لجنة تجار سوق الهال تصف تسعيرة الثوم بـ 12 ألف بالمقبولة.. والفلاح أصبح تاجراً كبيراً!
دمشق – ريم ربيع
لا يزال ارتفاع أسعار الثوم في السوق لهذا الموسم بعيداً عن أي تفسير منطقي من قبل الحكومة أو التجار، حيث يحمّل كل طرف المسؤولية للآخر ليبرئ نفسه من تهمة الاحتكار و”السمسرة”، فرغم أن السعر ثبت تقريباً بين 8 – 12 ألف ليرة للكيلوغرام الجاف، إلا أن أحداً لم يقدم إجابة شافية سوى التوقعات والاتهامات التي لا طائل منها، إذ يعد السعر الحالي مرتفعاً جداً قياساً لقدرة المواطن الشرائية أولاً، ولما يتقاضاه الفلاح ثمناً لإنتاجه ثانياً، حيث يتراوح سعر الثوم البلدي من أرض الفلاح بين 2000 – 4000 ليرة، وفق درجة جفافه، والثوم البذرة الصينية بين 4000 – 10000 ليرة أيضاً وفق درجة الجفاف، ليكون الفرق بين الأرض والسوق يتجاوز الضعف في الكثير من الأحيان.
ارتفاع سعر الثوم المفاجئ جاء مباشرة بعد قرار السماح بتصدير 5 آلاف طن، وذلك إثر خسائر الفلاحين في بداية الموسم، حيث كان يباع الكيلو من أرضه بـ200-500 ليرة فقط، إلا أن اللافت بهذا الارتفاع، والذي وصل حد الـ15 ألف ليرة، أنه بدأ قبل تصدير أية كمية، وحتى قبل بدء التخزين والتوضيب، مما جعل الكثيرين يحمّلون المسؤولية لـ”سماسرة” السوق الذين استغلوا الفرصة لتحقيق أكبر مكاسب على أكتاف الفلاح والمستهلك.
مفارقة أخرى في الأسعار تتمثل بأن سعر كغ الثوم المقشر في سوق الهال 10 آلاف ليرة، أي أنه أرخص من الثوم بقشره، فوفق هذا المؤشر يجب أن يكون السعر الفعلي للثوم بسوق الهال بحدود 3000 ليرة!
رئيس مكتب التسويق والتصنيع في اتحاد الفلاحين أحمد الخلف أوضح أن الثوم بيعَ العام الماضي على الأرصفة بربع التكلفة، فكان التوجه للمطالبة بفتح باب التصدير لكمية 5000 طن لإحداث توازن سعري بالسوق، وضمان حقوق الفلاح واستمراره بزراعة هذا الصنف، إلا أن الأمر انعكس خلخلة على السوق، ورفع كبير بالأسعار من قبل التجار دون مبرر منطقي، خاصة وأن التصدير لم يبدأ بعد.
وبيّن الخلف أن الفلاح يبيع الثوم بـ 2500 – 3000 ليرة بأرضه، لذلك فرق السعر كله لعبة تجار فقط، فيما يقتصر دور الاتحاد على دراسة التكاليف، أما الأسعار فهي تخضع للعرض والطلب، مشيراً إلى تدخل السورية للتجارة التي تسوقت بعض الإنتاج، وطرحته بصالاتها بسعر 2700 ليرة تقريباً.
عضو لجنة تجار سوق الهال رفيق محمح بيّن أن سعر الكيلوغرام الجاف حالياً بسوق الهال يتراوح بين 4000 – 7000 ليرة، فلم يعد يطرح الثوم الأخضر بكثرة وأصبحت معظم الكميات من النوع الجاف، مؤكداً أن الكميات التي ترد إلى سوق الهال يومياً كبيرة وجيدة –دون أن يقدم رقماً محدداً- حيث يتم البيع بالأمانة للفلاحين، وإن لم يعجب الفلاح بالسعر المقدم له لا يبيع، ويقوم بتخزين الثوم بأرضه، مضيفاً أن المواطن والإعلام يعتبران أن التاجر “ياكل الرزقة” لكن الفلاح اليوم أصبح تاجراً كبيراً بدوره ويعرف مصلحته، ولا يبيع بسعر لا يعجبه!
وفيما أكد محمح أنه لم يتم البدء بالتصدير بعد، إلا أنه اعتبر الأسعار المطروحة حالياً منطقية قياساً للتكاليف ولا تعتبر مرتفعة، مضيفاً أن الفرق بين سوق الهال وبائعي المفرق ونصف الجملة، يعود ليباس الثوم بعد شرائه وخسارته من وزنه، فيتم التحميل للسعر مقابل فرق الوزن، وبذلك فإن طرح سعر الثوم نخب أول في محال المفرق بـ 12 ألف ليرة يعتبر مقبولاً جداً.
وأوضح محمح أن التخزين بهدف التصدير لم يبدأ بعد ولا يزال بحدوده الدنيا، لذلك لا يمكن الربط حالياً بين التخزين والأسعار، ويتطلب الأمر حوالي 10-15 يوم ليبدأ التنشيف والتوضيب والتبريد بهدف التصدير _ إن طلبت الدول المجاورة ذلك _ فالعام الماضي لم نصدّر، وكل من خزن الثوم خرج خاسراً، لأن الدول المجاورة كان لديها كفايتها ولم تطلب أية كميات إضافية.