؤال وجواب بطاقات، تربط التعليم باللعب والتسلية، وهو شامل لقواعد اللغة العربية، فالتعليم أساس رقي الشعوب واللغة العربية كائن حيّ يحتاج إلى الرعاية والاهتمام، والعطف والحبّ، والاغتراب عن اللغة يؤدي إلى إضعافها، مؤكدة أن الهوية هي الهواء الذي نتنفسه والماء الذي يروي ظمأ العطاش، إذ لن نستطيع فرض الهوية الوطنية بطرق قسرية على الأطفال، بل لا بدّ من أن يكون ذلك من خلال التعلّم باللعب وسرد الحكايات والرسم والموسيقا وحكايا الأمهات والجدات، وهنا تتشكل المادة الخام التي يغزل منها الطفل إبداعه بالاعتماد على الموروث الفكري والثقافي والعادات والتقاليد التي تربّى عليها فهو خير مقلّد للكبار.

ونوهت محمود بدور الأسرة والمدرسة والمجتمع لبناء شخصية الطفل الممزوجة بالتمسّك بأرضه، والعمل الجاد لتحقيق أحلامه فوق ترابها واحترام لغته والتمكين لها والافتخار بعروبته.

وبالإضافة إلى هذه الكتب، صدر للباحثة محمود “على خشبة مسرح النحو إلكتروني” و”دراسات نساء القصور على مر العصور” ورواية “بنات آوى ومعطف الفرو”.