محمد خير كيلاني.. الحكواتي الأخير في حمص!!
حمص – نزار جمول
حافظ الفنان والصحفي محمد خير كيلاني حافظ على شخصية الحكواتي باستمرار تقديمه لها، كلّ عام، في بعض ليالي شهر رمضان المبارك، في حمص.
وأكد كيلاني لـ “البعث” أن شخصية الحكواتي ستصبح مجرد ذكرى إذا لم تعمد كلّ الفعاليات والمعنيون لإحيائها وتفعيلها بشكل رسمي، لأن هذا الكركتر يجب أن يبقى حياً رغماًٍ عن التكنولوجيا التي غزت المجتمع السوري وحوّلت حياة أفراده لمجرد آلات تتعامل مع آلات، سواء الأجهزة الخليوية أو غيرها.
واعتبر كيلاني أن استمراره بتقديم شخصية الحكواتي التي بدأ فيها منذ العام 1992 في الخيم الرمضانية والفنادق، وقدّم خلالها حكايات شعبية معاصرة تعكس هموم المجتمع خلافاً لقصص عنترة وغيره من الأبطال.
وأوضح أنه ابتكر العديد من الشخصيات التي انتقد من خلالها الواقع المعاش بطرق كوميدية محبّبة، مشيراً إلى أن هذه المهنة لها تقاليد يجب عدم التخلي عنها، حيث يجلس الحكواتي في مكان مرتفع ويرتدي زياّ محدداً به كالشروال والدامر والدراعة والشملة والطربوش، وهذا الأمر اعتمد في بداية القرن التاسع عشر، وتمّ إضافة بعض التعديلات العصرية عليه.
وبيّن كيلاني أن حمص لها تاريخ عريق مع هذه الشخصية، إذ كان يتواجد الحكواتي منذ خمسينيات القرن الماضي في مقهى الجنينة ومقهى باب التركمان، حيث يجتمع الناس على اختلاف فئاتهم للاستماع لقصص الأبطال والفرسان.
وأوضح كيلاني أن لشخصية الحكواتي مقوماتها، مثل إجادة المحاكاة بعمقها ومفهومها الشامل ليكون أقرب للممثل الخطيب والمحدث والراوي، إضافة لامتلاكه ثقافة شاملة وطريقة لفظ باللسان ووجود انفعالات وإشارات وحركات تدلّ على مغزى الحكاية بأسلوب فني فيه الكثير من البراعة والتشويق والإثارة.
وأكد كيلاني أنه يبذل جهداً مضاعفاً للحفاظ على هذه المهنة التراثية التي بدأت شمسها بالكسوف، ولاسيما من خلال فيه تدريب الأطفال والشباب بالتعاون مع منظمتي الشبيبة وطلائع البعث إضافة للعديد من الأنشطة في المدارس.