أخبارصحيفة البعث

“العمال” البريطاني يصوّت على فرض عقوبات على “إسرائيل” ويدعو للاعتراف بدولة فلسطين

في تطوّر رمزي لافت، ربما يشير إلى تغيّر المزاج العام في المجتمعات الغربية حول ممارسات الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، صوّت حزب العمال البريطاني المعارض، على قرار يؤيّد فرض عقوبات على إسرائيل ويدعو للاعتراف الفوري بدولة فلسطين حال تشكيلها حكومة.

وصوّت أعضاء حزب العمال في المؤتمر السنوي العام المنعقد في مدينة برايتون، بأغلبية واضحة مع قرار يدين “النكبة المستمرة في فلسطين، وهجوم إسرائيل العسكري على المسجد الأقصى، والتهجير المتعمّد في الشيخ جراح، وحرب إسرائيل على غزة”، ويرحب بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم إسرائيل.

وأشاروا إلى قرار صادر عن مؤتمر النقابات العمالية في عام 2020 وصف فيه نشاط إسرائيل الاستيطاني بأنه جزء من جريمة الفصل العنصري الأبرتهايد التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة، داعياً نقابات العمال في أوروبا وكل أنحاء العالم إلى “الالتحاق بالحملة الدولية لوقف ضم الأراضي وإنهاء نظام الأبرتهايد”.

وقد رحّبت سفارة فلسطين في لندن بالقرار، ووصف سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط، قرار حزب العمال بنقطة تحوّل في تعريف الصراع من حزب بريطاني أساسي قد يشكّل حكومة في الانتخابات المقبلة.

وقال: إن القرار يعلن البدء في تسمية الأمور بمسمياتها بوصف إسرائيل “نظاماً استعمارياً وفصلاً عنصرياً ودعم حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاستعمار والاحتلال”.

على الأرض، جدّد مئات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى، حيث اقتحم 430 مستوطناً المسجد من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشدّدة على دخول الفلسطينيين إليه كما قامت باعتقال شاب في باحاته.

وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب: إن قوات الاحتلال حوّلت الأقصى إلى ثكنة عسكرية في ظل تزايد عدد المستوطنين المقتحمين لباحاته، مشدّداً على أن هذه الاقتحامات مرفوضة وستفشل كل محاولات الاحتلال لتهويد المسجد.

في مواجهة ذلك، حذرت وزارة شؤون القدس من محاولات الاحتلال الإسرائيلي تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى وتهويده مطالبة المجتمع الدولي بوقفها.

وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم أن اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال للمسجد الأقصى انتهاك خطير يهدف إلى فرض أمر واقع جديد لتغيير الوضع الديني والتاريخي القائم فيه.

وخلال الأيام الماضية اقتحم آلاف المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي عرقلت وصول الفلسطينيين إليه.

جاء ذلك بينما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات بدو وبيت إجزا في القدس المحتلة واليامون في جنين وبيت عوا في الخليل واعتقلت ثمانية فلسطينيين.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة مصابين في مناطق بالضفة الغربية.

وفي الأثناء، أصيب عدد من الفلسطينيين اليوم خلال اقتحام عشرات المستوطنين “قبر يوسف” شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة معا أن عشرات المستوطنين اقتحموا “قبر يوسف” بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.

ولفتت الوكالة إلى أن مقاومين فلسطينيين ردّوا على اعتداءات قوات الاحتلال في المنطقة ما أدّى إلى إصابة أحدهم.

واستشهد خمسة فلسطينيين وأصيب واعتقل آخرون أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق متفرقة في الضفة الغربية.

في سياق متصل، اقتحم مستوطنون إسرائيليون أراضي الفلسطينيين الزراعية في قرية لصيفر جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا أن مستوطنين اقتحموا أراضي القرية الزراعية وأرغموا المزارعين على مغادرتها.

ويقتحم المستوطنون الإسرائيليون يومياً البلدات والمدن الفلسطينية ويعتدون على الفلسطينيين ويخربون ممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

إلى ذلك، ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى إلى سبعة.

وأوضح نادي الأسير في بيان له اليوم أن الأسير حسن شوكة انضم للإضراب ليرتفع عدد الأسرى المضربين إلى سبعة.

ولفت البيان إلى أن الأسيرين كايد الفسفوس ومقداد القواسمة يواصلان إضرابهما عن الطعام لأكثر من شهرين ويواجهان ظروفاً صحية تزداد خطورة يوماً بعد يوم، كما يواصل الأسير علاء الأعرج إضرابه منذ 50 يوماً وهشام أبو هواش منذ 42 يوماً ورايق بشارات منذ 37 يوماً وشادي أبو عكر منذ 34 يوماً.

وأشار النادي إلى أن الاحتلال يحتجز الأسرى في ظروف غير إنسانية ويمتنع عن تقديم أي رعاية طبية لهم في محاولة لكسر إرادتهم لكنهم مصممون على مواصلة الإضراب.

وفي السياق، شهدت مدينة بيت لحم بالضفة الغربية اليوم وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت وكالة وفا أن المشاركين في الوقفة أمام مكتب الصليب الأحمر في بيت لحم رفعوا العلم الفلسطيني وصور الأسرى السبعة المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الأسرى والإفراج عنهم.

وفي قطاع غزة المحاصر، جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم استهداف المزارعين الفلسطينيين جنوب ووسط القطاع.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على المزارعين الفلسطينيين في بلدة القرارة ومخيم المغازي جنوب ووسط القطاع ما اضطرّهم لمغادرة أراضيهم.

وتعتدي قوات الاحتلال يومياً على أراضي الفلسطينيين في أطراف قطاع غزة المحاصر لحرمانهم من زراعتها في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ سنوات.