محاولة “اختطاف” قمة العشرين المرتقبة في الهند
ترجمة: عناية ناصر
كان وزراء المالية، ومحافظو المصارف المركزية في مجموعة العشرين، قد أنهوا اجتماعاتهم في الهند دون التوصل إلى بيان مشترك، بسبب الخلافات مع الصين بشأن الحرب في أوكرانيا، وسبل تخفيف عبء ديون الدول النامية المتعثرة.
وتحاول الولايات المتحدة اختطاف مجموعة العشرين لأغراض الهيمنة، حيث أدت الجهود السلبية للولايات المتحدة إلى إحداث كارثة لمجموعة العشرين في الهند. وكانت الدكتورة بريتي شارما، أستاذ مساعد في جامعة غوجارات المركزية، قد أوضحت في مقابلة لها مع موقع ” الاستراتيجية والدفاع العالمي الإخباري” كيف تقوم الهند بالفعل بعمل جيد للغاية لتقوية عمل مجموعة العشرين، وكذلك العمل بنشاط على توسيع نطاق المؤسسات المشاركة في هذه القمة خارج نطاق وزراء المالية ومحافظو المصارف المركزي، إضافة إلى أن الهند تقوم أيضاً بعمل جيد في السعي لإشراك العالم النامي الأوسع والذي يجب أن يشمل إفريقيا.
وبناء على ذلك، فإن الهند تقوم بعمل جيد في إعداد مجموعة العشرين، وهي لم تقم بإحداث انقسامات داخل المجموعة كما فعلت الولايات المتحدة، كما تحاول الهند الحفاظ على تماسك الجميع.
وتحاول الولايات المتحدة قيادة مجموعة العشرين مباشرة نحو الفشل في اجتماع رؤساء دول مجموعة العشرين في الفترة من 9 إلى 10 أيلول 2023 في دلهي، ومحاولة تشويه صورة الهند، حيث سيكون لذلك تداعيات سلبية على مجموعة العشرين. لذلك تحتاج الهند إلى التفكير ملياً، وبشكل استباقي في كيفية التعامل مع جهود الولايات المتحدة، ومحاولتها تقسيم مجموعة العشرين قبل الاجتماع الكبير لرؤساء دول مجموعة العشرين في الفترة من 9 إلى 10 أيلول 2023. وكانت الدكتورة بريتي شارما قد قامت بعمل جيد، في معرض حديثها، لإظهار أن مجموعة العشرين لم تكن أبداً تتعلق بسياسات القوة العسكرية أو العالمية، وهذا تذكير مهم اليوم، حيث تحاول الولايات المتحدة القيام بذلك.
وفي هذا الخصوص، ربما يتعين على الهند استخدام سلطتها كرئيسة لمجموعة العشرين، والتوضيح لجميع أعضاء المجموعة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أن مجموعة العشرين ليست ولم تكن أبداً تتعلق بالقضايا الجيوسياسية، بل إن مجموعة العشرين تدور حول التعاون، وهي ليست ساحة للسعي من أجل الهيمنة.
الهند بلد قوي، ولديها فرصة الآن لإظهار قوتها ومكانتها الدولية، ولذلك يتعين عليها محاولة إقناع أغلبية أعضاء مجموعة العشرين بالانضمام إلى ذلك قبل اجتماع رؤساء الدول في أيلول 2023. وفي حال نجحت الهند في القيام بذلك، فإن غالبية مجموعة العشرين سترسل إشارة إلى الولايات المتحدة بأنها رفضت مسبقاً أي محاولات أمريكية لاختطاف مجموعة العشرين قبل اجتماع رؤساء الدول القادم. وببساطة، يجب أن تكون هناك بعض الاتفاقات الأساسية حول ما يمكن، وما لا يمكن مناقشته قبل مجموعة العشرين في أيلول أو عدم عقد القمة.
إن القيام بذلك سينقذ مجموعة العشرين، وستظهر الهند بوضوح كقائدة عالمية تتحدث على أساس القيم الأساسية بهدف إبقاء المناقشات الدولية على مسار بناء، كما إن القيام بذلك سيؤدي إلى حدوث خلاف خاصة مع الولايات المتحدة، ولذلك من الأفضل أن تجري الهند الآن مشاورات، ونقاشات مطولة الآن لتجنب الخلاف الذي لا مفر منه مع الولايات المتحدة .
و في حال إصرار الولايات المتحدة على إفشال مجموعة العشرين بالكامل، فمن الأفضل أن يحدث ذلك شيئاً فشيئاً على مدار الأشهر المقبلة، وليس عندما يتم نقل الحدث بشكل مباشر من دلهي إلى العالم بأسره في أيلول.