فريق سوري يبتكر أحذية وستراً ومقاعد دافئة.. والتصنيع بأيدي “ذوي الاحتياجات الخاصة”
دمشق- ميس خليل
بسبب الظروف الحالية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في سورية والمؤدية للنقص الكبير في وقود التدفئة من مازوت وغاز وطاقة كهربائية، عملت شركتان سوريتان ومجموعة من المبتكرين الحائزين على براءات اختراع عديدة والباحثين والناشطين في مجال تقديم الحلول البديلة بتطوير وصناعة أحذية وستر ومقاعد دافئة يمكن أن تستمدّ أقل قدر ممكن من الطاقة الكهربائية التي يمكن أن تأتي من ألواح الطاقة الشمسية أو البطاريات أو الكهرباء إن وجدت أو أي مصدر طاقة خفيف، وهي في الوقت نفسه لا تستهلك ذلك القدر الكبير من الطاقة، وبالتالي فهي مهيأة لتعمل في كلّ الظروف.
المهندس طارق الأحمد أحد المخترعين بيّن لـ “البعث” أن مجموعة قاسيون وصنين قامت بتسجيل براءة الاختراع والاشتراك في معرض دولي أقيم في الرباط، وحصدت الجوائز الذهبية فيه في شهر 11 من عام 2022، مشيراً إلى أن هذا العمل يتمّ إنتاجه حالياً بجهود وأيادٍ سورية وطنية، كما أن الإنتاج يتمّ بالتعاون مع مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث أن قيمة العمل الابتكاري هذا تخرج من أنامل “ذوي الاحتياجات الخاصة” كما “يسمّون”، ولكنهم وبعد إنتاجهم الوفير أصبحوا هم من يمنحون المجتمع تلك الاحتياجات.
وذكر الأحمد أن المجموعة قامت بإجراء اختباراتها في المركز الوطني لبحوث الطاقة الكهربائية التابع لوزارة الكهرباء السورية بإشراف باحثين متخصّصين، وقد نتج عن هذه الأبحاث نتائج مهمّة جداً، وتتلخص بأنه بتغيير نمط الاستهلاك للتدفئة من النمط التقليدي المعتمد على تدفئة الهواء الذي يتطلب صرف كميات هائلة من الطاقة من خلال تدفئة الغرف والقاعات والصالات، وهذا الأمر الذي يتعذّر على المواطنين السوريين في ظل غلاء الوقود وعدم توفره أصلاً، إلى التدفئة بالتماس المباشر الآمن من خلال تيار منخفض عبر تلك الأجهزة المصنّعة فإنه يمكن توفير أكثر من 97٪ من الطاقة المستثمرة بالشكل الطبيعي والحصول على التدفئة اللازمة، بمعنى أوضح – والكلام للأحمد – فإن استخدام التدفئة بهذه الطريقة يُمكن إلى حدّ كبير من الاستغناء عن صرف الوقود، حيث نستطيع تأمين منظومة تدفئة كاملة لمقاعد المدارس والجامعات مثلاً عن طريق المفارش، فيصبح الطالب جالساً على مقعد دافئ، فيدفئ الدورة الدموية ويشعره بالنشاط، والتغذية تكون عبر ألواح الطاقة الشمسية بمعدل قليل ومنخفض التكلفة، مضيفاً أنه وبطريقة مشابهة يمكن تأمين منظومات تدفئة متكاملة ومدروسة للدوائر الرسمية والمخيمات والقاعات والمنازل والمكاتب والفنادق ودور العجزة وغيرها عن طريق المفارش، كما تتوفر سترات مدفأة خاصة لمن يقف طويلاً في الخارج بالطقس البارد. وبيّن الأحمد أنه يمكن لأي شخص الحصول على المنتجات بأسعار تناسب جميع شرائح المجتمع بكافة أطيافه.