صحيفة البعثمحافظات

الغلاء جعل مستلزمات العيد خارج حسابات أغلب الأسر

محافظات – البعث 
رغم الظروف المعيشية الصعبة والمرهقة للأسر، يحرض المواطن على أن يعيش فرحة العيد بكل طقوسها، فقد تأقلم مع الأزمة الخانقة وتعايش معها، ولاسيما أنها تلازمه منذ سنوات، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها، فالضائقة المالية وغلاء الأسعار جعلا مستلزمات العيد خارج حسابات أغلب الأسر من ذوي الدخل المحدود. ليقتصر العيد على أمور أساسية فقط في ظل ما تشهده الأسواق من ارتفاعات جنونية.
حركة بلا بركة
ففي  جولة لـ”البعث” على أسواق دمشق وريفها (علي حسون)، تحدّث المواطنون عن معاناتهم وصعوبة تغطية نفقات العيد ولو بأضعف الإيمان كما يقال، لافتين إلى غلاء الملابس وخاصة ملابس الأطفال ما يجعل ربّ الأسرة عاجزاً عن “كسوة أبنائه”، في وقت يعتبر فيه بعض أصحاب المحال التجارية أن الحركة ضعيفة نظراً لانخفاض القدرة الشرائية، ولاسيما أن الأيام التي سبقت العيد لم تكن كما يجب، فهناك حركة ولكن من “دون بركة”، مشيرين إلى أن الأسواق تكتظ بأناسٍ أغلبهم يأتي للفرجة ليس إلا!.
ويعتبر مواطنون أن الغلاء الفاحش أجبرهم على ترشيد الاستهلاك وشدّ الأحزمة لتبقى ضمن إطار الطقوس الخاصة بالأعياد، ولاسيما أنهم اكتفوا بالاحتياجات الأساسية والقليلة من مستلزمات العيد في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد، ومنها الحلويات والمواد الداخلة في صناعاتها، من سمون وزيوت وسكر، كما أن أسعار الألبسة باتت خارج قدرة المستهلكين، وسجّلت أسعاراً قياسية جديدة قبيل العيد، في وقت تؤكد فيه مديريتا التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق وريفها على ضبط الأسواق من خلال دوريات الرقابة الموجودة على مدار الساعة وتنظيم الضبوط بحق المخالفين  وإغلاق المحال المخالفة وضبط مواد فاسدة.
تذمّر واستياء..
 
وفي القنيطرة (محمد غالب حسين)، لم يخفِ المواطنون تذمّرهم واستياءهم من تحليق أسعار الألبسة التي باتت خيالية وخاصة بعد أن تراوح سعر مبيع البنطال بين /60/ ألفاً للنوعية الوسط إلى /150/ ألف ليرة، بينما وصل سعر مبيع القميص إلى حدود /80/ ألف ليرة، أما سعر الحذاء فقد تجاوز سعره المئة ألف ليرة طبعاً حسب النوع.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس حمدي العلي بيّن أنه تمّ بيوم واحد تنظيم عشرين ضبطاً تموينياً، وتقديمها للقضاء أصولاً، داعياً المواطنين إلى التعاون مع المديرية التي تشكو من نقص المراقبين التموينيين، وإبلاغها هاتفياً عن كل مخالفة.
يُشار إلى  أن المديرية نظّمت خلال هذا العام حتى تاريخه 395 ضبطاً تموينياً، تضمّنت مخالفات المخابز ومعتمدي الخبز ومحطات الوقود والمحال التجارية والبقاليات والسرافيس، وتمّ سحب 62 عينة لفحصها.
المستلزمات الضرورية
 وفي حماة (حسان المحمد)، بيّن مواطنون أن زيارتهم للسوق اقتصرت على شراء مستلزمات العيد الضرورية كالحلويات والفواكه والخضار، بينما اعتبر آخرون أنهم اعتمدوا على الحوالات المالية من أقربائهم المغتربين، لكي يقوموا بشراء بعض مستلزمات العيد من ألبسة وحلويات.
ولم يخفِ العديد من الموظفين أنه لا عيدَ لهم في ظل تدني الأجور وغلاء الأسعار.
وشهدت أسواق اللحوم ارتفاعاً كبيراً في الأسعار ولاسيما أسعار الأضاحي ما أضعف حركة البيع في سوق الغنم حسب تأكيدات المربين، علماً أن سعر الأضحية “خاروف” وصل إلى مليونين ونصف المليون.
عجقة بلا كيس 
وفي السويداء (رفعت الديك).. “عجقة كثير بس ما في حدا بيدو كيس”، بهذه العبارة اختصر أحد الباعة مشهد الأسواق في المدينة، فرغم ما تشهده من اكتظاظ بالأهالي وتنوّع ووفرة بالمعروضات من مواد غذائية وحلويات تزامناً مع قدوم عيد الأضحى المبارك، إلا أن حركة الشراء بقيت بحدودها الدنيا، فالأسواق تشهد حركة نشطة من حيث الشكل وخجولة من ناحية التسوّق، حيث تعج الأسواق بالمواطنين، إلا أن الحراك الشرائي ضعيف جداً في ظل الأسعار المرتفعة، الأمر الذي دفع المواطنين إلى التوجه نحو البسطات لشراء حاجات العيد.
وأكّد مواطنون التقتهم “البعث” أن الأسعار مُلتهبة وكاوية للجيوب وحارقةٌ للقلوب. ولم يعُد أحد من أسر المحافظة، وخاصة ذوي الدخل المحدود، أو أصحاب المهن الحرة، له الجرأة على اقتحام محال بيع الألبسة بأنواعها كافة.. كيف وأسرة من أربعة أشخاص باتت تحتاج إلى ميزانية مالية وسطية تفوق المليون ليرة لتأمين كامل احتياجات العيد، مشيرين إلى أن الأسر اكتفت بشراء الأساسيات والضروريات واقتصرت عمليات التسوّق على البحث عن أقل الأسعار وأدناها لجميع المواد من الغذائية والحلويات وصولاً إلى الألبسة.
وتساءل المواطنون: كيف لرب أسرة مؤلفة من أربعة أفراد، وهو موظف راتبه ١٢٥ ألف ليرة، أن يشتري حاجات العيد؟ علماً أن سعر البنطال بالأسواق الشعبية وصل إلى 60 ألف ليرة والقميص 70 ألفاً والحذاء 50 ألفاً، ناهيك عن الحلويات التي يصل المتواضع منها إلى ٣٠ ألفاً.
ألبسة العيد الماضي 
وفي الحسكة (إسماعيل مطر)، أكّد عدد من المواطنين أن هناك ارتفاعاً حاداً في أسعار الألبسة، ولاسيما “الولادية” منها، لافتين إلى توجّههم إلى محال ألبسة البالة، لأن القطعة التي سعرها 70 ألف ليرة سورية في أسواق الألبسة الجاهزة سعرها بألبسة البالة بين العشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف ليرة، في حين كشف مواطنون آخرون عن اعتمادهم كلياً على ما تم شراؤه من ألبسة العيد الفائت (عيد الفطر) مع الاكتفاء بشراء كميات قليلة من الحلويات والسكاكر.
على الميسورين
وفي طرطوس (وائل علي – دارين حسن)، سجّلت الأسواق أسعاراً يمكن وصفها بالمبالغ فيها رغم وفرة الإنتاج وتكدّس البضائع وإحجام الزبائن والمستهلكين. وبينما هبط كغ البندورة إلى ألف ليرة وكيلوغرام البطاطا إلى 2500 ليرة، والكوسا 3 آلاف ليرة، سجّلت البامياء ما بين 8 – 10 آلاف ليرة واللوبياء البلدية 5 آلاف ليرة والفاصولياء 8 آلاف والخيار قفز إلى 3500 ليرة والبصل اليابس إلى 4 آلاف ليرة والفريك ألفي ليرة، والجبس 1100 ليرة والبطيخ الأصفر 3 آلاف ليرة والذرة الصفراء 4500 – 6 آلاف ليرة.. إلخ.
أما اللحوم الحمراء فبيع كغ المسوفة بـ80 – 90 ألفاً والفروج المنظّف بـ28 ألفاً والأفخاذ بـ24 ألفاً والسفن بـ32 ألف ليرة، أما الأسماك فسجّلت أرقاماً خرافية وتجاوز سعر كغ بعض الأنواع كالرملي والفريدي والسلطان إبراهيم والقجاج المئة ألف ليرة فهربت الزبائن باتجاه الأسماك الشعبية كالبلاميدا التي بيعت بـ20-25 ألف ليرة للكغ والغبص بـ20 ألف ليرة، أما الألبسة فقد اقتصرت حركتها على الميسورين حصراً حتى أسواق البالة شهدت تراجعاً واضحاً في حركة المتسوّقين الذين كانت لفترة سابقة ملاذ الأغلبية..
وفي سياق متصل، أعلنت المؤسسات الخدمية بطرطوس جاهزيتها التامة خلال أيام عطلة عيد الأضحى المبارك، إذ تستمر بتقديم جميع الخدمات للمواطنين، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتلبية الاحتياجات بشكل كامل.
مدير صحة طرطوس، الدكتور أحمد عمار، أشار إلى أن المديرية بمراكزها الصحية ومشافيها ومنظومتها الإسعافية جاهزة لتقديم جميع الخدمات التي يحتاج إليها المواطن على مدار الساعة ومجاناً، وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، حيث تتوزّع المراكز الصحية المناوبة في المحافظة خلال أيام عطلة عيد الأضحى.
من جهته بيّن مدير فرع الشركة العامة للمخابز رامز سليمان أن الشركة وعمالها بأتم الجاهزية خلال عطلة العيد، مع توافر المواد إذ لا يوجد أي نقص أو اختناق، علماً أنه يتم تزويد المخابز بحوالي ٢٠٠ طن من الطحين يومياً.
ولأن طرطوس تتوقّع قدوم سائحين داخليين بأعداد كبيرة يكثّف مجلس المدينة أعماله الخدمية. وأشار رئيس المجلس القاضي محمد زين إلى تكثيف الجهود من خلال  أعمال النظافة طوال فترة العيد، بينما أشار رئيس دائرة الحدائق المهندس علي محمود إلى تجهيز ألعاب الأطفال من خلال الصيانة والنظافة، مع  تركيب أجهزة إنارة بالطاقة البديلة في الحدائق الصغيرة كحديقة المرور والحدائق الكبيرة كحديقة الباسل و٦ تشرين، موضحاً أن ورشات الدائرة مستنقرة خلال العطلة سواء لأعمال الصيانة أم نظافة الحدائق البالغ عددها على مستوى المدينة ٤٥ حديقة مفتوحة صغيرة موزعة ضمن الحارات والأحياء، وأربع حدائق كبيرة وهي حديقة الباسل و٦ تشرين والطلائع والكورنيش البحري.
من جهته، أكّد مدير الصيانة والاستثمار بمؤسسة المياه المهندس عماد ديوب، استنفار ورش وآليات المؤسسة وبشكل دائم، علماً أن وضع المياه مرتبط بالطاقة وبالتالي يتحسّن ضخّ المياه عند تحسّن وتوفر الطاقة.
قائد فوج إطفاء طرطوس العقيد سمير شما أشار إلى تنبيه العناصر خلال أيام العيد بعدم مغادرة موقع العمل إلا بعد التنسيق مع قيادة الفوج، مؤكداً الجاهزية الكاملة وخاصة عمليات الإنقاذ البحري من خلال مركزين مزودين بالغطاسين والعتاد اللازم.
متابعة الأسواق
وفي اللاذقية (مروان حويجة)، اتخذت المؤسسات الصحية والتموينية إجراءاتها لمتابعة حركة الأسواق خلال أيام العيد، إذ بيّنت مديرة فرع المؤسسة السورية للتجارة رنا جلّول أنّ الصالات تقدّم تشكيلة واسعة من السلع والمنتجات الغذائية والمنزلية والمنظفات والخضار والفواكه، بأسعار مناسبة.
من جهته رئيس دائرة الشؤون الصحية في مجلس المدينة المهندس كنان سعيد، أكّد أن الإجراءات المتخذة توزعت على عدة محاور وقطاعات منها الجاهزية الصحيّة والفنيّة والخدمية في المسلخ البلدي لأجل ذبح الأضاحي بالشروط الصحية المحدّدة، وتنظيم عملية ذبح الأضاحي ضمن المسلخ حصراً، وإعفاء أصحاب الأضاحي من الأجور، كما طلب المجلس من اللحامين الالتزام بعدم الذبح ضمن الحدود الإدارية للمدينة تحت طائلة المسؤولية في حال المخالفة. وذكر مدير مجمّع أفاميا الاستهلاكي علي السنكري أنّ الإقبال على التسوّق في المجمّع ازداد خلال اليومين الماضيين بعد أنّ تمّ تزويد المجمّع بتشكيلة واسعة من جميع السلع والمواد بما في ذلك الألبان والأجبان بفارق سعر يقلّ حتى ١٥% عن السوق وقد سجّلت المؤشرات التسويقية حركة مبيعات مضاعفة عن الأيام الماضية.