مارد صفقات الانتقالات ريال مدريد يعود إلى الميركاتو بعد تسيده أغلى الأندية في العالم
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
وجّه عملاق التعاقدات نادي ريال مدريد الإسباني، رسالةً قوية لكل الأندية الأوروبية بإعلان عودته إلى سباق التعاقدات مع نجوم المستديرة بعد عزوفٍ عن الصفقات الكبيرة لأكثر من سنتين، والسبب طبعاً هو قلّة الغلّة الموسمية من الألقاب، حيث خرج هذا العام بلقب وحيد هو كأس إسبانيا، وما أشعل المطالبات بالتعاقدات الجديدة هو خروج النادي الملكي من مسابقته المفضلة دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي الإنكليزي برباعية نظيفة، وطبعاً الخسارة ليست السبب الرئيس لقيام رئيس النادي فلورينتينو بيريز بهذه الخطوة المنتظرة، فهو عانى منها قبلاً دون أن يتحرك لكن ارتفاع معدل أعمار بعض اللاعبين من جهة، وحاجته إلى دعم في مراكز متعددة من جهة أخرى، وعدم القدرة على “الترقيع” بصفقات صغيرة هنا وهناك، أجبره على دخول سوق الانتقالات الصيفية بعيونٍ حمراء.
وأوّل الأسماء التي جرى الإعلان عن رحيلها كان ورقة زيدان الرابحة الإسباني ماركو أسينسيو بعد نهاية عقده في سانتياغو برنابيو، لينضم له المهاجم ماريانو دياز، الذي نجح في البقاء ضمن صفوف النادي حتى انتهاء عقده هذا الصيف رغم كل محاولات التخلص منه في آخر عامين، بعدها فجر النادي مفاجأة بإعلانه رسمياً إنهاء مسيرة البلجيكي إيدين هازارد معه، على الرغم من تبقي عام آخر في عقده مع الميرينغي، ليأتي الدور على اللاعب المحبب الفرنسي كريم بنزيما بعد مسيرة دامت 14 عاماً.
ولكن رغبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كانت التخلي عن لاعبين فقط من هذه القائمة هما هازارد ودياز وإضافة كل من ألفارو أودريوزولا وخيسوس فاييخو، فالريال استثمر 174.5 مليون يورو مقابل التعاقد مع هذا الرباعي، كما أن النادي الإسباني يتحمل رواتب تقترب من 50 مليون يورو في الموسم الواحد بشكل مجمع لنفس الرباعي ما يضع المزيد من الأعباء الاقتصادية بيريز.
وتعدّ خطوة فلورنتينو هذه بمثابة ثورة بعد الفشل في التعاقد مع الفرنسي كيليان مبابي الصيف الماضي، ومع رغبة الملكي في تكوين فريق قوي لإعادة الليغا إلى الواجهة، فإنه سيحاول جاهداً تحسين صورته بانتداب أسماء قوية في فترة الانتقالات الصيفية، وإلا فإنه لن يكون هناك أي معنى لرحيل كل هؤلاء اللاعبين دفعة واحدة، وطبعا ًتناقلت الصحافة العالمية أسماء العديد من النجوم لانتدابهم.
لكن ما يشغل بال الجمهور أكثر هو المهاجم البديل لبنزيما، وأكثر الأسماء ترشيحا ًوالذي يعد على رأس أولويات المدرب الإيطالي هو لاعب تشيلسي الألماني كاي هافرتز الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، وسرت إشاعات تفيد بنية النادي اللندني التخلي عن مهاجمها مقابل مبلغ كبير من المال، وكان الدولي الألماني انتقل إلى البلوز في أيلول 2020 بعقد يمتد 5 سنوات وبصفقة وصلت قيمتها إلى 60 مليون يورو، وسجل هافرتز هدف الفوز للفريق اللندني في مرمى مانشستر سيتي بنهائي دوري أبطال أوروبا، وطبعاً القائمة تكبر يوماً بعد يوم لتشمل هاري كين وجود بيلينغهام وخوسيلو.
لكن هناك جانب آخر من قصة تعاقدات النادي الملكي جعل من بيريز أبرز رؤساء الأندية الأوروبية، حيث أصبح الريال النادي أغلى نادٍ في العالم وفقاً لمجلة فوربس الأمريكية التي تعنى بإحصائيات الثراء والأرباح في مختلف المجالات، ويبلغ متوسط ثروة أفضل عشرين نادي في العالم 2.89 مليار دولار بزيادة 14% عن العام الماضي حيث كانت القيمة وقتها تبلغ 2.53 مليار دولار.
ولم تكن الزيادة في القيم مدفوعة بالإيرادات التي زادت بنسبة 2.5٪ فقط، بمتوسط 496 مليون دولار لكل نادٍ، بل الزيادة تعود بالأساس إلى قيمة المؤسسة مقسومة على الإيرادات التي يدفعها المشترون للأندية، فمتوسط مضاعف المؤسسة لأغلى 20 نادياً هذا العام هو 5.9 مقارنة بـ 4.8 مليار قبل عام.
أما طريقة الحساب فتعتمد على أرقام الإيرادات والتشغيل المدرجة للأندية الأوروبية للموسم الماضي محولة إلى الدولار الأمريكي بناءً على متوسط أسعار الصرف خلال ذلك الموسم (1 يورو = 1.128 دولار، 1 جنيه إسترليني = 1.33 دولار، 1 جنيه إسترليني = 1.18 يورو)، وتعكس أرقام الإيرادات عائدات فريق كرة القدم من البث والأحداث التجارية، وأحداث يوم المباراة.
وقيم الفريق هي قيم المؤسسة (حقوق الملكية بالإضافة إلى صافي الديون) وتشمل اقتصاديات ملعب الفريق، فالدخل التشغيلي هو الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وتداول اللاعبين والتخلص من تسجيلات اللاعبين، والدين عبارة عن قروض بفائدة تستحق خلال أكثر من عام (بما في ذلك ديون الملاعب)، وتشمل المصادر التقارير والوثائق السنوية للفرق، والمديرين التنفيذيين والمستثمرين، وتقارير وكالة التصنيف الائتماني.
وبحسب مجلة فوربس فإن مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي يحتلّ المرتبة الثانية في القائمة، يمكن بيعه قريباً بحوالي 6 مليارات دولار، أي 7.7 ضعف الإيرادات، ومن المرجح أن يجمع باريس سان جيرمان الأموال قريباً من بيع حصص أقلية من شأنها أن تقدر قيمة الفريق بأكثر من 4 مليارات دولار أي حوالي 5.7 أضعاف الإيرادات، فلماذا هذه التقييمات العالية؟
يصرف الشياطين الحمر مبالغ خيالية من النقود ليولد 108 ملايين دولار من الدخل التشغيلي- الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك- لكن في كثير من الحالات يشتري المستثمرون العلامات التجارية أكثر من الأرباح، وحقيقةً ناديان فقط تبلغ قيمتهما الآن 6 مليارات دولار على الأقل، الأول الريال الذي زاد دخله 19٪ عن العام الماضي، حيث وصل الفريق الإسباني إلى 5 من آخر 9 مباريات نهائية بدوري أبطال أوروبا، وفاز بها جميعاً، وحصل ريال مدريد أيضاً على ما يقرب من 400 مليون دولار من شركة سيكس سترييت اند ليجيندس كجزء من صفقة مدتها 20 عاماً، لزيادة الإيرادات من ملعب سانتياغو برنابيو، الذي يخضع لعملية تجديد ضخمة من المتوقع أن تكتمل العام المقبل.
وارتفعت قيمة مانشستر يونايتد الثاني في القائمة بنسبة 30٪ عن العام الماضي، لتصل إلى 6 مليارات دولار، حيث النادي معروض للبيع ويتنافس على شرائه رجل الأعمال البريطاني السير جيم راتكليف، ورجل أعمال قطري، ودفع مالكو النادي الحاليون، عائلة غلازير 1.5 مليار دولار لشراء نادي الشياطين الحمر في عام 2005، ويمكن أن يحصلوا على 4 أضعاف التقدير إذا تم التوصل إلى صفقة.