عاشقات الياسمين
أمينة عباس
احتفى المركز الثقافي في أبو رمانة مؤخراً بتوقيع كتاب “عاشقات الياسمين” للكاتبة إيمان النايف، والذي صدر حديثاً عن دار توتول للنشر بالتعاون مع أمانة دمشق للثوابت الوطنية، وتلا التوقيع ندوة بإدارة د.فرحات الكسم ومشاركة محمد الطاهر مدير الدار، والذي بيّن أن المرأة في سورية كانت عبر العصور جزءاً فاعلاً في حياة المجتمع، ولم تتوقف سورية عن إنجاب العظيمات من نسائها اللواتي واصلن ممارسة أدوار قيادية في البلاد أثّرت تأثيراً كبيراً بالمجتمع المحيط بها، حيث لم تقتصر مشاركة النساء في الشأن العام على العمل للدفاع عن قضايا المرأة فقط، بل شملت مشاركتها غالبية نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، مؤكداً أن المرأة السورية قوية ولا تكسرها المحن والظروف الطارئة، والدليل ما نراه كل يوم من بطولاتها، لذلك كان من الضروري برأيه في هذا الكتاب الوقوف عند أبرز الشخصيات النسائية السورية التي أبدعت في مجال الأدب والإعلام والسياسة، وفي مجالات إنسانية كثيرة، وقال إن كتاب “عاشقات الياسمين” عبق لمجموعة من الرائدات السوريات وقد أوردت الكاتبة الكثير من مزاياهن من خلال ما تركنَ من تراث أرَّخ لمرحلة جديدة من حياتنا في سورية، بدءاً من زهرة الشام نازك العابد، والوردة الجورية ماري عجمي وأليس قندلفت وثريا الحافظ وسلمى الكزبري، وانتهاء بـ د. نجاح العطار وسنية صالح وكوليت خوري.
شخصيات نسائية مهمة
وأشار د. الكسم إلى أهمية إلقاء الضوء على شخصيات نسائية مهمة كان لها أكبر الأثر في العمل الوطني في سورية وذلك من باب أن قضية المرأة وتمكينها إحدى الأولويات على جدول الدولة والمؤسسات والجمعيات في بلدنا لأن المرأة شريك كامل وفاعل أساس في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
أيقونات حقيقية
وأكدت الكاتبة إيمان النايف في تصريح لـ “البعث” أن رسالتها من هذا المنجَز الإضاءة على نساء لهنّ دور كبير بالتحرر النسوي في القرن الماضي، وكان من واجبها تسليط الضوء عليهن وتعريف الجيل ليكنَّ قدوة للأجيال الحالية والقادمة، مشيرة إلى أن المرأة السورية لم تكن يوماً خارج إطار وطنها، فقد أعطت الكثير وضحّت من أجل الوطن وما زالت تؤمن أن سورية التي خبرت كل أنواع التآمر عليها لا بد أن تهزم المتربصين لتبقى الشريك الفاعل في الحرص على وحدة أبناء الوطن بمختلف شرائحه وأطيافه، مؤكدة أن النساء السوريات كنّ ولا زلن نساء لا ككل النساء، ومفكرات لا ككل المفكرات، وهنّ رائدات ومتفردات ومتقدمات رغبنَ أن يكنّ أيقونات ملونة ومذهبة بخيوط فجر في عالم أردنه أن يكون عالم عطاء وبناء وسمو وتاريخ وانتصار وحق وخلود، فقدمن المثل المحتذى والصفحات الناصعة لريادة نسائية متفردة ومتفوقة.
وبينت النايف أن ما كتبته عن الشخصيات كان قد كُتب على صيغة محاضرات، وهي في الكتاب لم تكتفِ بالتعرف إلى سيرهن الشخصية بل تناولت آثارهن الأدبية والفكرية لتكون لنا زاداً ومعرفة، معتمدة لذلك الترتيب الزمني لتاريخ ميلادهن لأن كل واحدة منهن كانت الأولى والمتميزة والأيقونة والقدوة في عصرها.