الحب.. قانون الحياة
أكرم شريم
يعيشُ الإنسان عادة أكثر من حياة واحدة، ويكون في أكثر من شكل، وتكون عنده كلّ القدرات المادية حين يشاء، وكل القدرات السياسية والإدارية حين يشاء، وهو وحده الذي يقرر ما يريد، وهو وحده أيضاً الذي يقرر للجميع، حسب رغباته وحاجاته، وقدراته، فانظروا كم حياة يعيشها هذا الإنسان!.
فهل تعتقدون أنني أبالغ حين أقول هذا الكلام، أو أنني أرسم خريطة للإنسان على وجه الأرض، بأنه يحلم ويتمنى دائماً بأكثر مما يستطيع، ويحلو له ذلك، إلى درجة أنه يصير يعيش بينه وبين نفسه فقط الحياة التي يحبها ويريدها، وبالإمكان التأكد من ذلك من خلال الأطباء النفسيين!. ونستطيع أن نبدأ بالإنسان في مرحلة الطفولة، فانظروا كم يحب الأطفال “اللعب”، سواء في البيت أو في الطرقات، وكم يسعدون حين يلتقون لكي يلعبوا ويسعدوا!.
وهل نستطيع أن ننسى هنا “المرأة”؟! أيضاً فذلك لا يمكن، فهي التي تنجب وتحب وتربي وكل قانون حياتها المحبة والعطاء بكرم وسخاء وحب يبدأ ويستمر مدى الحياة ولا ينتهي!.
وأعرف جدة تعيش وحدها، ولا يزورها أبناؤها وبناتها إلا نادراً، وهي تتصل بهم عن طريق هاتف جارتها وتصير ترجوهم أن يأتوا ويزورونها وهي تبكي، فأي حبّ عند هذه الجدة وعند كل امرأة على وجه الأرض فهو قانون الحياة المؤكد، والذي يبدأ من عند المرأة ويستمر ولا ينتهي.
فما بالك إذا توجّهنا الآن للحديث عن الإنسان “الطموح”، فالأمر كله بيده وحده، وهذا ما يجعلنا نحبه أكثر، ونحترمه أكثر، فهذا الإنسان الطموح، هو إنساني إلى أبعد الحدود. وماذا يمكن أن يكون عندنا وعند أي شعب آخر من كل شعوب العالم، أفضل من هذا الإنسان الطموح إلى العطاء وباستمرار؟!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم، إن الحب يُنتج الحب وفي كل زمان ومكان وعند كل شعوب الأرض، ودائماً وباستمرار.