أخبارصحيفة البعث

روسيا وطاجكستان.. نظام مشترك للدفاع الجوي

في تطوّر لافت أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، أن روسيا وطاجكستان قررتا إنشاء نظام مشترك للدفاع الجوي.

وخلال لقاء مع نظيره الطاجيكي شيرالي ميرزو في العاصمة دوشنبه، قال شويغو: “على خلفية تدهور الأوضاع في أفغانستان نحن نخطط بشكل مشترك لصد التهديدات المحتملة ونعمل على قضايا التعاون المتبادل من خلال التدريبات المشتركة”، وشدّد على تعزيز التعاون المشترك لضمان الأمن في آسيا الوسطى مضيفاً: “نقدم الدعم للجانب الطاجيكي ونولي اهتماماً متزايداً للتعاون الثنائي في مجال الدفاع”.

وذكّر الوزير الروسي شويغو بأن جرت الأسبوع الماضي تدريبات تكتيكية مشتركة لوحدات القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 المتمركزة في طاجكستان والقوات المسلحة للجمهورية، وأكد أن روسيا تقدم دعما للجانب الطاجيكي، وتولي اهتماما متزايدا للتعاون الثنائي في مجال الدفاع وكذلك لعمل القاعدة العسكرية الروسية رقم 201.

وفي هذا الصدد عبر شويغو عن استعداد بلاده لقبول مزيد من العسكريين الطاجيكيين للدراسة في الجامعات العسكرية الروسية، مضيفا أن روسيا تتطلع لمشاركة وحدة عسكرية من طاجكستان في المناورات الاستراتيجية “غرب 2021” المقرر إجراؤها في إطار منظمة معاهدة الأمنم الجماعي في سبتمبر المقبل.

وخلال اجتماع لمجلس وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في دوشنبه، أكد وزير الدفاع الروسي  أن تصرّفات واستفزازات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا تسهم في زيادة التوتر وخطر اندلاع الحرب، وقال: إن “الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المنطقة الأوروبية من زيادة الاستعداد القتالي للقوات وتعزيز الوجود وزيادة كثافة التدريب العملياتي والقتالي وتحديث البنية التحتية تزيد التهديد بخطر اندلاع نزاعات في المنطقة”، وأشار إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات المناسبة رداً على تهديد الأنشطة العسكرية للناتو، كما تم إجراء فحص مفاجئ للجاهزية القتالية لقوات المناطق العسكرية الغربية والجنوبية الروسية، لافتاً إلى أن روسيا تراقب عن كثب تحرّك ونقل “ناتو” للقوات في أوروبا كجزء من تدريبات “ديفيندر يوروب”.

يأتي ذلك فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين لن يناقش مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي النزاع شرق أوكرانيا وأن المحادثات ستقتصر حول مشكلات العلاقات الثنائية، وقال: “لقد أوضح الرئيس موقفه من مبادرة الحوار ومن المحتوى المحتمل لمثل هذا الحوار بحيث لا يمكن له إلا أن يتعلق بمشكلات العلاقات الثنائية ولا يمكن أن ينطلق من هدف إيجاد تسوية للصراع جنوب شرق أوكرانيا”، وأضاف: “إن افضل خطوة بالنسبة لكييف هي إجراء حوار مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتنفيذ اتفاقيات مينسك”.

وكان زيلينسكي دعا في وقت سابق الرئيس الروسي للقاء في “أي مكان في دونباس” بينما أعلن بوتين أنه إذا كان زيلينسكي يريد استعادة العلاقات مع روسيا فإن موسكو ترحّب به.

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مشروع قانون انسحاب روسيا من معاهدة السماء المفتوحة سيرفع للرئيس الروسي خلال أيام.

جاء ذلك في مداخلة رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات فيينا حول الأمن والرقابة على الأسلحة قسطنطين غافريلوف وفق ما أورد موقع روسيا اليوم.

وقال غافريلوف: إن “مشروع القانون سيبحثه مجلسا الدوما والاتحاد في الجمعية الفدرالية الروسية” معرباً عن قلقه إزاء عدم تنفيذ حلفاء الولايات المتحدة في الناتو وكذلك أوكرانيا وجورجيا التزاماتهم بموجب المعاهدة، وأعاد إلى الأذهان أن الدول الغربية تجاهلت الملاحظات الروسية بشأن الالتزام بالمعاهدة على الرغم من أن موسكو أعربت عن “استعدادها الأولي للعمل على تلك القضايا”، وقال: إن “مثل هذه المناقشة العملية ستكون ممكنة فقط بعد إعلان الولايات المتحدة بوضوح عن نيتها العودة إلى المعاهدة”. وأضاف: حتى الآن تتجه الأمور إلى انهيار المعاهدة، مؤكداً أن روسيا لن تقدّم تنازلات من طرف واحد وأن إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بإبلاغ الأطراف المعنية الأخرى بانسحابها من المعاهدة سيتم قبل نهاية شهر أيار المقبل.

وكانت روسيا بدأت بإجراءات الانسحاب من المعاهدة منتصف كانون الثاني الماضي، وذلك بعد أن غادرتها الولايات المتحدة من جانب واحد العام الماضي.

وتسمح المعاهدة التي تضم أكثر من 30 دولة بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة لمنح جميع الأطراف دوراً مباشراً في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمّها.

والسماء المفتوحة ثالث معاهدة دولية في مجال الرقابة على الأسلحة التي انسحبت منها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي سبق أن تركت عام 2018 الاتفاق النووي مع إيران ثم خرجت العام الماضي من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى المبرمة مع موسكو عام 1987، كما أصبحت اتفاقية ستارت الجديدة التي تنقضي فترة سريانها في شباط القادم على وشك الانهيار أيضاً رغم مبادرة موسكو لتمديدها عاماً إضافياً.