النوادي الصيفية للأطفال.. أسعارها تبدأ من 100 ألف ليرة وتصل إلى الـ 400 ألف شهرياً!
دمشق – ميس خليل
مع بداية فصل الصيف والعطلة المدرسية تبدأ معاناة أغلب الأهالي مع أبنائهم الذين يتطلعون لقضاء عطلتهم دون ملل، وضمن برنامج ترفيهي يلبي آمالهم ويحقق لهم المتعة، وهذا ما يجعل الأهل يبدؤون رحلة البحث عن النوادي الصيفية التي تنظم برامج ترفيهية وتزوّدهم بالمهارات المفيدة لتمكين أطفالهم من قضاء عطلتهم بشكل آمن وسليم.
وكالعادة تفرضُ الأوضاع الاقتصادية الصعبة حضورها، حيث يشتكي الكثير من الأهالي من ارتفاع أقساط هذه المراكز والنوادي التي تبداً من 100 ألف ليرة وتصل إلى 400 ألف شهرياً للطفل الواحد، عدا أجور النقل، مما اضطر الكثير منهم للإحجام عن التسجيل في تلك النوادي التي تتفاوت أجورها بين الأندية الصيفية التابعة لوزارة التربية، والأندية الصيفية الخاصة التي وصلت الأجور فيها إلى أسعار جنونية، بحيث تسجل بعض النوادي الأطفال بقسط شهري، أما البعض الآخر فيدفع الأهل الرسوم ككتلة واحدة بغضّ النظر عن المدة التي يحضر فيها الطفل.
أم عمار “موظفة” وأم لثلاثة أطفال أكدت أنها مجبرة على تسجيل أطفالها في المراكز الصيفية، نظراً لدوامها الطويل خشية بقاء أطفالها في المنزل وحدهم وتعرضهم للخطر، الأمر الذي يشكل عبئاً مالياً إضافياً على أسرتها، مشيرة إلى أن راتبها يعادل قسط الشهر الواحد في النادي الصيفي.
بدوره غسان شغري مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية ذكر لـ”البعث” أن وزارة التربية لديها نوادٍ صيفية وأسعارها مقارنة بالنوادي الخاصة زهيدة جداً وهناك نوادٍ مجانية، مشيراً إلى أن الوزارة تقوم بالتعاون والتنسيق مع منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة والمنظمات الدولية والجمعيات المحلية بتنفيذ الأندية الصيفية المدرسية في بعض المحافظات ومنها (دمشق، ريف دمشق، درعا، السويداء، حمص، حماة، حلب، اللاذقية، دير الزور، الحسكة) والتي تتضمن دورات تقوية تعليمية وأنشطة ترفيهية للأطفال المشاركين مجاناً، تقدم الفائدة والمعرفة للتلاميذ والطلاب وتزيد من ثقتهم وتشجعهم على رفع تحصيلهم العلمي وتنمية قدراتهم ومواهبهم، كما أن للأندية دوراً بارزاً ومهماً في صقل المواهب وتطويرها وإكساب الطلاب مهارات جديدة من الناحية الاجتماعية من حيث الاختلاط مع أقرانهم واكتساب صفات سلوكية جديدة وتنميتها وتعزيزها.
كما تتضمن الأندية الصيفية -حسب شغري- دورات تقوية مكثفة “مجانية” للمواد الأساسية للتلاميذ والطلاب المشاركين، إضافة إلى برامج حماية الطفل (برامج دعم نفسي اجتماعي) للأطفال واليافعين، وإقامة أنشطة ترفيهية وثقافية بالتعاون مع العديد من الجمعيات الأهلية المحلية في بعض المحافظات، مع إقامة أنشطة خارجية ورحلات ترفيهية وعلمية بإشراف مشرفين من المدارس المعنية نفسها، كما تتضمن هذه الأنشطة إعادة تدوير المواد والمخلفات البيئية واستخدامها في أعمال يدوية مثل علب البلاستيك والأعواد الخشبية، مشيراً إلى أن هذه النوادي عملت على تعويض الفاقد التعليمي، ولاسيما في ظل تبني وزارة التربية المسارات التعليمية المرنة لتعويض الفاقد التعليمي للأطفال خارج المدرسة (متسربين، منقطعين، عدم التحاق) لأسباب متعدّدة.