أخبارصحيفة البعث

ميدفيديف: الهزيمة في حرب تقليدية يمكن أن تؤدّي إلى أخرى نووية

 

موسكو – تقارير:

حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف من أن فقدان قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن يؤدّي إلى بدء حرب نووية.

وقال ميدفيديف في منشور اليوم عبر حسابه على موقع “تلغرام” وفقاً لوكالة سبوتنيك: “غداً في قاعدة رامشتاين التابعة لحلف شمال الأطلسي، سيناقش القادة العسكريون الكبار تكتيكاتٍ واستراتيجياتٍ جديدة، إضافة إلى إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة وأنظمة ضرب جديدة”.

وأضاف ميدفيديف: “إن لسان حالهم يقول إنه لتحقيق السلام يجب أن تخسر روسيا، دون إدراكهم أن فقدان قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن يؤدّي إلى اندلاع حرب نووية”.

بطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل، حذّر من أن الرغبة في تدمير روسيا يمكن أن تؤدّي إلى عواقب مدمّرة للبشرية جمعاء.

وقال البطريرك كيريل في حديث اليوم الخميس، بمناسبة عيد الغطاس المجيد: “لقد اتخذت الرغبة اليوم في هزيمة روسيا أشكالاً خطيرة للغاية”.

وأضاف: “ندعو الرب أن ينير (عقول) المجانين ويساعدهم على فهم أن أي رغبة في تدمير روسيا ستعني نهاية العالم”، مشيراً إلى أن التهديدات التي يتعرّض لها العالم اليوم “كبيرة للغاية”.

ودعا البطريرك في خطبته إلى الصلاة لتحذير المجانين الذين يريدون تدمير روسيا، وقال: “إننا في حاجة إلى الصلاة ليس حول هذا فقط، ولكن بشكل عام، بدلاً من هذا الجنون، سيكتسب الجنس البشري وعياً جديداً، وعي الاعتماد على بعضنا البعض، والوعي بهشاشة العالم الذي نعيش فيه جميعاً، والحاجة إلى أن نكون جميعاً معاً وأن نعمل من أجل أهداف مشتركة، تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الحياة”.

وأكد أنه دون إيمان، تجري إعادة صياغة القيم أو جعلها، على العكس، عاملاً يساهم في تدمير الحياة البشرية.

من جهته، حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، من أن توريد الأسلحة إلى كييف لشن ضربات على أراضٍ روسية أمر خطير جداً، مشيراً إلى أن مثل هذه الإمدادات ستنقل الصراع إلى مستوى جديد.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله اليوم في تصريحات صحفية: “إن إمداد أوكرانيا بأسلحة تسمح بشنّ ضربات على الأراضي الروسية هو أمر في غاية الخطورة، وهذا يعني رفع الصراع إلى مستوى نوعي جديد، وهو بالطبع لن يبشّر بالخير فيما يتعلق بالأمن العالمي لعموم أوروبا”.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية كشفت أن إدارة الرئيس جو بايدن تعدّ لمساعدة النظام الأوكراني في استهداف ومهاجمة جمهورية القرم، متجاهلة خطورة مثل هذه الخطوة وما سيتبعها من تصعيد للتوتر في المنطقة.

وحسب العديد من المسؤولين الأميركيين الذين تحدّثوا للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويتهم، فإنه وعلى الرغم من تشكيك مسؤولين دفاعيين في واشنطن ومسؤولين في الإدارة الأميركية في اجتماعات خاصة في جدوى تركيز أوكرانيا هجومها على شبه الجزيرة التي تضمّ قواعد عسكرية روسية، فإن إدارة بايدن باتت تدرس هذه الخطوة بحجة أنها (قد تقوي موقف كييف في أي مفاوضات مستقبلية مع موسكو).

ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن التي كانت تحرص في البداية على إخفاء تورّطها في الحرب ومن ورائها دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) باتت الآن تقدّم مختلف أنواع الأسلحة المتطوّرة لكييف، لتنتقل من تزويدها بصواريخ ستينغرز وجافلين إلى أنظمة الصواريخ المتقدمة وأنظمة الدفاع الجوي (باتريوت) وعربات القتال المدرعة، وحتى بعض الدبابات الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يناقشون مع نظرائهم الأوكرانيين منذ عدة أشهر احتمال سماح واشنطن لكييف باستخدام الأسلحة التي زوّدتهم بها من أنظمة صواريخ هيمارس إلى مركبات برادلي القتالية في استهداف مواقع سيطرة القوات الروسية على جسر بري يعدّ طريق إمداد مهمّاً، يربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر مدينتي ميليتوبول وماريوبول، لكنها امتنعت عن توريد صواريخ بعيدة المدى.

ويقول المسؤولون: إنهم لا يعرفون كيف سيكون ردّ الفعل الروسي في حال هاجمت أوكرانيا القرم باستخدام أسلحة قدّمتها واشنطن، ويشير محللون إلى أن أيّاً من الهجمات الأوكرانية القليلة المحدودة السابقة على القرم لم تكن حتى الآن تحمل أي خطر على شبه الجزيرة، وفي حال وقع هجوم ضخم عليها فلن يشكّل ذلك اختباراً جيداً أو عقلانياً لتصميم روسيا بشأن هذه النقطة.

إلى ذلك، جدّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف التأكيد أن القوات الروسية ستدمّر أي أسلحة تزوّد بها الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا، كما لن تترك أي هجمات تستهدف أراضيها دون ردّ.

وتعليقاً على التقارير الإعلامية التي تتحدّث عن عزم الولايات المتحدة الإعلان عن حزمة كبيرة أخرى من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قال أنتونوف في تصريح اليوم وفقاً لوكالة نوفوستي: “يجب أن يصبح الأمر واضحاً للجميع بغض النظر عن نوع الأسلحة التي يزوّد بها الأمريكيون أو الناتو نظام فلاديمير زيلينسكي فسوف ندمّرها.. لقد كان الأمر كذلك خلال الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، وسيكون الأمر كذلك الآن أيضاً”.

وأوضح أن ضخّ الأسلحة الغربية في أوكرانيا “لن يؤدّي إلا إلى زيادة الخسائر المدنية، وخلق صعوبات إضافية في تلك الجمهورية السوفييتية السابقة”، داعياً إلى ضرورة التفكير في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف بأن هزيمة روسيا الاتحادية أمر مستحيل، وأن النصر سيكون حليفها.

في سياق متصل، أكد القائم بأعمال مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي كيريل لوغفينوف أنه لا يمكن تسوية الأزمة في أوكرانيا بالصيغة الكورية.

وردّاً على تصريحات المسؤولين الأوكرانيين حول مناقشة مزعومة بين موسكو وبروكسل بـ”الصيغة الكورية”، قال لوغفينوف في تصريح لصحيفة “إزفيستيا” حسب وكالة نوفوستي: “لا توجد أي اتصالات بين ممثلي روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن التسوية الأوكرانية، وذلك ليس فقط في سياق الصيغة الكورية بل على الإطلاق”.

وكان سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أليكسي دانولوف زعم أن هناك مقترحاتٍ من الجانب الروسي لتسوية النزاع وفق “الصيغة الكورية”، وأن الدبلوماسيين الروس بعثوا بإشاراتٍ إلى السياسيين الأوروبيين بأن موسكو “مستعدّة للتنازلات، شرط تثبيت الوضع الراهن”.

يُشار إلى أن النزاع بين سيؤول وبيونغ يانغ انتهى عند خط العرض الـ38 وهو خط التماس عام 1953، وانتهت الحرب في شبه الجزيرة الكورية بعد تقسيمها إلى شمال وجنوب.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن روسيا منعت دخول 31 من المسؤولين والصحفيين النيوزيلنديين ردّاً على خطوة مماثلة من نيوزيلندا.

ونقلت وكالة تاس عن الوزارة قولها في بيان: “ردّاً على العقوبات الجديدة التي فرضتها حكومة نيوزيلندا ضد الأفراد والكيانات الروسية التي تم إدخالها في إطار حملة معادية للروس من الغرب، تم حظر 31 نيوزيلندياً هم مسؤولون حكوميون وصحفيون وشخصيات عامة منخرطة في الترويج للأجندة المعادية لروسيا ودعم نظام كييف من دخول بلدنا”.

وأضافت الوزارة: “بالنظر إلى أن ويلنغتون تعتزم مواصلة سياستها المعادية لموسكو وفرض عقوبات جديدة فإنه سيستمر العمل على تحديث قائمة الحظر الروسية”.

أمنياً، فتحت دائرة الأمن الفيدرالي الروسية قضية جنائية ضدّ شخص أمريكي، لجمعه معلوماتٍ بيولوجية تهدّد أمن الاتحاد الروسي، قائلة: إن المشتبه فيه كان يجمع “معلوماتٍ استخباراتيةً بيولوجية”.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن دائرة الأمن الفيدرالي قولها في بيان اليوم: “إن هيئة الأمن الفيدرالية الروسية فتحت قضية جنائية ضد مواطن أمريكي، بناء على مجموعة الأدلة بموجب المادة (276) من القانون الجنائي الروسي بتهمة التجسّس”.

وتابعت: “يشتبه في أنه جمع معلومات استخباراتية بيولوجية تهدّد أمن روسيا”، دون أن تقدّم أي معلومات أو تفاصيل إضافية عن حيثيات القضية.

يُذكر أن الشخص المعتقل يواجه حكماً بالسجن يصل إلى 20 عاماً في حال تمّت إدانته.