ثقافةصحيفة البعث

الفلكلور الفلسطيني مضاد للنكبة

حلب – غالية خوجة

“داري وفي عيني والشفتين نجواك، لا كنت نسل عروبتي إن كنت أنساك”، بهذا الشعار أحيا النادي العربي الفلسطيني واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة في مقر النادي، مخصصاً فعالية هذه السنة لطقوس العرس التراثي الشعبي الفلسطيني.

ابتدأت الفعالية بقصيدة للشاعر محمود علي السعيد، تلتها اللوحات الاستعراضية التمثيلية الفنية وعددها 9 أدتها فرق “إسعاد الطفولة” و”أبناء الشهيد” و”حنين وصمود”، منطلقة من لوحة العرس وكيفية الاستعداد له وما يتعلق به من مراحل وتفاصيل تخص العريس وأهله والعروس وأهلها، بمصاحبة التهاليل والهناهين الخاصة والأغاني والدبكة.

وبين لوحة وأخرى يتم سؤال الحاضرين من الأجداد الفلسطينيين عن تلك الطقوس مثل حمام العريس، والحلاق، والرقصة الخاصة، والتهاليل، والموروث الشعبي بلهجته وألحانه وحركاته الفلكلورية.

كما استمع الحاضرون لأغنيات وطنية للفنان عبد القادر مصطفى، وحضر الشعر المقاوم وأدب الأرض المحتلة، والملفت كان لوحة التغريبة التي أداها سلام إبراهيم، وتخلل الفعالية لقاء الأحفاد بالأجداد، لتستمر الذاكرة الشعبية الفلسطينية رغماً عن النكبة، ولتواصل الأجيال انتماءها لهويتها وعروبتها مهما مرّ الزمان لأن فلسطين عربية.

عن هذه المناسبة صرّح د. فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب لـ “البعث”: المؤكد أن التمسك بالتراث وإحياء جوانبه الإنسانية الدالّة على الخصوصية مطلب مهم جداً لاستمرار التمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية بأبعادها القومية العربية والإنسانية، فالهوية هي عامل رئيس لوعي شعبنا الفلسطيني لذاته ولامتلاك الحوافز لاستمرار المقاومة بأشكالها المختلفة وتوجهاتها المتعددة إلى أن يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني والعربي والإنساني بالانتصار على العدوان والاحتلال بقوة الحق وعزيمة المقاومين ووعي الشعب كله.

وبدوره، قال رامي السعيد أمين سر النادي: أقمنا هذا المهرجان المختلف عن بقية المهرجانات إحياء للتراث الفلسطيني من خلال العرس الفلسطيني الشعبي حفاظاً على الموروث الشعبي الذي يحاول الاحتلال الصهيوني محوه من ذاكرة الأحفاد، واستضفنا نساء من الجيل الأول للنكبة لينقلوا الرواية مباشرة إلى الأحفاد الذين يتقلونها أيضاً لأحفادهم.

ومن أحاديث الجدات، حكت لنا سيدة من الحضور: نعتز بأجدادنا وآبائنا، فوالدي من مواليد ترشيحا الفلسطينية، وكان طفلاً يوم النكبة عام 1948، وكذلك والدتي أيضاً من بيت هواري، ونحن مصرين على حقنا، وإن شاء الله سنعود لفلسطين قريباً جداً، وستظل القدس العربية عاصمتنا، لذلك، لا بد من محافظتنا على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذه الذاكرة ستظل موجودة في غنائنا ولباسنا ودبكتنا وأعراسنا التي تصر على دوام التكاتف والأخوة والمحبة.