بغداد تدين موقف النظام السعودي المهادن للإرهاب وتحمّله مسؤولية "جرائم الإبادة" بمساندة أبناء العشائر.. الجيش العراقي يحكم سيطرته الكاملة على تلعفر
مع استمرار توافد آلاف المتطوعين يومياً للمشاركة في مواجهة العصابات الإرهابية، يواصل الجيش العراقي على جبهات عديدة ملاحقة مسلحي ما يُسمى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو داعش، حيث تمكّن خلال عمليات، أمس، من صد هجوم إرهابي على مدينة بعقوبة، فيما تمكّن، وبمساندة أبناء العشائر، من استعادة السيطرة على مدينة تلعفر بالكامل والقضاء على العشرات من الإرهابيين.
وتمكنت القوات الأمنية من قتل 15 عنصراً من داعش، وتدمير 100 سيارة دفع رباعي من نوع بيك آب تحمل لوحات سعودية بالقرب من الحدود السورية العراقية في نينوى، كما صدت هجوماً شنه مسلحون في مدينة بعقوبة تمكنوا خلاله من السيطرة على ثلاثة أحياء لعدة ساعات، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.
ويُعتبر هذا الهجوم أول هجوم تتعرض له مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى منذ بدء الهجوم الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل وتلعفر.
وضمن عملياتها أكدت عمليات دجلة مقتل ما يُسمى أمير الجزيرة لجماعة داعش بعملية أمنية شمالي شرق بعقوبة، فيما تمكنت من اعتقال ثمانية عناصر ينتمون لتنظيم داعش، غربي الموصل، ثلاثة منهم يرتدون زياً نسائياً.
من جهته، أكد محافظ ديالى عامر المجمعي أن المحافظة ستبقى عصية على الإرهاب وهي جاهزة لرد العدوان عن أهلها، وقال في تصريح صحفي له: إن الأمور طبيعية في المحافظة كما أن الأجهزة الأمنية ممسكة بالأرض، داعياً أبناء المحافظة إلى فتح محالهم ومزاولة عملهم بشكل طبيعي.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك بأن القوات المساندة للجيش استعادت السيطرة على قرية بشير جنوبي المحافظة بعد سيطرة عناصر داعش عليها.
سياسياً، حمّلت الحكومة العراقية نظام آل سعود مسؤولية الدعم الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية وجرائهما التي تصل إلى حد “الإبادة الجماعية” في العراق، مشددة على أن موقف الرياض من الأحداث الأخيرة في هذا البلد نوع من المهادنة للإرهاب، وقالت في بيان: إنها لاحظت موقفاً وحيداً مستغرباً يصدر من مجلس الوزراء السعودي، وإننا ندين بشدة هذا الموقف الذي نعتبره ليس فقط تدخلاً في الشأن الداخلي وإنما يدل على نوع من المهادنة للإرهاب.
وكانت السعودية زعمت في أول تعليق رسمي على الأحداث الأمنية الأخيرة في العراق أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “يدفع بلده نحو الهاوية”، في تكرار لاتهاماتها الباطلة للحكومات المنتخبة، ومحاولة للرد على الانتقادات الواسعة الموجّهة إليها بدعم الإرهاب، كما طالبت الرياض بغداد بالإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني، في مطلب بات يثير العديد من إشارات الاستفهام.
وشددت الحكومة العراقية على أن السعودية تتحمّل مسؤولية ما يحصل من جرائم خطيرة من قبل هذه الجماعات الإرهابية، وقالت: إن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته في هذا المجال، وهي ستتابع ذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي، واستنكرت بشدة محاولة إضفاء صفة “الثوار” على هذه الجماعات الإرهابية من قبل وسائل إعلام تابعة للسعودية، معتبرة أنها تعد إساءة بالغة لكل ما هو ثوري ومحاولة لشرعنة الجرائم التي تقوم بها هذه المجموعات والتي هي ليست خافية على أحد في كل مكان حلت به، كما دعت الحكومة السعودية إلى ضرورة التركيز على وضعها الداخلي ومراعاة عدم التهميش والإقصاء في بلدها، وقالت: إن هذه الحكومة أحرى بهذه النصيحة من العراق الذي تدور فيه عملية ديمقراطية وانتخابات حرة شهد العالم نزاهتها.
من جهته، أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي للمصالحة الوطنية عامر الخزاعي أن التركيز حالياً ينصّب على استنفار جميع الجهود لمحاربة الإرهاب، ولاسيما أن الحكومة غير مستعدة للحوار مع عصابات “داعش” التي تضم جنسيات أجنبية مختلفة، وقال في تصريح: إن مبدأ الحوار والتصالح انتهى وبدأت مرحلة مقاتلة هذه التنظيمات الإرهابية، ولاسيما أن الحكومة لا تتحاور مع داعمي هذا التنظيم الإرهابي، الذي يقوده مرتزقة من جنسيات غريبة على أبناء البلد كالشيشان والأفغان وغيرهم، كما أنها غير مستعدة لفتح حوار مع باقي التنظيمات الإرهابية والقتلة.