سوناك الوفي جداً لواشنطن
تقرير إخباري:
بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على توليه منصبه، لا يبدو أن رئيس وزراء بريطانيا الجديد ريشي سوناك يختلف كثيراً عن سلفه ليز تراس في تعاطيه مع من تعدّه بريطانيا خصمها التقليدي في العالم وهو روسيا، فقد أثارت تصريحات سوناك، ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حفيظة قرّاء صحيفة “تلغراف”.
وكتب أحد المعلقين: “كيف يمكنه مواجهة بوتين، إذا كان لا يستطيع التعامل مع اقتصاده”.
وقال آخر ساخراً: “في الحقيقة… لقد أخاف وأرعب بوتين وقرّر في الحال تغيير سياسته!.. هذا سخيف”.
وقال ثالث : “أتمنى حظاً سعيداً لسوناك، لأنه لن ينجح”.
وواضح جداً أن سوناك لن تختلف سياسته عن سياسة سابقيه، حيث عاد مجدّداً إلى نبرة العداء لروسيا المتبعة عادة لدى رؤساء الحكومة البريطانية السابقين الذين كانوا يعتقدون، أو هكذا أوحى إليهم سيّدهم الأمريكي، أن ممرّهم الوحيد إلى النجومية والشهرة يكمن في استعداء روسيا وانتقادها.
وعلى الرغم من أن سوناك يعلم قبل غيره أن تراس التي سبقته في رئاسة الحكومة كان السبب الرئيس في استقالتها هو ملفّ العلاقة مع روسيا وتداعياته، حيث أسفرت العقوبات الغربية على روسيا التي دعمتها بريطانيا بقوة، والانغماس المباشر للحكومة البريطانية السابقة في الحرب الأوكرانية عبر تفجير أنابيب خطّي السيل الشمالي 1 و2، والهجوم بالطيران المسيّر على الأسطول الروسي في ميناء سيفاستوبول، والدعم والتحريض غير المحدود للنظام الأوكراني على عدم التفاوض مع روسيا على إيقاف الحرب، عن تعقيد المشهد الاقتصادي البريطاني، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في إقرار تراس بعجزها عن حل الأزمة الاقتصادية في البلاد، على الرغم من كل ذلك يصرّ سوناك على سلوك الطريق ذاته، مؤكداً ما جاء في أحد تعليقات القرّاء “انتقاد الآخرين طريقة بنّاءة جداً لحل المشكلات”.. “كان عليه أن يثبت ولاءه للولايات المتحدة، لذا فهو يدلي بتصريحات لن يتبعها شيء”.
كل ذلك يؤكد أن السياسة البريطانية المستقلّة لم تعُد موجودة حالياً، بل أكثر من ذلك يشير إلى أن الحكومة البريطانية كلّها تحوّلت إلى ناطق باسم البيت الأبيض، إذ إن ما لا تستطيع الإدارة الأمريكية الإعلان عنه فيما يخصّ العلاقة مع موسكو، يتم تكليف لندن بالقيام به، وهذا من جهة أخرى يؤكد أن لندن باتت تلعب دور الكلب الوفي لواشنطن في العالم.
وما جاء في صحيفة “Telegraph” من أن رئيس الوزراء البريطاني، سوناك، وعد بـ”انتقاد” روسيا في اجتماع قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، يؤكد أن الحكومة البريطانية الحالية تعتقد أن جواز سفرها الوحيد للعبور إلى العالم هو انتقاد روسيا، بينما هي عاجزة عن حل أبسط القضايا الاقتصادية التي تعترض الشعب البريطاني، وهو ما يفسّر في الوقت ذاته عدم حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن أعمال القمّة حيث إن وكيله ومدير أعماله سوناك قد تكفّل بذلك.
طلال ياسر الزعبي