صحيفة البعثمحليات

221 طالباً وطالبة في معهد المعوقين سمعياً.. وجهود لاستكمال القاموس الإشاري العربي

دمشق – حياة عيسى

يحظى الأشخاص من ذوي الإعاقة بالاهتمام الكبير من أجل التكيّف والاندماج في المجتمع، وتمكينهم لكي يصبحوا أشخاصاً فاعلين ومنتجين، وهذه الرعاية وهذا الاهتمام، حسب سوسن رزق مديرة معهد المعوقين سمعياً التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، تجلّت على صعيد الأطر القانونية والمؤسّساتية الناظمة للعمل، والمزايا والمكتسبات التي تقدّم ويتمّ العمل على توسيعها وتطويرها باستمرار، وعلى مستوى السياسات والاستراتيجيات لتطوير خدمات الإعاقة، بالتزامن مع المواثيق الوطنية المنظمة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة المتمثلة بقانون المعوقين رقم 34 لعام 2004، وتشكيل المجلس المركزي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة والمجالس الفرعية والخطة الوطنية للإعاقة، والتصنيف الوطني للإعاقة.

الأهداف

كما عرجت رزق على أهم الأهداف الذي يعمل عليها المعهد، كتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وتعليمهم وتوجيههم وتوفير الرعاية الداخلية للذين لا تمكّنهم ظروفهم من المبيت خارج المعهد، وتدريب العاملين في مجال رعاية هؤلاء الأشخاص، إضافة إلى إجراء دورات لتدريب الأهالي على لغة الإشارة وبشكل مجاني، ولاسيما أن الوزارة تعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية على تطوير ورفع كفاءة العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتدريبهم على أحدث البرامج والمعلومات من خلال الدورات وورشات العمل والندوات.. وغيرها.

مناهج موحدة

وأشارت رزق إلى أن المعهد يعتمد تدريس المناهج المقرّرة من قبل وزارة التربية، وذلك بلغة الإشارة، من خلال التنسيق مع وزارة التربية /مديرية تربية دمشق/ لإرسال (مدرّسين ومدرسات) من كافة الاختصاصات، حيث يقوم هؤلاء بعرض الدروس وشرحها بالطريقة التي تتبع في كافة المدارس، عددهم 15 مدرّساً ومدرّسة، ويقوم (مترجمو الإشارة) لدى المعهد بترجمة المعلومات ونقلها من وإلى الطالب والمعلم، علماً أن عدد العاملين لدى المعهد 65 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث يتواجد بكلّ صف (مساعد معلم) من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ممن تمّ تعيينهم وفق نسبة تشغيل 4% معوقين أو بعقود سنوية، ويتمّ الاستعانة بالوسائل التعليمية لتوضيح وشرح الدروس، مع تأكيدها أنه بهدف تعليم لغة الإشارة ونشرها تمّ إنشاء صفحة تعليمية للمعهد على الفيس بوك باسم (معهد المعوقين سمعياً بدمشق)، كما يقوم المعهد بتدريب وتأهيل على النطق لطلاب الصفوف (الأول والثاني والثالث) من خلال جلسات فردية لكلّ طالب وفق برنامج زمني محدّد تعتمد على تعليم الطالب الأصم الكلام من خلال إخراج الحرف بالاعتماد على مخرج صوته، بحيث تبدأ اختصاصية النطق بإخراج الحرف ثم المقطع ثم الكلمة وصولاً إلى الجملة، تزامناً مع الاهتمام بحصص (التربية الفنية) و(التربية الرياضية) لأهميتها في إظهار وتنمية وصقل مواهب وهوايات الطلاب لدى المعهد.

خطة عمل

أما بالنسبة لخطة عمل المعهد خلال العالم الحالي، فقد لفتت مديرية المعهد إلى أنه سيتمّ الاستمرار بالتعاون والتنسيق مع مركز تطوير المناهج التابع لوزارة التربية من أجل تكييف ومواءمة المنهاج ليتناسب مع الطلاب ذوي الإعاقة السمعية، والعمل على استكمال (القاموس الإشاري العربي ج1) المعتمد بجزء ثانٍ محلي لأن القاموس الحالي يتضمن (1270) إشارة لكلمة، وهذا العدد ضئيل جداً ولا يغطي مفردات المنهاج، إضافة لضرورة توحيد لغة الإشارة والحدّ من انتشار واستخدام إشارات خاطئة وغير معتمدة، وافتتاح روضة للتلاميذ ذوي الإعاقة السمعية (تدخل مبكر وتهيئة لدخول المدرسة)، إضافة إلى الانتهاء من إعداد دراسة لإعادة افتتاح القسم المهني (تعليم وتدريب مهني معاصر وملائم للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية) بهدف جعل مستواهم العملي أفضل من خلال تقديم معرفة جديدة ومعلومة متنوعة، وإظهار قدرة وصقل مهارة لدخولهم سوق العمل كأفراد منتجين وفاعلين يستطيعون أن يشاركوا في بناء البلد إلى جانب باقي أفراد المجتمع، وتقوية التشارك والتشبيك مع الهيئات والجمعيات التي تعمل في هذا المجال، مع الإشارة إلى ضرورة التعاون والتنسيق مع الإعلام للتعريف بالإعاقة ومفهومها وأسبابها والوقاية منها، وللتعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واحتياجاتهم وقدراتهم والخدمات المقدمة لهم، ونشر الوعي لدى أسرهم خاصة والمجتمع عامة، وأهمية إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في بناء مجتمع شامل وفاعل ومستقبل مشترك من خلال الجميع، والعمل جنباً إلى جنب لتعزيز نشر وتعليم واستخدام لغة الإشارة في جميع مجالات الحياة، حيث يوجد 72 مليون أصم في كلّ أنحاء العالم بحسب إحصائيات الاتحاد العالمي للصم ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، لذلك كلما كان التدخل مبكراً كانت النتائج أفضل، لأن السنوات الثلاث والأربع الأولى من حياة الطفل هي الأهم في اكتسابه المعارف والمخزون اللغوي، مع التأكيد على أهمية التعليم المهني للأشخاص ذوي الإعاقة.

دور الإدارة

وفيما يخصّ دور الإدارة، بيّنت رزق أن دورهم يكمن بالتنسيق لإنجاح العمل والنهوض بواقع العملية التربوية والتعليمية من خلال اتباع كافة الطرق لتوحيد وربط أهداف الفرد وأهداف المعهد (الطالب– الموظف) من خلال: بناء فريق عمل- إيجاد بيئة إيجابية للعمل- تأهيل الكادر- اتخاذ القرار- التشجيع- التحفيز- مساحة للإبداع، وذلك بالاعتماد على (التخطيط- التنظيم- الرقابة- إدارة الموارد البشرية- إدارة الوقت)، إضافة إلى مواجهة صعوبات العمل والمتمثلة بالتسرّب المدرسي، والبيئات المختلفة للطلاب، الوضع المادي للأسرة، عدم وجود لغة إشارة لدى كثير من الأهالي، وسلوكيات بحاجة إلى تعديل (عدوانية – عنف – انعزالية)، فرط نشاط، المستوى التعليمي عند عدد من الأهل. وأشارت رزق إلى أن المعهد يستقبل الأطفال المعوقين سمعياً من عمر 6 سنوات، من الصف الأول الأساسي حتى الثالث الثانوي والعدد الحالي لطلاب المعهد 221 طالباً وطالبة.