وسط صمت عربي ودولي يصل حد التواطؤ الاحـتـلال يـمـضي فـــي فـــرض عـقــاب جـمــاعـــي عـلـى الفلسطينيين.. ويشن حملة شرسة على الأسرى المحررين
وجدت “إسرائيل” في خطف مستوطنيها الثلاثة فرصة لتسعير إرهابها ضد الفلسطينيين، وتنفيذ المزيد من السياسات الاستيطانية والقمعية، حيث شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت خلالها أكثر من 65 فلسطينياً ممن أفرج عنهم في صفقة شاليط، كما اقتحمت مبنى فضائية الأقصى في الضفة الغربية، وتوعّد نتنياهو بأن تكون الخطوة ضمن سلسلة “عمليات كثيرة”.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب: إن قوات الاحتلال داهمت منازل الأسرى المحررين ضمن صفقة شاليط واعتقلتهم، معتبراً أن هذه الحملة الشرسة التي يشنها الاحتلال على الأسرى المحررين تنمّ عن العنصرية التي يتعاطى بها الاحتلال، وخاصة أن الأسرى المحررين ملتزمون بكافة شروط صفقة الإفراج عنهم، وبالتالي يحاول الاحتلال تدمير النسيج الاجتماعي الجديد لهم واستخدامهم للابتزاز وورقة ضغط.
ويبدو أن “إسرائيل” ماضية في فرضها عقاباً جماعياً على الفلسطينيين، وسط صمت عربي ودولي يصل حد التواطؤ، ولذلك شددت من إجراءاتها القمعية في الضفة الغربية، ولا سيما في الخليل. وتعرضت المدينة، التي أغلق الاحتلال مداخلها قبل أيام، لحملة مداهمات واعتقالات لا تفرّق بين ليل ونهار.
وأشارت التقارير إلى أن قوات الاحتلال داهمت المدينة وبلداتها وفتشت العشرات من المنازل واقتحمت الأسواق وسط المدينة وفجّرت أبوابها وفتشتها، كما اعتقلت العشرات من أبنائها، وأصيب عدد من الفلسطينيين خلال عملية اقتحام نفذتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس، حيث اعتقلت 12 شخصاً من قرى وأحياء مختلفة من المدينة وقراها، وقال شهود عيان: إن بعض الفلسطينيين أصيبوا بالأعيرة المعدنية خلال عملية الاقتحام، فيما تعرض آخرون للرضوض أثناء ملاحقتهم من قوات الاحتلال، مشيرين إلى أن هذه القوات اقتحمت بلدة بيت فوريك وقرى اودلا وطلوزة وتل ودير شرف وجماعين وفتشت عدداً كبيراً من المنازل فيها وعبثت بمحتوياتها.
وفي مدينة جنين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 فلسطينياً معظمهم من الأسرى المحررين، وحطمت محتويات العديد من المنازل خلال عمليات الاقتحام والمداهمة، التي نفذتها في المدينة وعدداً من البلدات التابعة لها، كما اعتقلت ثمانية فلسطينيين في مدينة طولكرم، في وقت اقتحمت فيه مقر لجنة الزكاة المركزية في المدينة بعد تكسير بوابتها الرئيسية وأبواب الغرف والخزائن الحديدية، التي تحوي الملفات الخاصة باللجنة، حيث استولت على عدد منها إضافة إلى جهاز حاسوب.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة أشخاص من بينهم فتيان في مدينة بيت لحم وسبعة في مدينتي رام الله والبيرة وفلسطيني من بلدة عزون شرق قلقيلية، والتي ما زالت معزولة عن العالم الخارجي بفعل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال عليها.
وفي سياق متصل جددت مجموعات من المستوطنين اقتحامها للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، في حين قام المستوطنون بحركات استفزازية وسط شتائم وألفاظ نابية بحق المصلين، بينما أحاطت شرطة الاحتلال بحلقات الطلبة والمصلين لمنعهم من التصدي لقطعان المستوطنين.
وتوغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية صباح أمس في الأراضي الزراعية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط إطلاق نار على منازل السكان الآمنين، كما هدمت قواته ثلاثة منازل في بلدة الخضر جنوب بيت لحم ما أدى إلى تشريد 50 فرداً من قاطنيها.
ومن غزة، التي تنال نصيبها من العقاب الإسرائيلي، حذّرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية من أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إجراءات وسياسات الاحتلال التي يحاول فرضها في الضفة.
وتنديداً بممارسات الاحتلال تجاه الأسرى نفذت لجنتا دعم الأسرى المحررين والمعتقلين السوريين والدفاع عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال اعتصاماً ووقفة تضامنية مع المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية وذلك أمام مقر بعثة الصليب الأحمر في دمشق، وسلّم رئيس لجنة دعم الأسرى السوريين في سجون الاحتلال الأسير المحرر علي اليونس ورئيس لجنة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال تحسين الحلبي مذكرة لرئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق بوريس ميشيل أحاطاه فيها علماً بأن إضراب المعتقلين الإداريين عن الطعام ومساندة عدد من الأسرى لهم بانضمامهم لهذا الإضراب زاد من تفاقم الأضرار الصحية التي ترتبت على استمراره كل هذه الفترة الطويلة وبات يهدد حياتهم بأخطار تعرضهم لمزيد من المعاناة واحتمال الموت.
ولفتت اللجنتان إلى خطورة تنفيذ التهديد الذي تلوّح به السلطات الإسرائيلية لإبعاد عدد من المعتقلين الإداريين المضربين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وهو ما يعتبر خرقاً لميثاق جنيف الخاص بمعاملة الأسرى والسكان المحليين، مؤكدتان أن هذا الإبعاد سيشكل عملية غير إنسانية تلجأ لها السلطات الإسرائيلية لكسر الإضراب ومعاقبة المضربين والتخلص من وجودهم بين أهلهم ومكان إقامتهم، وطلبتا من المنظمة الدولية حماية الأسرى والمعتقلين من هذه الأخطار الداهمة ومضاعفاتها على حياتهم وبذل كل جهودها المشروعة بموجب مهامها من أجل حماية حقوق الأسرى والمعتقلين وإنقاذهم من الإبعاد والموت.
وقال الأسير المحرر علي اليونس للصحفيين: إننا اليوم ننفذ وقفة تضامنية مع أسرى الحرية في سجون الاحتلال الصهيوني ولاسيما أنهم يخوضون في هذه الأيام معركة الأمعاء الخاوية ضد الممارسات الوحشية الإسرائيلية بحق الأسرى من أبناء الجولان العربي السوري المحتل وفلسطين، مطالباً المنظمات الدولية والإنسانية القيام بواجبها الإنساني تجاه هؤلاء الأسرى الذين يواجهون ويصارعون الموت والإهمال الطبي المتعمّد والتصفية الجسدية وضرورة تحسين ظروفهم الحياتية وتطبيق اتفاقية جنيف ولا سيما الثالثة والرابعة ومعاملتهم كأسرى حرب.