عقوبات واشنطن “إسرائيل” استثناءً
تقرير إخباري
شكّلت سياسة الإفلات من العقاب وسيلة لكيان الاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين من عمليات قتل واعتقال، بالإضافة إلى التوسيع المستمرّ للمستوطنات غير الشرعية على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما ينجم عن ذلك من تهجير السكان وتشريدهم.
وما كان لكيان الاحتلال القدرة على القيام بهذه الممارسات الإجرامية لولا الدعم غير المحدود المقدّم من الولايات المتحدة الأمريكية في المحافل الدولية كمجلس الأمن الدولي وغيره، بالتوازي مع الدعم العسكري والحماية المباشرة.
وتساءلت مجلة “counterpunch” الأميركية في مقال للكاتب م. رضا بهنام، عن أسباب استبعاد كيان الاحتلال الدائم من لائحة العقوبات الأميركية، على الرغم من انتهاكاته واعتداءاته المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تفرض واشنطن عقوباتٍ على 25 دولة مدرجة الآن على قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية.
وأشارت المجلة إلى أن واشنطن استطاعت أن تمارس الابتزاز وأن تمسك بهراوة العقوبات بسبب أنّ معظم تبادلات التجارة العالمية تتم بالدولار، ما يسمح بتعزيز أهداف وأجندات السياسات الخارجية الأميركية، واستخدامها كسلاح ضد ما تعدّه واشنطن حكوماتٍ معادية، لمجرد أنها مستعدّة لتحدّي الهيمنة الأميركية، مثل إيران وكوبا وسورية وكوريا الديمقراطية وفنزويلا وروسيا، التي تجد نفسها دائماً تحت هذه العقوبات الجائرة.
واستنكر كاتب المقال استبعاد كيان الاحتلال عن لائحة العقوبات الأميركية، على الرغم من كونه يقوم على أساس نظام فصل عنصري راسخ، كان ولا يزال يغزو ويستولي على الأراضي ذات السيادة لدول أخرى بالقوة العسكرية ويستمر في احتلالها بشكل غير قانوني، ويرفض دفع تعويضات للأشخاص الذين صودرت أرضهم وتضرّرت مصالحهم بالكامل، ويمارس العقاب الجماعي على الفلسطينيين، ويقوم بتنفيذ هجمات جوية بشكل روتيني ضد دول ذات سيادة، ويتحدّى قرارات الأمم المتحدة بشكل متكرّر، و لديه أسلحة دمار شامل، ويرفض التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ويرسل قتلة إلى بلدان أخرى لقتل خصومه السياسيين، ويطلق العنان للهجمات الإلكترونية، ويبيع برامج التجسّس والأسلحة للأنظمة الاستبدادية، ويرفض محاكمة جنوده الذين يقتلون المدنيين الفلسطينيين، وأي مساند لقضيتهم المحقة حتى لو كان أميركياً.
وعادت المجلة إلى التذكير بحوادث وممارسات “إسرائيلية” استهدفت الولايات المتحدة نفسها من تجسّس وسرقة وثائق كقضية جوناثان بولارد المجند الأميركي والجاسوس الإسرائيلي، أو كعمليات القتل التي استهدفت مواطنين أميركيين، مثل راشيل كوري وشيرين أبو عاقلة، كما أشارت المجلة إلى هجوم “إسرائيل” في عام 1967 على سفينة عسكرية أميركية “يو إس إس ليبرتي”، الذي أدّى إلى مقتل 34 فرداً من طاقمها، كشهادة على المدى الكبير الذي تذهب إليه واشنطن لحماية “إسرائيل”.
وخلص كاتب المقال، إلى أن العقوبات الأميركية الظالمة، أعاقت على مدى عقود، التنمية الاقتصادية والسياسية عن دول المشرق العربي وغرب آسيا، في وقت تستثنى فيه “إسرائيل” من مجرد السؤال عن جرائمها اليومية بحق الفلسطينيين أولاً، وبحق غيرهم ثانياً، مشيرةً إلى أن غياب العدالة يؤدّي حتماً إلى الصراع والحرب، وعليه لا ينبغي بعد الآن حماية “إسرائيل”.
إبراهيم ياسين مرهج