شويغو يبحث مع نظيره البيلاروسي إجراءات الردع الاستراتيجي المشتركة
موسكو – تقارير:
يبدو أن الأمور بدأت تتدحرج سريعاً باتجاه مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، وذلك بعد إصرار غربي واضح على تزويد أوكرانيا بالأسلحة المتطوّرة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، وذلك في تحدّ واضح للتحذيرات العديدة من مغبّة الاصطدام مباشرة مع روسيا عبر التورّط المباشر للحلف في الأزمة الأوكرانية، وقد بدأت بالفعل الاستعدادات الروسية الواضحة والمعلنة لمواجهة من هذا النوع، وخاصة مع تزايد بوادر دخول كل من روسيا وبيلاروس في حرب مباشرة مع “الناتو”.
فقد بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اتصال هاتفي مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين اليوم، إجراءات الردع الاستراتيجي المشتركة، لمواجهة كل المخاطر المحتملة التي تهدّد أمن البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم: إن الوزيرين “ناقشا مجموعة من إجراءات الردع الاستراتيجي، بالإضافة إلى سير عمليات إعداد المجموعة الإقليمية لقوات البلدين”.
وتتزامن هذه المحادثات مع زيارة أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مينسك اليوم، حيث التقى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وأعلن خلالها أن موسكو ومينسك مستعدتان لأيّ تطوّرات في مجال الدفاع، مشيراً إلى أن الاتفاقات بين رئيسي البلدين في مجال الدفاع والتعاون العسكري الفني جاءت في الوقت المناسب، من حيث ضمان استعداد الدولتين لأيّ سيناريوهات.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الغواصة “جنرال سوفوروف” الحاملة للصواريخ النووية الاستراتيجية أنهت انتقالها من البحر الأبيض في الشمال إلى بحر بارنتس، حيث وصلت إلى الرصيف في القاعدة الرئيسية للأسطول الشمالي في سيفيرومورسك.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن طاقم الغواصة سيخضع في الأسطول الشمالي لدورة تدريب قتالية، وبعد الانتهاء من الدورة ستبحر السفينة إلى قاعدتها الدائمة في أسطول المحيط الهادئ.
وأشارت إلى أنه تم بناء غواصة الصواريخ النووية الاستراتيجية “جنرال سوفوروف” في مجمع سيفماش لبناء الغواصات النووية في مدينة سيفرودوينسك بمنطقة أرخانغلسك، وهي تنتمي إلى الجيل الرابع للغواصات النووية والمجهزة بأسلحة صاروخية وطوربيدات حديثة وتقنيات رادارية وصوتية وأنظمة ملاحة تتميز بانخفاض مستوى الضجيج، وانعدام مستوى الأصوات تقريباً، بينما السلاح الرئيسي لها هو صواريخ بولافا الباليستية العابرة للقارات.
وكانت تسع دول أوروبية بينها بريطانيا وبولندا، تعهّدت بتقديم دعم عسكري غير مسبوق للنظام الأوكراني، يتضمّن دباباتٍ ومدفعية ثقيلة ودفاعات جوية.
ونقلت وكالة رويترز عن وزراء دفاع بريطانيا وإستونيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وممثلين من الدنمارك والتشيك وهولندا وسلوفاكيا قولهم في بيان مشترك نشر على موقع الحكومة البريطانية عقب اجتماعهم في إستونيا: “نلتزم بالسعي الجماعي لتقديم حزمة غير مسبوقة من التبرّعات، بما في ذلك دبابات ومدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي وذخيرة ومركبات مشاة قتالية لمصلحة وزارة الدفاع الأوكرانية”.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بلاده تعتزم إرسال 600 صاروخ بريمستون إلى أوكرانيا، بينما أعلن وزير دفاع الدنمارك جاكوب ايليمان ينسن أن بلاده ستمنح الجيش الأوكراني 19 مدفعاً من طراز سيزر بعيد المدى فرنسي الصنع.