ظاهرة الشغب تطل برأسها مجدداً في صالات كرة السلة.. والاتحاد يتجه نحو الحل الأسهل!
البعث الأسبوعية -عماد درويش
تنطلق اعتباراً من اليوم سلسلة مباريات الدور النهائي لدوري سلة الرجال حيث يتنافس أهلي حلب والوحدة على لقب الدوري، حيث يلتقيان في خمس مباريات والفائز في ثلاث منها سيتوّج بطلاً للدوري، وبعيداً عن الجوانب الفنية فلم يكن أحد يتوقع أن تشهد مباريات دور الأربعة “الفاينال” من الدوري أحداثاً مؤسفة خاصة من قلة من الجماهير التي أساءت لقدسية الرياضة كونها أخلاق وتربية.
حيث شهدت المباريات هتافات مسيئة سيما في المباريات الفاصلة بين جماهير الوحدة خلال لقاء النواعير وكذلك لقاء أهلي حلب مع الجيش، فقد حصل ملاسنة وتبادل للشتائم بين جماهير الناديين وبعض اللاعبين، ما دفع اتحاد اللعبة لفرض عقوبات على الأندية واللاعبين، وكانت العقوبة الأقسى بحق نادي الوحدة، إذ فرض اتحاد كرة السلة عليه غرامة مالية (2.5) مليون ليرة بالإضافة إلى حرمانه من الجمهور في المباراة المقبلة له على أرضه، وهذا يعني أن الوحدة سيلعب المباراة الثالثة في سلسلة النهائي على أرضه بدمشق من دون جمهور.
القرار جاء صادماً لعشاق النادي البرتقالي، ومذكراً بمباراة الموسم الماضي بين الكرامة والوحدة والتي جرت من دون جمهور أيضاً، ما يجعل الكفة تصب بشكل كبير في مصلحة أهلي حلب بعد هذا القرار.
بعض محبي وعشاق نادي الجيش رأوا أن قرار اتحاد السلة فيه إجحاف بحق بقية الأندية خاصة وأن بعض جماهير نادي الأهلي أساءت بشكل لافت للاعبي الجيش خاصة محترفه التونسي عمر عبادة حيث قوبل في المباراة الأخيرة بسيل من الشتائم لم تعهدها صالات السلة السورية بحق لاعب أجنبي، حيث قام اتحاد اللعبة بتغريم الأهلي بمليون ليرة سورية فقط.
إداري كرة السلة في نادي الجيش العقيد علي عيسى أبدى لـ”البعث الأسبوعية” أسفه عما آلت إليه الأمور في لقاء فريقه مع أهلي حلب في الحمدانية، خاصة من قبل جماهير الأهلي التي تحاملت على لاعبي الجيش عامة وعلى اللاعب التونسي خاصة، الذي تعرض لسيل من الشتائم، ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل قامت ثلة برفع لافتات مسيئة، وعلى اتحاد اللعبة أن يتخذ القرار المناسب لردع هذا الأمر كي لا يتكرر في المستقبل.
تمييز غير مفهوم
الكثير من الكوادر اعتبروا أن عدم إصدار قرار عقوبة بحق جماهير الأهلي يعتبر غير منطقي، خاصة وأن هناك شواهد ودلائل على الإساءة من تلك الجماهير، سيّما وأن جماهير أهلي حلب توعدت اللاعب التونسي قبل المباراة الأخيرة بين الفريقين، رداً على إساءة اللاعب لجماهير الأهلي في مباراة الفيحاء، وعليه فإن اتحاد اللعبة أصدر تلك العقوبات على مبدأ “خيار وفقوس”.
المشكلة لم تقف عند حدود الملعب بل امتدت حتى وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت تسجيلات مصورة للجمهور وهو يهتف بعبارات مهينة لكلا الناديين وللاعبين، لا شك أن الحال التي وصلت إليها الأمور بسلتنا يتحمله اتحاد اللعبة الذي في كل مؤتمر سنوي يقوم بتعديل اللائحة الانضباطية ولائحة العقوبات، وأغلب تلك العقوبات مادية وهي لم تجدِ ولم تنفع مع الواقع المرير الذي تعيشه للعبة.
دون جمهور
رئيس اتحاد السلة ظهر في فيديو مسجل تم نشره على الصفحة الرسمية للاتحاد قال فيه: “مراقب مباراة الوحدة مع النواعير وجه تنبيها إلى قتيبة الرفاعي (عضو مجلس إدارة الوحدة)، وحين تم سب جماهير الفريق الخصم سجل الإنذار الأول، وفي الربع الرابع تم سب الحكام فسجل الإنذار الثاني، ومن خلال قوانين اتحاد كرة السلة يتم معاقبة النادي المضيف بإقامة مباراة بلا جمهور، وأنا لست سعيداً بذلك ولست طرفاً، وسأسعى بكل جهدي أن يكون الفاينال فور دون جمهور من الطرفين وهذا يتطلب موافقة نادي الأهلي”، وحسب الكثيرين يعتبر هذا القرار غير منطقي سيما وأن الناديين يمتلكان شريحة جماهيرية واسعة يعوّلان عليها في مثل هذه المباريات المصيرية.
هذه الأحداث التي رافقت مباريات الدوري يجب الابتعاد عنها قدر الإمكان خاصة وأن الاتحاد الدولي كرة السلة ينتظر أي هفوة ليسحب من سورية حق استضافة التصفيات الأولية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 لمنتخبات الرجال والمقررة شهر آب المقبل، فأي هفوة أو شغب خلال مباريات الدور النهائي للفاينال قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها خاصة وأن هنالك فرصة جيدة لسورية ولاتحاد السلة على وجه الخصوص لإثبات أننا قادرون على استضافة الأحداث الدولية الكبيرة والهامة.
فوز وخسارة
الجميع يتمنى أن يتم الابتعاد عن كل شيء يسيء للرياضة فبعض الجماهير لا تستطيع ضبط نفسها بسبب عاطفتها نحو فريقها، كما أن بعض الصفحات على السوشال ميديا تشحن الجماهير أثناء المباريات وقبلها وبعدها ما يعني ان هنالك خلل في كيفية معالجة ظاهرة الشغب.
فمن مصلحة السلة السورية أن نشاهد جماهير الأهلي والوحدة الذين وصلا للمباراة النهائية وهما يزينان صالتي الحمدانية في حلب والفيحاء بدمشق.