ثقافةصحيفة البعث

دولينو: لا أعرف تجريديين معاصرين في سورية لكن أعرف تاريخها الفنّي

نجوى صليبه 

لا يعرف الفنّان البرازيلي لويس دولينو فنّانين تشكيليين سوريين معاصرين تحديداً في الفنّ التّجريدي، لكنّه ووفق ما صّرح لنا يعرف تاريخ سورية وإرثها الفنّي، مضيفاً: “هذا يتطابق مع الفنّ التّجريدي في سورية”، ولأنّ الفنّان التّشكيلي السّوري لا يعرف الفنّ البرازيلي أيضاً، كان المعرض الفردي “نور” لدولينو في المتحف الوطني بدمشق، حيث ضمّنت قاعة الذّهب بعضاً من تجربته التّجريدية التي تحاكي ما بعد الحرب. يقول: “من الطّبيعي أن نحكي عن الحرب ونوثّقها، لكن في الإنسانية هناك أفكار أخرى هي التي أردتها أي أفكار تتحدّث عمّا بعد الحرب”.

تجربة مميزة لفنّان مميّز، تقول الدّكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثّقافة: معرض فنّ تجريدي راقٍ لفنّان غير عادي، فاسمه يدرج ضمن قائمة أفضل مائة فنّان في العالم تتجدّد سنوياً، واسمه موجود فيها دائماً، ونحن سعداء بوجوده اليوم، وحريصون على ذلك، أوّلاً من أجل توطيد أواصر التّعاون مع الشّعب البرازيلي الصّديق والعزيز والتّبادل الثّقافي بيننا من أجل زيادة التّعارف وتمتين العلاقات، وثانياً من أجل أن يطّلع طلّاب وعشّاق الفنّ التّشكيلي والفنّانون عن قرب على أعمال “دولينو” المميزة جدّاً وهي أعمال تخرج بنا عن المألوف، ربّما المشاهد العادي ليس معتاداً عليه أو يبحث عن الموضوع، وهنا لا يوجد موضوع.

ويختصر سفير جمهورية البرازيل الاتّحادية في دمشق أندريه سانتوس هذه التّجربة بالقول: لقد تمكّن دولينو من تحفيز جمهوره للوصول إلى رؤية أكثر دقّة للحداثة البرازيلية، وكسر الصّور النّمطية وتقديم البدائل التي يكون فيها التّشدّد الجمالي أمراً إلزامياً.

وفي تفاصيل اللوحات، لوناً وخطاً ومساحةً، يتحدّث وسيم عبد الحميد مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثّقافة: لا يمكن أن نكوّن فكرةً عن الفنّ التّجريدي في البرازيل من خلال معرض واحد، فهذا بحاجة إلى استمرارية تعطي شرحاً لهذه المدرسة المهمة، أمّا المعرض فمهمّ جدّاً، ويعبّر عن أسلوب تجريدي تغيب عنه المنحنيات، إذ يعتمد الخطوط المستقيمة المتقطعة حيناً والمستمرة حيناً آخر، معطياً بذلك مناطق ظلّ ونور جميلة جدّاً، ومساحة حريّة جميلة أيضاً، وهو معرض مفيد للطّلاب، لذلك أدعو كلّ طلّاب كليّة الفنون الجميلة والمراكز أن يشاهدوه، مضيفاً: هذا الحوار الفنّي والثّقافي مهمّ جدّاً للحركة الفنّية التّشكيلية السّورية، وعدنا لفتح هذه الخطوط ونحاول أن يخرج الفنّان السّوري بتجربته إلى العالم ويعيد ألقه ويسطع من جديد، فالفنّ لا حدود له وهو مفتاح كلّ الدّول ونقطة حوار مهمّة لكلّ الشّعوب ولا يحتاج إلى تاريخ مشترك، فالشّعوب قادرة على التّحاور من خلاله، عن طريق الفن، أي هو لغة حوار عالمية ومهمّة جداً.