إشاعات “طموحة” لزيادة الرواتب.. عضو في مجلس الشعب: الواردات الحالية غير كافية
دمشق – ريم ربيع
يعود الحديث، القديم الجديد، عن المقاربات الجديدة والدراسات الحكومية لزيادة الرواتب إلى الواجهة مجدداً بعد جلسة مجلس الشعب الأخيرة بحضور وزير المالية خلال مناقشة مشروع قانون تعديل رسم الطابع، حيث طرح أعضاء المجلس ضرورة زيادة الرواتب الهزيلة في القطاع العام، والتي حافظت على ثباتها أمام كل الزيادات في أسعار المواد الأساسية والمحروقات خلال الأشهر الأخيرة، وما رافق كل منها من إشاعات كثيرة حول زيادة قريبة للرواتب لم تتعدّ جدران “الفيسبوك” الافتراضية.
الجديد في الإشاعات الأخيرة هو “طموحها العالي” حيث تم تداول وجود زيادة قريبة بنسب تتراوح بين 200-300%، وبعضها رفع السقف لـ500%، فيما لم يعلق أي مسؤول حكومي على الأمر بالنفي أو الإيجاب، وسط محافظة على الجواب التقليدي “بانتظار زيادة الواردات”، بينما تزداد معاناة المواطنين مع الأسعار المرتفعة يومياً سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، والتي كان آخرها أسعار الأدوية، وقبلها النقل الذي ارتفعت تكلفته للسرافيس وسيارات الأجرة على حد سواء، عدا عن جميع المواد الغذائية الأساسية التي تشهد ارتفاعات شبه يومية.
لا تحديد لنسبة أو زمن!
بالأمس كشف وزير المالية في مجلس الشعب عن مقاربات جديدة لزيادة الأجور، وهنا أوضح عضو لجنة الموازنة والحسابات في مجلس الشعب زهير تيناوي في تصريح لـ “البعث” أنه تم التطرق خلال مناقشة مشروع قانون رسم الطابع لموضوع الأجور والمعاشات، وعدم تناسبها مع الوضع المعيشي، حيث أكد أعضاء المجلس أنه لا بد من إعادة النظر بكتلة الرواتب والأجور، مقابل حديث الوزير عن مقاربات جديدة دون أن يتم تحديد نسبة أو وقت لإصدار هذه الزيادة، فالأمر مرهون بواردات الخزينة وإن لم تتحقق واردات مقبولة يصعب وجود زيادة بالوقت الحالي.
وأشار تيناوي إلى مساعي وزارة المالية العديدة لتحقيق توازن بين النفقات والواردات، فيما تبقى الآمال معقودة حالياً على المنح الدورية والتي _برأيه_ تعتبر أهم من زيادة الرواتب التي تمتصها الأسواق حال صدورها، غير أن أهم المقاربات تبقى بتثبيت الأسعار والتشدد والحزم بالرقابة، معتبراً أن منعكسات تحرير الأسعار حتى الآن ليست بالإيجابية، فالأسعار بدأت تحلق كثيراً مع ثبات الدخل، ومن غير المقبول أن نستيقظ كل يوم على أسعار جديدة يعدلها التجار كل ساعة مع تذبذب سعر الصرف ولكافة السلع بلا استثناء، رغم أنه عندما ينجح المصرف المركزي بتثبيت أو تخفيض سعر الصرف لا نلمس انخفاضاً للأسعار بالمقابل.
قرارات متأخرة
كما لفت تيناوي إلى الضغوطات الكبيرة من أعضاء مجلس الشعب على الحكومة لتحسين المستوى المعيشي من خلال إعادة النظر بالرواتب والأجور، معتبراً أن الحد الأدنى للراتب الذي يمكن أن يكفي مستلزمات المعيشة يجب ألا يقل عن 1-1.2 مليون ليرة، لكن لا يوجد واردات حالية تغطي هذه الكتلة، فلا يمكن إنكار آثار الحصار على تقليص عملية الإنتاج.
وأكد عضو مجلس الشعب أن الحل لزيادة الواردات يكمن بإعادة النظر بالتسهيلات المقدمة للقطاع الصناعي والمستوردين لتأمين مستلزمات الإنتاج الضرورية لإعادة إقلاع الإنتاج والتنمية، مما ينعش التصدير ورفد الخزينة بالقطع ودعم الاقتصاد، معتبراً أن القرارات الأخيرة الصادرة عن المصرف المركزي ووزارة الصناعة هي خطوة أولى لوضع السكة على الطريق الصحيح، رغم أنها جاءت متأخرة بعد حزمة قرارات وإجراءات لم تكن بمصلحة الاقتصاد.