بعد فشل دوري الدرجة الأولى.. البحث مطلوب عن البديل المناسب
ناصر النجار
كشفت مباريات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم المستور من عيوب الفرق ونواقصها، من خلال المباريات التي أُقيمت حتى الآن، ودلّت هذه المباريات على ضعف المستوى الفني العام بشكل واضح، وتفاوت المستوى من فريق لآخر، ما يؤكد أن الفرق على ثلاثة طوابق، طابق منافس وطابق متوسط وطابق دون مقومات.
وإذا تكلمنا في عدد سابق عن منغصات هذا الدوري ومشكلاته الكثيرة، التي تبدأ من جاهزية الملاعب إلى الشغب الذي بات ثقافة الدوري في الكثير من المباريات، فإننا نتكلم اليوم عن أهلية هذا الدوري ومدى قدرته على المساهمة بدفع عجلة كرة القدم نحو الأمام.
من حيث المبدأ لا يملك هذا الدوري أي مقومات ليكون رديفاً وعاملاً مساعداً على تنمية كرة القدم، ولأن أغلب أنديته فقيرة وتعتمد على المساعدات التي لا تكفي لبناء كرة القدم أو للنهوض بها، لذلك نجد أن الحال السيئ لهذه الفرق ينعكس على الأرض، فلا نرى مباريات فيها كرة قدم حقيقية، وما نجده عبارة عن لاعبين يتسابقون وراء الكرة!.
تحدثنا سابقاً عن أن شكل الدوري وأسلوبه لا يخدمان المسابقة ولا يخدمان كرة القدم أبداً، وعلى ما يبدو أن اتحاد كرة القدم غير قادر على تغيير هذا الأمر، ربما لقناعته أو ربما لأمور أخرى نجهلها، لكن هناك الكثير من الحلول التي يمكن أن تمكّن كرتنا من التحرّر من هذه الدوريات البالية التي لا تشبه كرة القدم الصحيحة بقدر ما تشبه كرة الأحياء الشعبية.
الحلولُ تكمن بإقامة دوريات أخرى يتبناها اتحاد كرة القدم يمكن العمل عليها وبناء كرة القدم الجديدة من خلالها، بشرط أن يتبناها الاتحاد بكلّ تفاصيلها النظرية والعملية والمالية، وبذلك لا يكون للأندية أي عذر بعدم العناية بفرقها.
هذه الدوريات هي لفرق الرديف بالأندية تكون تحت سن الـ22 وعندما يعتمد هذا الدوري في الدرجة الممتازة والأولى والثانية فإن دوري الأحياء الشعبية سيتلاشى تلقائياً.
الأمرُ نفسه سيسري على دوري الفئات، ليقام دوري تحت العشرين سنة وتحت الـ 17 وهكذا وصولاً إلى البراعم التي سيكون لها اهتمام خاص.
كلنا يعرف أن كرتنا شاخت، وأن الكثير من أنديتنا ما زالت تعتمد على لاعبين تجاوزوا سن الاعتزال، وهذا الأمر بات يشعر اتحاد كرة القدم بخطورته، فبدأ يتحرك في هذا الاتجاه، وهو يبحث عن مصادر تمويل لمجمل هذه الأفكار ليبدأ تنفيذها مطلع العام القادم.