أخبارصحيفة البعث

لافروف يدقّ ناقوس الخطر: لدينا أدلّة على تحضير كييف لاستخدام “قنبلة قذرة”

موسكو – تقارير:

على جميع المستويات قرّرت القيادة الروسية تحذير الغرب الجماعي من استفزازات نووية يحضّر النظام الأوكراني للقيام بها واتهام روسيا بذلك، وإذا كانت هناك رؤوس حامية في الغرب لا تزال تعتقد أن باستطاعتها تركيع روسيا أو هزيمتها عبر هذا النوع من الاستفزاز الذي تجري تغطيته غربياً، فإن عليها أن تنصت قليلاً إلى صوت العقل الذي يدعوها ربما للمرة الأخيرة إلى التوقّف عن تحريض كييف على القيام بمثل هذه الاستفزازات، لأن الأمر هنا يتوقف على مصير العالم أجمع وليس فقط على مصير أوكرانيا وروسيا كما يعتقد بعض السذّج، ومن هنا جاءت الاتصالات التي أجراها شويغو بنظرائه الغربيين، كما جاءت الاتصالات التي أجراها السياسيون الروس بنظرائهم، لإعطاء فرصة للتعقّل قبل أن يجرّ النظام في كييف العالم كلّه إلى ما لا تُحمد عقباه، لأن الكارثة إذا وقعت ستصيب الجميع.

وفي التفاصيل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المعلومات المتوافرة لدى روسيا حول تحضير النظام الأوكراني لاستخدام “قنبلة قذرة” ليست نابعة من فراغ، وإنما تستند إلى أدلة.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم: “لدينا معلومات محدّدة حول المؤسسات والمعاهد العلمية في أوكرانيا، والتي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع تلك القنبلة القذرة”، مضيفاً: “هناك معلومات أعدنا التحقق منها من خلال القنوات المناسبة تؤكد أن هذه ليست شبهات فارغة، بل يوجد سبب جدّي للاعتقاد بأن مثل هذه الأمور قيد التخطيط”.

وأشار لافروف إلى أن الدبلوماسيين الروس اتخذوا كل الخطوات اللازمة لبحث هذه القضية في المنصات الدولية، التي يفترض أن تبدأ اليوم.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حذر أمس خلال اتصالاتٍ هاتفية مع نظرائه الأمريكي لويد أوستن، والفرنسي سيباستيان لوكورنو، والبريطاني بن والاس، والتركي خلوصي أكار من خطر استخدام نظام كييف المحتمل لـ”قنبلة قذرة”، بهدف اتهام روسيا وتأليب المجتمع الدولي عليها.

من جهة أخرى، شدّد لافروف على استمرار التزام روسيا بتوريد الحبوب وفق الاتفاقات المبرمة، رغم العقوبات المعرقلة لذلك التي يفرضها الغرب، داعياً الأمم المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها لضمان التوريدات الروسية.

وقال لافروف: “هناك بعض الدول التي تقوم بإعاقة إيصال المواد والبضائع الروسية إلى الأسواق، ولكن روسيا لا تزال ملتزمة بتنفيذ كل تعهّداتها بالصفقات”، مشيراً إلى أن هناك نحو 7 بالمئة فقط من الحبوب تصل للدول الأكثر حاجة من الموانئ الأوكرانية بينما تذهب معظم الكميات إلى أوروبا.

ولفت لافروف إلى أن على الأمين العام للأمم المتحدة تقديم بيانات حول حركة الحبوب بموجب اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، معتبراً أن سياسة الغرب تُعقّد من مسار التجارة العالمية، وتزيد من أزمة الطاقة، وتحاول الضغط على الدول المنتجة للغاز والنفط.

من جهته، أعلن المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن تهديد نظام كييف باستخدام “قنبلة قذرة” هو تهديد حقيقي.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم: “إن هذا التهديد الأوكراني واضح، ووزير الدفاع سيرغي شويغو نقل هذه المعلومات إلى الغرب وأصبح الأمر متروكاً لهم بتصديقها أو عدم تصديقها”.

وتابع بيسكوف: “إن عدم ثقة الغرب بالمعلومات التي ينقلها لهم الجانب الروسي، لا يعني أن التهديد باستخدام مثل هذه القنبلة القذرة لم يعُد موجوداً، فالتهديد واضح، وتم لفت نظر الغربيين إلى هذه المعلومات”.

وكان وزير الدفاع الروسى سيرغي شويغو حذّر خلال اتصالات هاتفية أمس مع نظرائه الأمريكي لويد أوستن والفرنسي سيباستيان لوكورنو والبريطاني بن والاس والتركي خلوصي أكار من خطر استخدام نظام كييف المحتمل لـ”قنبلة قذرة”، بهدف اتهام روسيا وتأليب المجتمع الدولي عليها.

وأشار بيسكوف إلى أن تقليص اتصالات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس يعود إلى عدم استعدادهما للاستماع إلى موقف روسيا والمشاركة في أي جهود وساطة.

ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية إلى أن الغرب سرق الكثير من الأصول الروسية، بما في ذلك احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية.

وقال بيسكوف: “إن أعمال الغرب هذه غير قانونية تماماً ومخالفة للقانون الدولي، فهي تعدٍّ فعليٌّ على ممتلكات الدولة وعلى الممتلكات الخاصة”، مبيّناً أن “فكرة مصادرة الممتلكات الروسية لمصلحة أوكرانيا تخالف كل القوانين الموجودة، وتدمّر أسس نظام العلاقات الاقتصادية القائمة في العالم”.

وشدّد بيسكوف على أن روسيا ستجد الطرق المناسبة لمواجهة أي خطوات غربية.

وكان زعماء الاتحاد الأوروبي كلفوا المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي بإعداد مقترحات بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة لما سمّوه إعادة إعمار أوكرانيا.

إلى ذلك، أكد مستشار رئيس شركة الطاقة النووية الروسية روس إنيرغو آتوم رينات كارتشا أن استخدام (القنبلة القذرة) سيزيد بشكل كبير من مخاطر نشوب حرب نووية عالمية.

ونقلت وكالة نوفوستي عن كارتشا قوله في مقابلة مع قناة روسيا (24): “إن حياة الأشخاص الذين سيتم قتلهم نتيجة استخدام هذه القنبلة القذرة، ليست سوى جزء صغير مما يمكن أن يحدث فيما بعد، حيث ستصبح يد من يأمرون بهذا النوع من التجارب البربرية طليقة، وسيدخلون في الصراع بالكامل، وهو ما سيرفع من مخاطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة عدة مرات، وستتحوّل إلى تهديد حقيقي”.

وأشار كارتشا إلى أن انفجار قنبلة نووية قذرة سيؤدّي إلى تلوّث إشعاعي يطول عشرات الآلاف من الأشخاص، وإغلاق النشاط الحيوي لبعض المناطق لمدة تصل إلى 50 عاماً، مضيفاً: “إن باستطاعة أوكرانيا وبإمكانياتها العلمية والتقنية صنع قنبلة ذرية قذرة، وسوف يكون هناك تلوّث إشعاعي بالتأكيد وسيطول عشرات الآلاف من الأشخاص على الأقل”.

عسكرياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن النظام الأوكراني لديه القاعدة الإنتاجية والإمكانيات العلمية ومخزون من المواد المشعّة، يمكن استخدامه في صنع قنبلة قذرة، مشيرة إلى أن العمل على صنع هذه القنبلة وصل إلى آخر مراحله.

وقالت الوزارة في بيان لها اليوم: “توجد في أوكرانيا مؤسسات لديها مخزون من المواد المشعّة، التي يمكن استخدامها في صنع قنبلة قذرة، وهي 3 محطات نووية عاملة جنوب أوكرانيا وفي خميلنيتسكايا وريفنينسكايا ومحطة تشيرنوبيل النووية غير المستخدمة التي توجد فيها مرافق تخزين النفايات المشعّة”.

وأضافت الوزارة: “إن مصنع فيكتور لمعالجة النفايات المشعّة الذي تمّ إنشاؤه مؤخراً ومصنع بريدنيبروفسكي الكيميائي ومواقع التخلص من النفايات المشعّة بورياكوفكا وبودليسني وروسوخا يمكن أن تتسع، لأكثر من 50 ألف متر مكعب من النفايات المشعّة، التي يمكن استخدامها أيضاً في صنع القنبلة القذرة، ويقوم مصنع فوستوشني للتعدين والمعالجة بتعدين خام اليورانيوم”.

وتابعت الوزارة: “توجد في أوكرانيا القاعدة العلمية الضرورية، ومنها معهد خاركوف للفيزياء والتكنولوجيا، الذي شارك علماؤه في البرنامج النووي السوفييتي، حيث تعمل المرافق التجريبية بما في ذلك أجهزة أوراغان النووية الحرارية، كما يوجد معهد البحوث النووية التابع لأكاديمية العلوم في كييف، حيث يتم البحث في علوم المواد المشعّة”.

وأوضحت الوزارة أنه وفقاً لخطط نظام كييف سيكون من الممكن إخفاء وتمويه مثل هذا النوع من التفجيرات، بالادّعاء أنه انفجار مفاجئ لذخيرة نووية روسية منخفضة القوة يُستخدم فيها يورانيوم عالي التخصيب.

وبيّنت الوزارة أنه سيتم تسجيل وجود نظائر مشعّة في الهواء بوساطة مجسّات نظام المراقبة الدولي في أوروبا، لاتهام روسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية وشنّ حملة قوية ضدها في العالم، تهدف إلى تقويض الثقة بموسكو.

وأكدت الوزارة وجود معلومات حول الاتصالات بين مكتب الرئيس الأوكراني وممثلين بريطانيين، بشأن إمكانية الحصول على التكنولوجيا لإنتاج الأسلحة النووية.

وقالت الوزارة: إن سيناريوهات الحرب الإعلامية استخدمها الغرب من قبل في سورية، عندما قامت منظمة الخوذ البيضاء بتصوير مقاطع فيديو دعائية، حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من الجيش السوري هناك.

وأضافت الوزارة: إن إحدى المسرحيات الأكثر شهرة كانت الاستفزاز الذي نظمته الخوذ البيضاء في الـ4 من نيسان 2017 في خان شيخون، حيث استخدم الأمريكيون هذا الاستفزاز كذريعة، وقاموا دون انتظار إجراء تحقيق بالاعتداء على سورية في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وحذرت الوزارة من أن تفجير قنبلة قذرة سيؤدّي حتماً إلى تلوّث إشعاعي للمنطقة، على مساحة تصل إلى عدة آلاف من الأمتار المربّعة، ونتيجة لهذا الاستفزاز يتوقّع النظام الأوكراني تخويف السكان المحليين، وزيادة تدفق اللاجئين إلى أوروبا وإظهار روسيا كدولة إرهاب نووي.

وأكدت الوزارة أنها نظّمت العمل لمواجهة الاستفزازات المحتملة من النظام الأوكراني، وأن قواتها ووحداتها جاهزة لأداء المهام في ظروف التلوّث الإشعاعي.

وفي السياق ذاته، بحث رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه الأمريكي مارك ميلي، والبريطاني الأدميرال أنتوني ريديكين، احتمال استخدام النظام الأوكراني لقنبلة قذرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم: إن غيراسيموف أجرى محادثة هاتفية مع ميلي ناقش خلالها الوضع بشأن احتمال استخدام أوكرانيا للقنبلة القذرة، كما أطلع في محادثة هاتفية أخرى نظيره البريطاني على المخاطر المتعلقة باحتمال استخدام النظام الأوكراني لهذه القنبلة.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن النظام الأوكراني لديه القاعدة الإنتاجية والإمكانيات العلمية، ومخزون من المواد المشعّة يمكن استخدامه في صنع قنبلة قذرة، مشيرة إلى أن العمل على صنع هذه القنبلة وصل إلى آخر مراحله.

وحذّرت من أن تفجير قنبلة قذرة سيؤدّي حتماً إلى تلوّث إشعاعي للمنطقة على مساحة تصل إلى عدة آلاف من الأمتار المربّعة.