مطالب بإلغاء شرط السنتين وزيادة مقاعد الدراسات العليا لخريجي التعليم المفتوح
شكّلت المفاضلة الجامعية منذ اعتمادها كطريقة للقبول في الجامعات السورية، في ثمانينيات القرن الماضي ولغاية اليوم، حاجزاً أمام عشرات آلاف الطلبة من الناجحين في الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في دخول الجامعة وتحقيق رغباتهم وأمنياتهم، وذلك بسبب الاعتماد على معدل الدرجات، وهو ما يعتبره الكثيرون طريقة غير عادلة، وخاصة بعد أن ارتفعت معدلات القبول إلى أقصى الدرجات مما قلّص الخيارات أمام الطلبة وحطّم أحلامهم.
وسط هذه الحالة من الإحباط بين الحالمين باستكمال تحصيلهم الجامعي، تبرز أهمية برنامج التعليم المفتوح في إتاحة الفرصة لنيل التحصيل العلمي العالي، ولكن حتى هذا الأمل يراه الطلبة مؤجلاً، وخاصة بعد قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باعتماد شرط مرور عامين على النجاح في الثانوية ليحق للطالب التسجيل بأحد تخصّصات التعليم المفتوح، عدا عن تعليق القبول في بعض التخصصات، يضاف لذلك رفع رسوم مقررات التعليم المفتوح لهذا العام، مما شكّل عبئاً مالياً إضافياً على الطلبة وذويهم في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، عدا عن شروط أخرى اعتبرها الطلبة ظالمة، كالتي تتعلق بالعمر أو رفض جميع رغبات الطالب في المفاضلة، سواء العامة أو الموازي.
ما الحكمة؟
بعض الطلبة والأهالي أكدوا أن الدراسة في التعليم المفتوح بعد الثانوية مباشرة، كما كانت سابقاً، تختصر الوقت والجهد وتوفر النفقات على الطالب والأهل، ولا داعي من وجهة نظرهم لتأخير الطالب مدة سنتين حتى يُسمح له بالتسجيل والدراسة، خاصة وأن بعض الطلبة قد يخسرون مستقبلهم العلمي نتيجة خطأ في ورقة أو بطاقة المفاضلة ومع عدم إمكانية تصحيحه لتأخر اكتشافه، فهذا يعني الانتظار لعامين قادمين لعلّ وعسى يحظى بدراسة أحد تخصصات التعليم المفتوح، وتساءل البعض: ما الحكمة من قرار السنتين؟.
عامل إحباط!
واشتكى آخرون من ارتفاع أقساط الجامعات الخاصة وحتى التعليم الموازي الذي ارتفعت أقساطه هذا العام لحدود الضعف، وهذا برأيهم شكّل عامل إحباط آخر سيدفع العديد من الشباب لوضع الهجرة هدفاً لهم بعد أن انكمشت أمامهم فرص الدراسة في جامعات الوطن.
داعمة لسوق العمل
رئيسُ فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في جامعة طرطوس الدكتور همام كناج أيّد مطالب الطلبة وذويهم، مؤكداً أن بعضهم لديه القدرة والإمكانية أن يدرس بالتوازي اختصاصين، واحد في التعليم العام وآخر في التعليم المفتوح، وهذا يعطي الطالب فرصة أخرى لتعزيز معارفه، ولاسيما أن بعض الاختصاصات تتكامل بطريقة ما وتدعم بعضها بطريقة أو بأخرى، لافتاً إلى أن اختصاصات التعليم المفتوح تدعم سوق العمل بشكل أكبر من كونها معارف أكاديمية فقط، والدليل أن آلاف الخريجين يشغلون وظائف إدارية في عدة مؤسسات ويؤدون بشكل جيد.
شروط التسجيل
نائب رئيس جامعة طرطوس للشؤون الإدارية والطلابية والتعليم المفتوح الدكتور أديب برهوم أوضح أن التعليم المفتوح عبر تخصصاته المختلفة أعطى فرصة للعديد من الطلبة لاستكمال تحصيلهم العلمي، مشيراً إلى أن افتتاحه في الجامعات السورية تمّ بموجب المرسوم التشريعي رقم /٣٨٣/ تاريخ ٢٩/٧/٢٠٠١، وبيّن أن التسجيل فيه يتطلب عدة شروط، بحيث يحقق الطالب شروط القبول من حيث الحدّ الأدنى المطلوب للدرجات، إضافة إلى النجاح في المقابلة الشخصية لبعض الفروع، وأن يكون قد مضى على حصوله على الشهادة الثانوية عامين أو تجاوز سن الـ٢٤ سنة، أو أن جميع رغباته مرفوضة في المفاضلة العامة أو مفاضلة التعليم الموازي.
وذكر برهوم أن للتعليم المفتوح مفاضلة تصدر كل عام خلال شهر تشرين الثاني، لافتاً إلى أنها ليست مفاضلة مركزية على مستوى الوزارة، بل إن كل جامعة تعلن عن مفاضلة خاصة بها، وبيّن أن جامعة طرطوس تضمّ عدة اختصاصات للتعليم المفتوح وهي، رياض الأطفال والمحاسبة وإدارة مشروعات صغيرة، وأن عدد طلبة التعليم المفتوح فيها يبلغ /١١٠٠٠/ طالب وطالبة في كلية الاقتصاد، و/٤٤٨٤/ طالباً وطالبة في كلية التربية، مع ملاحظة انخفاض الإقبال على التعليم المفتوح بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة وشرط السنتين.
وأكد نائب رئيس الجامعة أن شهادة التعليم المفتوح التي ينالها الطالب معادلة للشهادات الحكومية، كما يحق له متابعة الدراسات العليا لكن بنسب قليلة جداً، مشيراً إلى إمكانية حصول الطالب على تأجيل دراسي.
ارتفاع التكاليف
وعزا نائب رئيس الجامعة أسباب رفع رسوم مقررات التعليم المفتوح في ظل هذه الظروف الصعبة إلى ارتفاع تكاليف العملية التعليمية، وشمل الارتفاع الطلاب المستجدين والقدامى، مبيناً أن الرسوم سابقاً كانت ٧٠٠٠ ليرة للمقرر الجديد و٩٠٠٠ عند الرسوب لمرة واحدة و١١٠٠٠ عند الرسوب لأكثر من مرة و٣٥٠٠٠ رسم المقرر للطالب المستنفد، في حين أصبحت الرسوم الجديدة بموجب قرار وزارة التعليم العالي رقم /٧٠/ تاريخ ٤/١٠/٢٠٢٢/ ١٠٠٠٠ ليرة للمقرر الجديد و١٥٠٠٠ عند الرسوب لمرة واحدة و٢٠٠٠٠ عند الرسوب لأكثر من مرة و٣٥٠٠٠ رسم المقرر للطالب المستنفد. واقترح نائب رئيس الجامعة إلغاء شرط السنتين للقبول وزيادة عدد مقاعد خريجي التعليم المفتوح في الدراسات العليا.
مما سبق يتضح مدى ضرورة إعادة النظر بتجربة التعليم المفتوح وتقييمه لجهة المناهج والمخرجات ومدى فعاليتها في سوق العمل، عدا عن الأمور التي تتعلق بنظام القبول فيه ورسوم المواد، سواء حين التسجيل في المرة الأولى أو في حالة الرسوب والاستنفاد.
طرطوس- دارين حسن