دولٌ عربية وأجنبية تواصل تضامنها ودعمها لسورية في محنتها
عواصم – سانا:
تسلّمت الأمانة السورية للتنمية اليوم قافلة مساعدات مقدّمة من حزب الاتحاد اللبناني برئاسة النائب حسن مراد محمّلة بمختلف أنواع المواد الغذائية والطبية والألبسة، وذلك عبر منفذ جديدة يابوس الحدودي.
وفي تصريح لمراسلة سانا أكد أمين سر الاتحاد وسام غزاوي وقوف الحزب إلى جانب الأشقاء في سورية بهذا المصاب الكبير، متمنياً الشفاء للجرحى والمصابين والرحمة للضحايا.
وأشار غزاوي إلى أنه بعد وقوع الزلزال الذي أصاب أهلنا في سورية وبتوجيه وإشراف مباشر من أمين عام حزب الاتحاد حسن مراد، قامت منظمة شباب الاتحاد وكشافة الغد بتنظيم حملة تحت عنوان “نحنا لبعض” لمساندة الأشقاء والإخوة في سورية وتشمل كمرحلة أولى 4 شاحنات و10 سيارات بيك أب محمّلة بالمستلزمات الضرورية من ألبسة وحرامات وأدوية وموادّ غذائية.
ولفت غزاوي إلى أنهم لم يأتوا إلى سورية فقط لأجل التلبية الإنسانية التي هي واجب على كل عربي، بل لأن سورية لها فضل كبير على كل العرب، وللتأكيد أن الشعب العربي كسر الحصار وما يسمّى “قانون قيصر” لأنه جريمة ضد الإنسانية.
ودعا غزاوي الدول والحكومات العربية والجامعة العربية وخصوصاً إلى الحذو حذو هذا الشعب بالعودة إلى سورية وكسر الحصار إلى الأبد لأن من تضرّروا بسبب الزلزال ومن تضرّروا بسبب العدوان والإرهاب هم واحد في المعاناة.
من جهته، أعلن قائد عمليات الأنبار لقوات الحشد الشعبي العراقية قاسم مصلح اليوم عن دخول 160 شاحنة وسيارة إغاثة عراقية إلى الأراضي السورية عبر منفذ القائم الحدودي.
وقال مصلح في تصريح لمراسلة سانا في بغداد: “تم عبر منفذ القائم دخول القافلة الأولى المؤلفة من 120 سيارة متنوعة الأحجام، تحمل مختلف مواد الإغاثة من المواد الغذائية والوقود والمواد الإنسانية إلى متضرري الزلزال في محافظتي حلب واللاذقية”.
وأضاف مصلح: إن “المنفذ ذاته شهد دخول القافلة الثانية لوزارة الدفاع العراقية والحكومة العراقية، وهي مؤلفة من 40 شاحنة محمّلة بمواد إغاثية وغذائية باتجاه محافظة اللاذقية”.
إلى ذلك، زار الوفد المرافق لقافلة “العتبة الحسينية المقدسة” العراقية الخاصة بإغاثة المتضرّرين من الزلزال عدداً من المواقع المتضرّرة في مدينتي اللاذقية وجبلة، والتقوا العائلات والأطفال المقيمين في مراكز الإيواء للاطلاع على الاحتياجات الأساسية، وتحديد أولويات العمل في المرحلة القادمة.
واجتمع الوفد مع رئيس مجلس محافظة اللاذقية المهندس تيسير حبيب وعدد من ممثلي القطاعات الحيوية والخدمية، لبحث التسهيلات الممكنة لتقديم المساعدات للمتضررين وتخفيف معاناتهم، نتيجة الزلزال الذي ضرب سورية.
وأوضح مسؤول حملات الإغاثة التابعة للعتبة الحسينية اللواء علي الحمداني في تصريح لمراسلة سانا، أن القافلة تحمل أطناناً من المواد الإغاثية والغذائية والطبية، وتتضمّن فرناً ومطبخاً ومستشفى متنقلاً وفريقاً طبياً متكاملاً، مشيراً إلى التعاون والتنسيق العالي المستوى مع الجهات المعنية في المحافظة لتحديد المناطق الأشدّ احتياجاً، ووضع خطة عمل لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
بدوره أوضح رئيس قسم العلاقات في العتبة أحمد حسن فهد أن القافلة تم تسييرها لمساعدة السوريين المتضررين، والتخفيف من معاناتهم بسبب الزلزال، مضيفاً: إن الجانبين السوري والعراقي بحثا إمكانية إرسال المرضى وكبار السن بشكل عام إلى مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة لتلقي العلاج مجاناً.
من جهته، أشار المهندس حبيب إلى أن عدد المتضررين من الزلزال يفوق الـ145 ألفاً، موضحاً أن المباحثات مع الوفد العراقي ركزت على التعاون في المجال الصحي والخدمي والسكني لإيجاد حلول للعائلات المقيمة في مراكز الإيواء، وتأمين مساكن مسبقة الصنع سريعة التركيب.
ووصلت إلى اللاذقية اليوم قافلة مساعدات عراقية، تحمل مواد إغاثية وغذائية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب المحافظة.
وأوضح المتحدث باسم القافلة أحمد صالح المشرفاوي أن القافلة أرسلتها العتبة الحسينية المقدسة بصحبة أبناء الدعم اللوجستي للإغاثة بقيادة اللواء علي الحمداني، وهي تتألف من 50 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال، ومستلزمات للاستخدام الشخصي، إضافة لإنشاء مطبخ مركزي ينتج يومياً 5 آلاف وجبة طعام يتم توزيعها على المتضررين، وإرسال طاقم طبي و3 مستشفيات متنقلة بصحبة 45 طبيباً سورياً وعراقياً.
وأشار إلى أن العمل جارٍ لافتتاح مركز لغسل الكلى، مع إمكانية نقل الجرحى الذين يعانون من إصابات خطرة إلى العراق بالطائرات، لافتاً إلى وجود تنسيق مع الجهات الحكومية لإنشاء أماكن لإيواء الأسر المتضررة.
وفي حلب، جهزت الوحدة الطبية التابعة للمركز الطبي العسكري الرئيسي للقوات المسلحة لجمهورية بيلاروس مشفى ميدانياً، باختصاصات مختلفة في منطقة الإسماعيلية بحلب لمساعدة المرضى من متضرري الزلزال.
وأوضح العقيد أندري غورينوفيتش رئيس الفريق الطبي للمهام الخاصة للجيش البيلاروسي أنه تم تجهيز قسم استقبال ووحدة عناية مركزة وقسم تشخيص وغرف جراحة وتصوير شعاعي في المستشفى الميداني المجهز لمساعدة الأهالي المنكوبين في المدينة، لافتاً إلى أنه سيكون بالخدمة اعتباراً من صباح يوم غد، مشيراً إلى أن الحكومة السورية وفرت التسهيلات اللازمة لإقامة المشفى، وتم التنفيذ بالتنسيق مع المحافظة.
ووصلت إلى مطار حلب الدولي الليلة الماضية طائرة إيرانية تحمل مساعداتٍ إغاثية للمتضررين من الزلزال.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند: “نعزي الشعب السوري بمصابه من الزلزال، وندعو بالرحمة للضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”، موضحاً أن الطائرة تحمل 25 طناً من المواد الغذائية والخيم.
وأشار كوليوند إلى أن هذه هي الطائرة الثامنة التي تقدّمها إيران لسورية، وأنه تم إرسال فريق إنقاذ ومستشفى متنقل، مشدّداً على أن الشعب الإيراني يشعر بألم الشعب السوري، وأن إيران ستواصل تقديم المساعدات للخروج من هذه المحنة.
ووصلت إلى المطار أيضاً طائرة سعودية تحمل مساعداتٍ إغاثية للمتضررين من الزلزال.
وتحمل الطائرة 34 طناً من المواد الغذائية والطبية، وهي الطائرة السعودية الثالثة التي تصل إلى مطار حلب.
ووصلت أمس وأمس الأول طائرتان سعوديتان إلى مطار حلب الدولي تحملان 70 طناً من المواد الإغاثية، بينها أكثر من 17 ألف عبوة حليب أطفال وخيم ومواد طبية وغذائية وأجهزة تساعد في عمليات الإغاثة، حيث أكد المدير الطبي في هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور محمد التويجي أن التنسيق متواصل بين الهيئة والهلال الأحمر العربي السوري، لتقديم المزيد من المساعدات، سواء عن طريق الجو أم المنافذ الحدودية البرية.
وفي اللاذقية، تلقت فرق الدفاع المدني في المحافظة مجموعة إنقاذ متكاملة، قدمها فريق الإنقاذ الإماراتي الذي شارك في عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض بمدينة جبلة.
وتتضمن المجموعة معدات خاصة للقص واللحام وحفر واختراق الكتل البيتونية، ووحدات تهوية، ووحدة تثبيت وتدعيم للمباني لضمان سير عملية الإنقاذ بشكل آمن، وحبال إنقاذ بأطوال وقياسات مختلفة، وأجهزة استشعار وكاميرات ووحدات إضاءة ليلية ووسائد لتبعيد الكتل البيتونية، ومعدات طبية لتقديم الدعم الطبي في الموقع (إسعاف تكتيكي) وتجهيزات أخرى.
وأوضح المقدم حمد محمد الكعبي قائد فريق الإمارات للبحث والإنقاذ أن المبادرة التي وجهت بها القيادة في بلاده بهدف التعاون التدريبي المشترك مع الدفاع المدني السوري، لإعداد فرق على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة للتعامل مع مختلف أنواع البلاغات والاستجابة السريعة والمناسبة في الكوارث والأزمات، باعتبار أن الفريق الإماراتي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الحائز على الاعتماد الدولي الثقيل للقيام بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية.
وتشمل الخطة وفقاً للكعبي وضع برنامج تدريب فني متخصص في المجالات التقنية المتعلقة بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة وبشكل أساسي المدن، والاستفادة من التقنيات المتطورة كأجهزة الاستشعار والاختراق والتدريب على الإنقاذ من المرتفعات وكيفية تثبيت المباني.
بدوره شكر مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد جلال داؤود دولة الإمارات العربية المتحدة على ما تقدمه من مساعدات لدعم الشعب السوري، مبيناً أن هذه المجموعة المقدمة تساهم بتطوير منظومة العمل وتحسين مستوى الاستجابة ورفع كفاءة الأداء، لأن الحصار الجائر المفروض على سورية تسبب بنقص حاد في التجهيزات والمعدات، وهو ما أثر على سير عمليات الإنقاذ خلال الفترة التي تلت وقوع كارثة الزلزال.
ووصلت إلى مطار اللاذقية الدولي طائرة مساعدات إماراتية هي الثانية اليوم تحمل على متنها 50 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية للمتضرّرين من الزلزال.
ووصلت إلى المطار أيضاً ثلاث طائرات؛ اثنتان من جمهورية الشيشان والثالثة من الإمارات تحمل مساعداتٍ إغاثية للمتضررين من الزلزال.
وقال عثمان عثمانوف رئيس الوفد الشيشاني المرافق للطائرتين: بتوجيهات من الرئيس الشيشاني قمنا بجمع المساعدات للشعب السوري لمواجهة تداعيات الزلزال، وتحمل الطائرتان 98 طناً من المواد الإغاثية، تتضمن ملابس وخيماً وبطانيات وأغذية أطفال وحليباً مجففاً ومولداتٍ للكهرباء وأجهزة إنارة، مشيراً إلى أن جمهورية الشيشان تقف إلى جانب سورية وستواصل تقديم المساعدات لها.
بدوره قال مدير مطار اللاذقية المهندس زياد الطويل: إن الطائرة الإماراتية تحمل على متنها 25 طناً من المواد الغذائية للمتضررين من الزلزال.
ووصلت لاحقاً، إلى المطار طائرة إماراتية “الرابعة” تحمل على متنها 50 طناً من المواد الغذائية والإغاثية.
وفي دمشق، وصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم طائرة مساعدات باكستانية، تحمل مواد إغاثية للمتضررين من الزلزال.
وأشار صفدر علي خان نائب السفير الباكستاني في دمشق إلى أن هذه الطائرة هي الثالثة التي ترسلها بلاده، وهي تحمل 12 طناً من المواد تشمل بطانيات وخيماً ومولدات كهربائية للطوارئ، وكمية من المواد الغذائية والأدوية، مؤكداً أن باكستان ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، حيث سيتم إرسال فرق طبية وإغاثية خلال اليومين القادمين.
ووصلت إلى المطار أيضاً طائرتان إماراتيتان تحملان مساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال.
وقال مدير مطار دمشق الدولي بشار غفرة: إن طائرتين إماراتيتين وصلتا اليوم إلى مطار دمشق تحمل إحداهما 87 طناً و 720 كيلوغراماً من المواد الغذائية والبطانيات، والثانية تحمل 35 طناً و360 كيلوغراماً من المواد الغذائية، مشيراً إلى أن جميع طواقم المطار بجهوزية كاملة على مدار الساعة لاستلام المساعدات الإغاثية، ونقلها إلى المناطق المنكوبة بالسرعة الكلية.
وفي الأردن، أعلنت جمعية الصرافين الأردنيين اليوم تمديد فترة إصدار الحوالات بالليرة السورية من دون عمولات دعماً للمتضررين من الزلزال في سورية.
ونقلت قناة المملكة الأردنية عن الجمعية قولها في بيان اليوم: إنها “قرّرت تمديد فترة إصدار الحوالات بالليرة السورية دون عمولات حتى الـ6 من آذار المقبل دعماً للمتضررين من الزلزال في سورية”.
وكانت مجموعة من الشباب الأردنيين أطلقت مؤخراً مبادرة تطوعية لدعم الليرة السورية والإسهام برفع سعر صرفها مقابل العملات الأجنبية عبر تحويل أي مبلغ أردني إلى الليرة السورية، ما يسهم بدعم السوريين في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادهم نتيجة الزلزال المدمّر.
وفي النمسا، أعلنت الحكومة النمساوية تقديم 3 ملايين يورو من صندوق الكوارث الخارجي التابع لوزارة الخارجية للمتضررين بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا مؤخراً.
وقالت وزارة الخارجية النمساوية في بيان اليوم: إن “تقديم المساعدة الإنسانية السريعة والدعم في عمليات الكوارث أصبح أكثر أهمية الآن لذلك ستوزع النمسا ثلاثة ملايين يورو من صندوق الكوارث لمنظمات الإغاثة هناك”.
بدوره، قال نائب المستشار النمساوي فيرنر كوغلر: “نقف إلى جانب المتضررين في سورية وتركيا في هذا الوضع الصعب، فحجم الدمار واضح أيضاً في شمال غرب سورية وجنوب شرق تركيا”، معرباً عن قلقه من التقارير الواردة عن الزلازل هناك.
من جهته، أوضح وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ أنه من أصل 3 ملايين يورو سيذهب 2 مليون يورو إلى جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومليون يورو لصندوق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، موضحاً أن الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا تسبّب في أضرار لا يمكن تصوّرها ومعاناة مئات الآلاف من الأشخاص.