منطقتنا والخلاف الحزبي الأمريكي
مجلة البعث الأسبوعية – أربعائيات – د. مهدي دخل الله:
اهتم العالم بمن سيربح الكونغرس بمجلسيه في الولايات المتحدة ، نظراً لتأثير هذه الانتخابات على سياسات الدولة التسلطية الأولى . النتائج كانت توازنية ، حيث نال الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب ، بينما نال الديمقراطيون الأغلبية في مجلس الشيوخ .. الرأي العام عندنا في المنطقة لا يعول كثيراً على من يحكم أمريكا ما دامت الخطوط الاستراتيجية العريضة نفسها لدى الحزبين . لكن هناك اختلافات ليست قليلة في الأسلوب ، لست هنا بصدد بحثها ..
ولعل أهم مشكلة يعانيها العالم مع أمريكا اليوم هي عدم وجود شخصية قيادية قوية في البيت الأبيض . الأزمة العالمية اليوم حول توسع الناتو ليست اصعب من ازمة الصواريخ في كوبا ، عام 1961 . تم حل تلك الأزمة تفاهمياً عندها لأن ساكن البيت الأبيض كان شخصية قيادية ، إنه جون فيتزجرالد كندي . اليوم نتساءل : أين ديغول ، روزفلت ، أديناور ، براندت ، تشرشل ؟؟.. لماذا فقدت أوروبا قادتها الكبار ؟ لعل هذه المسألة ينبغي أن يطرحها الرأي العام الأوروبي على نفسه بقوة ؟…
ما علاقة كل من الديمقراطيين والجمهوريين بمنطقتنا ؟ بداية لا بد من التذكير بأن الحزبين استراتيجياً متساويان في السوء ، لكن هناك من هو أقل سوءاً ربما … سأعرض بعض المعلومات وأنتم احسبوها كما شئتم :
1- السعودية تفضل الجمهوريين بينما ترى إيران أن الديمقراطيين أقل سوءاً ..
2- إيران وروسيا متحالفتان في المنطقة ، لكن روسيا تفضل الجمهوريين ..
3- تركيا وإيران متفاهمتان لكن تركيا تميل إلى الجمهوريين ..
4- تركيا والسعودية متنافرتان لكنهما يميلان معاً إلى الجمهوريين ..
5- تركيا تعتقد أن الديمقراطيين أقرب إلى دعم اليونان في النزاع التركي اليوناني الشهير والمستمر ..
6- سورية قد ترى الديمقراطيين أكثر سوءاً من الجمهوريين ، لأن موسكو حليفة سورية الأولى أقرب إلى التفاهم مع الجمهوريين ، بينما حليفة سورية الثانية – إيران – ترى في الجمهوريين السوء الأكبر ..
7- سورية تشعر أن الديمقراطيين أكثر سوءاً لعدة أسباب :
أولاً لأنهم داعمون للإخوان المسلمين وللإرهاب التكفيري بكل فئاته . ينبغي هنا أن نتذكر بأن زبينغيو بريجنسكي المنظر الديمقراطي الشهير هو الذي أنشأ القاعدة عندما كان مستشاراً للرئيس كارتر أواخر السبعينيات ، وهو الذي اخترع شعار تحويل الجهاد في سبيل الله إلى ( جهاد في سبيل أمريكا ) على حد تعبيره .
السبب الثاني أن الديمقراطيين هم الذين اخترعوا ” الربيع العربي ” بهدف تمكين التكفير من حكم المنطقة ، وفي عهدهم بدأ العدوان الواسع على سورية .
السبب الثالث هو أن الديمقراطيين الأكثر دعماً للناتو ولسياسته العدوانية التوسعية ..