ثقافةصحيفة البعث

لماذا حلب حزينة في يوم المسرح العالمي؟

حلب- غالية خوجة

لا تتخلّى حلب عن أن تكون منصة لكثير من الأحداث الحزينة والسعيدة على الصعيد الإنساني والزماني والمكاني، وهذا من طبيعة حياتها ووجودها منذ آلاف السنين. وتشهد على ذلك مسارحها وأولها مسرح قلعة حلب التأريخي الحضاري، كما تشهد عليه جلسات أهلها اليومية الذين يستعرضون أحداث حياتهم بطريقة مسرحية متسمة بالاستعراض الدرامي والتراجيدي.

لكن، لماذا مرّ اليوم العالمي للمسرح حزيناً على حلب الشهباء هذا العام؟ هل لأن الزلزال كان الصدمة الأخيرة بعد الحرب؟ وما دور الإدارة السابقة في تنشيط هذه المنصة؟ ما دور فناني حلب؟ وما دور الجمهور؟ ما الواقع؟ وما الطموح؟.

الفريق والتشاركية محورا النجاح

رأت رنا ملكي رئيسة دائرة المسرح القومي بحلب أن وضع المسرح يحتاج إلى دراسة لتكون هناك خطط مناسبة للمسرح، وتابعت: لا بد من معرفة الصعوبات والمعوقات المسببة لهذه الفجوة، لأن لدينا في حلب الكثير من الفنانين والكتّاب، وكلي ثقة بهم وبطاقاتهم، كما أني أبحث عن أسباب ابتعاد الناس عن أبي الفنون: هل التكنولوجيا؟ أم الظروف العامة بين حرب وزلزال ومعيشة؟. وأكملت: كثير من الأسباب أدّت إلى هذه النتيجة، لذلك لا بد من دراسة علمية قائمة على الاستبيانات، كما لا بد من خطة عمل مستقبلية تبدأ من الاجتماع بالفنانين من مختلف الأجيال، من الذين عاصروا المسرح منذ بدايته وصولاً إلى الشباب، للتعرف إلى ما يريدونه ولماذا لم يتحقق؟.

وأكدت ملكي أن رؤيتها القادمة تقوم على فريق عمل تشاركي وتشابكي بين المسرح القومي والجهات الأخرى ليضيف الجديد، لأن الإنسان يولد اتكالياً، ليصبح مستقلاً تالياً، ويصبح أكثر خبرة ومعرفة في المرحلة التبادلية، لذلك، فلا نجاح دون دراسة للإيجابيات والسلبيات ورؤية منهجية مستقبلية مرتكزة على عمل الفريق تشاركياً وتبادلياً وجماهيرياً.

مسابقة للنص المسرحي

بدوره، أكد الأديب نذير جعفر رئيس الهيئة الإدارية لفرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب على أهمية النعاون مع المسرح القومي والمدرسي والجامعي ونقابة الفنانين وجميع الجهات المعنية، لافتاً إلى أن الاتحاد لا يختص بإنشاء فرقة مسرحية وإقامة العروض، بل يهتمّ بإنتاج النصوص المسرحية، وإقامة الندوات الخاصة بالمسرح نصوصاً وعروضاً ودراسات وأبحاثاً.

وأضاف: ونقوم بتحريض جمعية المسرح في اتحاد الكتّاب العرب على اقتراح مسابقة للنصوص المسرحية، كما أننا نفكر في فرع حلب للاتحاد بتأسيس مسابقة للنص المسرحي على غرار مسابقة الشعر والقصة والترجمة الخاصة بكل من الأدباء وليد إخلاصي، وليد السباعي، خير الدين الأسدي.

التوقيت

وأرجعت الفنانة هوري بصمه جيان أسباب حزن هذا العام إلى الزلزال وتبعاته والوقت الذي لم يكن مناسباً أبداً لتحضير أي عمل مسرحي لأن أي عرض بحاجة إلى تجهيز يمتد إلى شهر ونصف أو شهرين، إضافة إلى توقيت الإفطار في رمضان الذي لا يتلاءم مع توقيت العروض.

متفائل

بينما أجاب المخرج المسرحي محمود درويش: أظنّ أن غياب الإدارة هذا العام أثّر في عدم التحضير لهذه الاحتفالية لهذا العام، وأتمنى لمسرح حلب وإدارته الجديدة ونجومه التفوق والتألق لأننا نثق بإمكانيات الجميع.

ورأى الممثل والمخرج الشاب حكمت نادر عقاد أن الظروف العامة ليست مناسبة، إضافة إلى حضور شهر الصيام المبارك.

محكومون بالحياة

وتظلّ حلب متفائلة لأننا “محكومون بالأمل” كما قال سعد الله ونوس ذاتَ منصةٍ ورسالة وكلمة عام 1996، ولأننا نحب الحياة كما قالت الفنانة سميحة أيوب في كلمتها يوم المسرح العالمي 2023: “إن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض، قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي ألا وهو الحياة”.