بوتين: القوات الأمريكية في ألمانيا قوات احتلال
موسكو – برلين – لواندا – تقارير:
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الأمريكية في ألمانيا هي قوات احتلال حتى لو كان المسمّى قانونياً.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله خلال حديث مع الطلبة اليوم: بعد الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا مقسّمة إلى 4 قطاعات أمريكية وبريطانية وفرنسية وسوفييتية.. وقام الاتحاد السوفييتي بإضفاء الطابع الرسمي على إنهاء وضع وجوده فيها، لكن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك بالمعنى الدقيق للكلمة رسمياً وقانونياً، هناك قوات احتلال أمريكية على أراضي ألمانيا.
ولفت بوتين إلى أن أوروبا ستستعيد سيادتها عاجلاً أم آجلاً، لكن يبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
وشدّد بوتين على أن الهدف من العملية العسكرية الروسية الخاصة هو حماية روسيا وسكانها من أيّ تهديدات من الأراضي المجاورة التي هي أراضيها التاريخية.
وأضاف بوتين: إن المتطرّفين الأوكرانيين لا يحسبون حساب أي شيء، وقد تحصّنوا خلف المدنيين ويطلقون النار من خلف ظهورهم.
في سياق متصل، وصف السفير الروسي في ألمانيا سيرغي نيتشايف قرار برلين إرسال دبابات “ليوبارد” إلى أوكرانيا بأنه خطير للغاية، وسينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن نيتشايف قوله اليوم: مرة أخرى نحن مقتنعون بأن ألمانيا مثل أقرب حلفائها ليست مهتمة بحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، فهي تريد التصعيد الدائم والضخّ غير المحدود لنظام كييف بمزيد من الأسلحة الفتاكة، كما أن الخطوط الحمراء أصبحت شيئاً من الماضي، مشيراً إلى أن هذا القرار يعني الرفض النهائي من ألمانيا للاعتراف بالمسؤولية التاريخية عن جرائم النازيين.
وأضاف نيتشايف: إن برلين اتخذت مثل هذا القرار في أيام الذكرى الثمانين لكسر الحصار المفروض على لينينغراد، الذي قُتل فيه مئات الآلاف من المواطنين السوفييت، لافتاً إلى أن القرار يدمّر بقايا الثقة المتبادلة، ويسبّب ضرراً لا يمكن إصلاحه للعلاقات الروسية الألمانية.
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في وقت سابق اليوم عزمها تزويد أوكرانيا بـ14 دبابة من طراز “ليوبارد 2″، والسماح لدول أخرى بتزويد كييف بدبابات من الطراز نفسه من ترساناتها الخاصة.
ومن برلين، وصف الرئيس المشارك في حزب “البديل من أجل ألمانيا” تينو كروبالا إرسال ألمانيا دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا بأنه “عملية سطو على الجيش الألماني”.
ونقلت صحيفة دير شبيغل الألمانية عن كروبالا قوله في بيان اليوم: “إن قرار الحكومة الذي اتخذته بالفعل من خلال إمداد أوكرانيا بالدبابات يعني أن المستشار الألماني أولاف شولتس يسرق جيشه، ويخاطر بالتورّط في الصراع القائم في أوكرانيا”.
وتابع كروبالا: “إن هذا القرار غير مسؤول وخطير، ويهدّد بجرّ ألمانيا بشكل مباشر إلى الحرب”، مشيراً إلى أن “القوات المسلحة الألمانية ستستمر بالتعرّض للنهب من خلال تسليم الدبابات من مخزوناتها”.
إلى ذلك، وصف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قناعة البعض باستمرار الحرب ضماناً لأمن قارة أوروبا بـ”السخف والغباء”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم رداً على سؤال حول مقال عن جيش أوكرانيا وبأنه مخرج للناتو: نقرأ يومياً كثيراً من التقارير تطرح قناعة بعض الخبراء بأن استمرار الحرب يضمن أمن القارة الأوروبية وهذا سخف وغباء.
وأضاف: لقد كنا مقتنعين بذلك منذ عام عندما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحذّر من أن استمرار هذا الخط أمر خطير وما زلنا مقتنعين به، وما نمرّ به الآن نتيجة لمثل هذه القناعات.
وردّاً على سؤال بشأن عزم الولايات المتحدة الأمريكية تزويد أوكرانيا بدبابات “أبرامز”، بيّن بيسكوف أن هناك بالفعل عدداً من الخلافات بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وعدداً من التصريحات المتناقضة بهذا الشأن، ومن الواضح أن كل شيء لا يسير بسلاسة داخل التحالف، وأن الخطة فشلت من حيث الجوانب التكنولوجية، وإعادة التقييم الواضح للإمكانيات التي يمكن أن ترفع من قدرات أوكرانيا، لكن هذه الدبابات تحترق مثل غيرها إلا أنها باهظة الثمن، وكل ذلك سيكون على عاتق دافعي الضرائب الأوروبيين.
وفي سياق متصل، لفت بيسكوف إلى أن موسكو ليست على اتصال مع برلين في ضوء عمليات التسليم المحتملة لدبابات “ليوبارد” إلى التشكيلات الأوكرانية.
وكانت صحيفة دير شبيغل ذكرت سابقاً أن الحكومة الألمانية قرّرت تزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد ايه”، التي يستخدمها الجيش الألماني، بينما أقرّ بوريس بيستوريوس وزير الدفاع الألماني الجديد بأن بلاده تشارك بشكل غير مباشر في القتال الدائر بأوكرانيا.
من جهة ثانية، قال بيسكوف: إن الوضع متوتر بشأن التراشق النووي بين روسيا والولايات المتحدة وروسيا وحلف الناتو.
وقال بيسكوف رداً على سؤال بهذا الصدد: إن الوضع ينذر بالخطر، وعلى الرغم من أن ما قلته هو تعبير رمزي، إلا أن الوضع في واقع الأمر متوتر والمسار الذي تسير عليه الولايات المتحدة وحلف الناتو لا يسهم في انفراج الوضع بل يجعله أكثر توتراً.
وأشار بيسكوف إلى عدم وجود مخرج دبلوماسي من الأزمة الأوكرانية في المستقبل المنظور.
من جهته، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد أن الغرب يستخدم أوكرانيا أداة للحرب ضد روسيا، مشدّداً على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى إزالة التهديدات.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الأنغولي تيتي أنطونيو في لواندا اليوم: “إن الغرب استخدم أوكرانيا بشكل مباشر أداة لحرب شاملة ضد روسيا، كما استخدموها لتنفيذ سياسة استعمارية علنية تجاه السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا”.
ولفت لافروف إلى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا هي لإزالة التهديدات المباشرة لأمن روسيا.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن المناقشات مع الغرب حول تجاوز الخطوط الحمراء منه أصبحت من الماضي.
ونقلت سبوتنيك عن الوزارة قولها في بيان: “أعلنت الولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه رغبتها في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، من المستحيل تجاهل هذا الواقع”، مشيرة إلى أن الحرب الهجينة التي تحدّث عنها وزير الخارجية مؤخراً مستمرة ضد بلدنا.