ثقافةصحيفة البعث

تمام العواني: المونودراما تغرق الممثل في بئر عميق

 

عبَّر المسرحي تمّام العواني الذي قدم كممثل وكاتب ومخرج مؤخراً عرضه المسرحي “آخر الرايات” على خشبة مسرح القباني قادماً من مدينته حمص عن سعادته بتقديم هذه المونودراما في دمشق وقد أتاحت له فرصة لقاء جمهور دمشق المحب للمسرح، شاكراً مديرية المسارح والموسيقا التي تتيح المجال للعديد من مسرحيي المحافظات تقديم عروضهم المسرحية في دمشق.

ويبيّن العواني أن “آخر الرايات” يتناول قصة كفاح وعطاء رجل مسرح قدَّم كل ما لديه على خشبة المسرح خلال مسيرته الفنية، وحين دبَّ فيه المرض لم يعد قادراً على الوقوف على خشبة المسرح وانفضَّ عنه الجميع من أصدقاء ومعجبين وأصبح وحيداً إلا من بعض ذكرياته وصوره التي يعيش عليها، وكان همّه الشاغل أن يلتقي مع الناس وأن يلقي كلمة يوم المسرح العالمي، لكنه يموت دون أن يحقق تلك الأمنية.

خبرة طويلة

يؤكد العواني على صعوبة المونودراما وهو لم يقترب منها إلا بعد أن قدم نحو ثلاثين عرضاً مسرحياً وبعد أن تعامل مع عدد كبير من المخرجين، مشيراً إلى أن ممثل المونودراما بحاجة لخبرة طويلة في العمل المسرحي لأن المونودراما تغرق الممثل في بئر عميق إذا لم يكن يمتلك أدواته بشكل جيد، مبيناً أنه بدأ بتقديم المونودراما من خلال عرض “المطرود” الذي شارك به في مهرجان المسرح العربي في القاهرة، وفيه نال جائزة الجمهور والنقاد عن دوره، وهذا شجعه على المتابعة في مجال المونودراما، ويذكر العواني أنه كان متابعاً لتجارب زيناتي قدسية ومها الصالح وعبد الرحمن أبو القاسم، واستطاع بالتعاون مع المسرحي محمد بري العواني تقديم ثلاث تجارب مسرحية شاركت جميعها في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة.

 

الحب والحلم

المسرح بالنسبة لتمّام العواني هو الهاجس والمكان الذي يرتاح فيه، وعلى خشبته يمارس حريته ويعبّر عن آرائه، ويعترف أنه من المعتوهين الذين يؤمنون بالمسرح، فهو بالنسبة له الحب والحلم الذي لا تكتمل حياته إلا به، وهو حين يعود إلى الطفولة يبين أن الفن استهواه منذ طفولته وقد شجعه أساتذته للاستمرار فيه، وفي المرحلة الإعدادية ازداد تعلقه بالفن وكان معجباً بالفنان محمد بري العواني الذي كان أحد أعضاء نادي دوحة الميماس العريق الذي تأسس عام 1933 وهو النادي الذي مرَّ عليه فنانون كبار أمثال محمد عبد الوهاب وكروان وهو نادٍ ذو تاريخ عريق وطويل حافل بالأسماء والحفلات الموسيقية التي كانت تقدمها فرقة النادي برئاسة مراد السباعي، منوهاً العواني إلى أن صلة القربى التي كانت تربطه بالفنان محمد بري العواني جعلته ملازماً له وكان يراقبه في كل تصرفاته فأعجبه حبه للتمثيل والمسرح والتفاف الجمهور حوله حين نزوله عن خشبة المسرح.

تمثيل متميز

حين يتذكر العواني تجربته المسرحية لا يمكنه إلا أن يتوقف عند فنان كبير هو نجاح سفكوني الذي كان مديراً للمسرح المدرسي بحمص وقد رعاه وعلّمه الكثير عن أهمية المسرح ودوره في الحياة، مشيراً إلى أنه مثَّل معه في مسرحية “أوبريت الفرح” وسرعان ما دعاه بعد ذلك للمشاركة في مسرحية أخرى، كذلك لا ينسى العواني تعرّفه على حسن عكلا الذي كان له دور في تربية شخصيته الإنسانية والمسرحية وقد أسند إليه كمخرج العديد من الشخصيات في عدة أعمال مسرحية، وسرعان ما عاد للعمل مع محمد بري العواني وساهم معه في تأسيس فرقة مسرحية لنادي دوحة الميماس إلى أن عاد ليعمل مع حسن عكلا في مسرحية “حلاق بغداد” التي شاركت في مهرجان المسرح الجامعي وكان في عضوية لجنة التحكيم فواز الساجر الذي منحه جائزة “تمثيل متميز”.

ويشير العواني إلى أنه لا يؤمن بوجود أزمة نص مسرحي لأن الحكايات التي تصلح للمسرح موجودة في كل مكان ولا تحتاج إلا لمن يضيء عليها، إلى جانب وجود نصوص مسرحية لكبار المسرحيين أمثال سعد الله ونوس ووليد إخلاصي وممدوح عدوان وفرحان بلبل، وما على المسرحيين إلا الاستعانة بنصوصهم والتركيز على مضمون العمل المسرحي أكثر من  شكله لأن أصل المسرح هو الحكاية.

أمينة عباس