الميزانيات الدفاعية لأمريكا وأدواتها تؤكد عدائها للسلم العالمي
تقرير إخباري:
فُوجئ العالم برفع الإدارة الأمريكية لميزانيتها الدفاعية نحو أرقام مبالغ فيها، تتضمن أيضاً تخصيص 45 مليار دولار لدعم أوكرانيا عسكرياً، وهكذا تكون قد خصصت مبلغ 113 مليار دولار لدعم استمرار الحرب الأوكرانية التي تستنزف الاقتصاد الغربي حتى اللحظة دون أن تحقق أي انتصار سواء للطرف الوكيل “النظام الأوكراني”، أو الأصيل “الناتو”، وهذا الرقم لم يسبق وأن خصصته أمريكا لدعم أي بلدٍ خلال عام واحد.
ونلحظ أيضاً رفعاً للميزانية الدفاعية لبريطانيا من 48 مليار إلى 50،1 مليار دولار على الرغم من أنها تقف على حافة الانهيار الاقتصادي، وتعاني فقدان نصف مخزونها الاستراتيجي من الأسلحة، حيث تُشير تقارير صحفية إلى أن ما يستهلكه جيش النظام الأوكراني من القذائف خلال يوم واحد يحتاج إلى شهر لصناعة وتعويض البديل عنه، مؤكدةً أن أنظمة الأسلحة عالية التقنية لدى لندن مهددة بالنفاذ الوشيك.
وتبرع الولايات المتحدة في تبرير تلك الأرقام الخيالية لدافعي الضرائب الأمريكيين، مؤكدةً لهم بأن ما تقوم به هو حفاظ على أمنهم وعلى السلام الدولي أيضاً، بعد أن عملت مسبقاً على نشر “الرهاب الروسي”، واعتبار الصين خطراً ومنافساً لها في المجالات العسكرية والفضائية والاقتصادية، كما تبرر واشنطن أن هذا الإنفاق مرده إيضاً إلى أنها تمتلك قواعد في أرجاء العالم وتحتاج أجوراً ورواتب لاستمرار هيمنتها للمحافظة على الدولار كعملة عالمية قسرية على الكثير من الدول وكأنها تعتبر ذلك استثماراً اقتصادياً مربحاً لها ولشعبها، في وقتٍ تستمى مظاهر الغضب الشعبي العارم والإضرابات في معظم دول أوروبا مطالبة بوقف تمويل وتسليح النظام الأوكراني، وتدعو للتفاوض مع روسيا قبل فوات الآوان بعيداً عن إملاءات واشنطن.
وتعمل واشنطن على تسخين وتوسيع الجبهات المجاورة لروسيا وخاصةً في دول البلطيق، وإشعال فتيل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباغ، وبشكل يؤكد ما أشار إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الحرب الأوكرانية ستمتد بفعل “الناتو” إلى دول أخرى”.
وتوجه أمريكا وحلفاءها عبر تصرفاتهم العدائية رسالةً واضحة ليس فقط إلى روسيا بل إلى العالم بأسره بأن “الوضع سيسير نحو الأسوأ إن لم تتحقق مطالبنا وإن كانت غير محقة”.
بشار محي الدين المحمد