أخبارصحيفة البعث

مباحثات سورية عراقية حول قضايا المياه والزراعة

دمشق – سانا   

بحث وزيرا الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، والموارد المائية الدكتور تمام رعد خلال اجتماعين منفصلين مع وفد عراقي، سبل تعزيز التعاون لمواجهة شح المياه وتحدّيات المناخ وتداعياتها السلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بحضور مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد.

وأكّد مخلوف أهمية العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين والسعي الدائم لتطويرها، من خلال توقيع اتفاقيات التعاون في مجال حماية البيئة، إضافةً لتبادل الزيارات والخبرات وإمكانية الاستفادة من التجربة العراقية في مجال معالجة التلوّث النفطي والصناعي وتلوّث المياه.

ونوّه الوزير مخلوف بالدور الحيوي لمركز “أكساد” والاستفادة من الدراسات والأبحاث والمشروعات التي ينفذها، وصولاً لتحقيق الأمن المائي والغذائي والحد من التغيّرات المناخية.

وتحدّث الوزير رعد عن ضرورة زيادة مستوى التنسيق بين الجانبين لمواجهة شح واردات المياه، والتغيّرات المناخية التي أثرت بشكل واضح في الواقع المائي في البلدين، معتبراً أن التحدّيات تفرض بذل مزيد من الجهد والتعاون لإيجاد حلول لها، لأن الأمن المائي مرتبط بشكل وثيق بالأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي.

واستعرض رعد تجربة التبادل العلمي والفني بين البلدين وإنشاء مركز بحثي في العراق ليكون مقراً لتأهيل وتدريب الكوادر الفنية، لافتاً إلى ضرورة تعزيز وتوسيع نطاق هذه التجربة.

بدوره تحدّث رئيس الوفد العراقي المهندس علاء الدين طاهر نجم المستشار الفني لوزير الموارد المائية في العراق، عن الواقع المائي السيئ الذي تعاني منه بلاده، والذي أدّى إلى إلغاء الخطة الزراعية الصيفية لتأمين الأولوية لمياه الشرب وللاستعمالات المنزلية، مؤكّداً أن العمل لتحقيق التكيف مع التغيرات المناخية وقلة المياه يكون من خلال ترشيد الاستهلاك والتحول للري الحديث واستنباط أصناف زراعية جديدة.

ودعا نجم إلى زيادة التعاون بين البلدين، ولا سيّما في ظل التغيّرات المناخية وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، وعدم جدّية الجانب التركي في التعامل مع اتفاقيات تقسيم المياه، وإعطاء كل بلد الحصة العادلة، ما يترك أثراً واضحاً على الواقع الزراعي وتوفير مياه الشرب في البلدين.

المدير العام للمركز العربي “أكساد” الدكتور العبيد عرض خلال اللقاء المشاريع التي ينفذها المركز في سورية والوطن العربي للحدّ قدر الإمكان من أثر التغير المناخي والعواصف الغبارية، مثنياً على حجم الدعم الذي تقدمه الحكومة السورية للتعاون مع البلدان والمنظمات العربية، لإنجاح المهام المنوطة بها ولا سيّما منظمة أكساد، ما ينعكس على تعميم التجارب العلمية والفنية الناجحة لحل مشكلات الري والزراعة وتأمين مياه الشرب والأمن الغذائي.

وفي وقتٍ سابق، التقى وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا مع الوفد العراقي.

وتركّز الحديث خلال اللقاء حول الواقع المائي والزراعي في سورية والعراق بظل التغيّرات المناخية وتدني كميات الأمطار، وتراجع الوارد المائي من نهري دجلة والفرات، إضافةً إلى قضايا تبادل المنتجات الزراعية وإعفاء المنتجات الزراعية السورية المصدّرة إلى العراق من الرسوم الجمركية، وحضر اللقاء مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”.

وأشار الوزير قطنا إلى ضرورة التعاون في وضع استراتيجية مشتركة لإدارة الموارد المتاحة والتنسيق والتعاون مع الأشقاء العرب والمنظمات الدولية في ظل تراجع الموارد المائية السطحية، وخطورة التوجه نحو الاعتماد على المياه الجوفية واستنزاف المخازين المائية.

وتطرّق قطنا إلى التحدّيات التي تواجه القطاع الزراعي في سورية من شح الموارد المائية والتغيّرات المناخية والاقتصادية وكورونا والأزمة الأوكرانية والزلزال والحصار الغربي الذي يحدّ من استيراد مستلزمات الإنتاج، منوهاً بدور البحوث العلمية الزراعية بالتعاون مع “أكساد” و”إيكاردا” في استنباط أصناف متحمّلة للجفاف والتغيّرات المناخية الحاصلة.

وبيّن قطنا أن 70 بالمئة من الصادرات السورية هي منتجات زراعية وبلغت كمياتها المصدرة إلى العراق نحو 350 ألف طن سنوياً، لافتاً إلى إمكانية تصدير أنواع أخرى من الفواكه والخضار والمنتجات الزراعية.

من جانبه، أكّد رئيس الوفد العراقي أهمية تطوير التعاون مع الجانب السوري وتبادل المنتجات الزراعية، مشيراً إلى أن العراق يعاني هذا العام من أسوأ موسم في المخازين المائية أدّى إلى إلغاء الزراعات الصيفية، ومنوهاً بدور المركز العربي “أكساد” في توحيد الجهود وتحقيق التقارب والتعاون العربي لحل جميع المشكلات وتجاوز الصعوبات في هذا المجال.