أخبارصحيفة البعث

واشنطن تستشيط غضباً من اتهامات لافروف

واشنطن – تقارير:

من الطبيعي أن تثير اتهامات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للإدارة الأمريكية بأنها تستخدم أوروبا بالطريقة ذاتها التي استخدمها فيها الزعيم النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، حفيظة البيت الأبيض، الذي اعتاد أن يسوق الحلفاء الأوروبيين على طريقة القطيع، وذلك بعد مقارنته إجراءات الولايات المتحدة وحلفائها بتكتيكات الزعيم النازي.

فالأمر هنا يتجاوز فكرة القطيع إلى فكرة أهم من ذلك، وهي أن واشنطن تستخدم أوروبا مجتمعة كبش محرقة في حرب تخوضها بالوكالة عنها مع روسيا، حيث تقوم أوروبا بتوريد أسلحة إلى أوكرانيا بإيعاز من واشنطن التي تحدّد نوع السلاح الذي يجب إرساله، كما أنها تفرض على دول مثل ألمانيا مثلاً أن تكون ضحية في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا في أوكرانيا، وبالتالي من الطبيعي أن يتم تشبيه الشعب الأوروبي بأنه وقود للمحرقة التي صنعتها واشنطن في أوكرانيا.

هذا التصريح دفع منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إلى التساؤل: “كيف يجرؤ (لافروف) على هذه المقارنة؟”.

وقال كيربي في مؤتمر صحفي، تعليقاً على تصريحات لافروف: “كيف يجرؤ على مقارنة أي شيء بالهولوكوست؟ أي شيء، ناهيك عن الحرب التي بدؤوها”، ظنّاً منه أن تعظيم فكرة الهولوكوست يمكن أن يصرف النظر عن الوضع الراهن الآن في أوروبا الذي يشبه إلى حدّ كبير الوضع الذي كان سائداً في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف: إن “أوكرانيا لا تشكّل أيّ تهديد عسكري لأي شخص”، زاعماً أن روسيا “تختلق هذه الرواية الزائفة عن وجود تهديد وجودي”.

ووصف كيربي تصريحات لافروف في هذا الخصوص بـ”الادّعاء السخيف” وبرّر أن تقديم الولايات المتحدة وحلفائها الأسلحة إلى كييف هو ردّ على العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا في شباط الماضي، مع العلم أن واشنطن وحلفاءها أقرّوا في غير مناسبة أن تزويد أوكرانيا بالسلاح كان قائماً قبل الحرب الحالية، وتصريحات أنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند حول اتفاقية مينسك تؤكد ذلك.

وكان لافروف قد قال في مؤتمر صحفي حول نتائج أنشطة الدبلوماسية الروسية في عام 2022: إن تصرّفات الولايات المتحدة لإنشاء تحالف ضد روسيا يمكن مقارنتها بتصرّفات أدولف هتلر، ضد الاتحاد السوفييتي (عشية الحرب العالمية الثانية).

وأضاف وزير الخارجية الروسي: “مثلما حشد نابليون بونابرت تقريباً كل أوروبا ضد الإمبراطورية الروسية، وكذلك هتلر عبّأ الدول الأوروبية وغزاها، ووضعها تحت فوّهة السلاح، ودفعها للقتال ضد الاتحاد السوفييتي، فإن الولايات المتحدة (الآن) تعمل على إنشاء حلف يضمّ تقريباً جميع الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو وغير الأعضاء، ومن خلال أوكرانيا تشنّ حرباً بالوكالة ضد بلادنا، والهدف نفسه هو حل المسألة الروسية بشكل نهائي”.

وأشار لافروف إلى ما كان هتلر يريد القيام به، وقال: “تماماً مثلما أراد هتلر حل “المسألة اليهودية”.. والآن إذا قرأت السياسيين الغربيين، ستجد أنهم يقولون الكلام نفسه وهو أنه يجب إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا”.

وأضاف وزير الخارجية الروسية: إن تصريح رئيس كرواتيا بأن الناتو يشنّ حرباً بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، صادق تماماً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أنشأت تحالفاً بهدف “حل نهائي للمسألة الروسية”، لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.

وأكد لافروف أن أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ليست مفتعلة، بل تم تحديدها نظراً للتهديدات القائمة لأمن روسيا.

وقال وزير الخارجية الروسي: “لا ينبغي أن تكون هناك بنية تحتية عسكرية في أوكرانيا تشكّل تهديداً لروسيا، ولا يجوز أن يتعرّض مواطنو أوكرانيا الناطقون بالروسية للاضطهاد والمضايقات”.

كذلك أشار لافروف إلى أن بناء قواعد عسكرية أنغلوسكسونية في بحر آزوف كـ”موطئ قدم” ضدّ روسيا كان من أهم الأهداف الغربية.