رجال أعمال عرب: المنتج السوري علامة فارقة في التصميم والجودة
نجاح لافت لمعرض خان الحرير التصديري التخصصي بحلب.. التوقيع على عقود لاستيراد كميات كبيرة من المنتجات السورية
حلب – معن الغادري
يمكن القول بأن المعرض النوعي التصديري التخصصي للألبسة والجلديات والذي احتضنته حلب خلال الأيام الماضية، بتنظيم وإشراف غرفة صناعة حلب ورعاية وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية والصناعة، سجل نجاحاً لافتاً تنظيمياً وتسويقياً، وشكل إضافة مهمة على سلم جودة المنتج الوطني، والذي حظي بثقة رجال الأعمال والمستثمرين العرب من دول الكويت والسعودية واليمن ولبنان والعراق والأردن، إذ لم يترددوا لحظة واحدة في إعادة فتح قنوات التواصل والتبادل التجاري من خلال إبرام عشرات الاتفاقات والعقود التصديرية إلى أسواقهم تحمل علامة صنع في سورية.
إشادات عربية
أجمع رجال الأعمال العرب القادمين من مختلف الدول العربية على أن المعرض سجل نجاحاً كبيراً لجهة الاستضافة اللائقة والتنظيم وتنوع المنتج وجودته. ووصف عدد من رجال الأعمال العراقيين أن المنتج السوري يمتاز عن غيره بجمالية تصميه ودقة وجودة تصنيعه.
فيما أبدى رجال أعمال من الأردن ولبنان عن رغبتهم بإنشاء علاقة تجارية دائمة مع المنتجين السوريين لاستجرار حاجتهم من الألبسة والجلديات لعرضها في أسواق بلادهم.
ولفت رجال أعمال من العراق والكويت والسعودية واليمن وليبيا إلى أن الصناعة السورية تحظى بثقة الأسواق العربية، وهي تزداد طلباً لجودة تصنيعها والتي توازي جودة دول أوربية متقدمة في صناعة الألبسة والجلديات.
ولفت آخرون من رجال الأعمال العرب إلى حسن التنظيم وجودة المنتجات والأسعار المناسبة، وهو ما شجعهم على التوقيع على عقود لاستيراد كميات كبيرة من المنتجات السورية سواء من الألبسة أو الأحذية والجلديات، مؤكدين أنهم سيبقون على تواصل دائم مع الشركات المنتجة السورية، وسيعاودون زيارة حلب وسورية عموماً لتمتين وتوثيق التبادل التجاري والعلاقات الأخوية.
أنشطة موازية
لم تقتصر أيام المعرض على الافتتاح واستقبال الضيوف، إذ نظمت غرفة صناعة حلب جولات سياحية لوفود رجال الأعمال الذين تمت دعوتهم لزيارة معرض خان الحرير التخصصي التصديري للألبسة والجلديات، وشملت الجولة العديد من الأوابد الأثرية والمواقع السياحية والدينية ورافقهم خلالها مجموعة من الأدلاء السياحيين الذين قدموا لهم شرحاً وافياً عن الأماكن التي تمت زيارتها.
كما عدد من رجال الأعمال بزيارة مواقع الإنتاج، مبدين إعجابهم بما وصلت إليه الصناعة من تطور على المستوى التقني والجودة.
إقلاع عجلة الإنتاج
خلال افتتاحه فعاليات المعرض أكد وزير الصناعة أن هذا الزخم الكبير الذي واكب المعرض لجهة مشاركة الصناعيين السوريين ورجال الأعمال من مختلف الدول العربية يدل على أن عجلة الإنتاج الوطني قد بدأت فعلياً وعملياً وتأخذ منحاً تصاعدياً على مستوى الإنتاج والجودة، يضاف إلى ذلك تفتح آفاق رحبة أمام المنتج السوري ليكون حاضراً وبقوة في الأسواق العربية إلى جانب عقد الاتفاقات بين الصناعيين السوريين ورجال الأعمال العرب ومن شأن ذلك أن يعزز من مكانة الصناعة السورية والتي لطالما كانت رائدة كماً ونوعاً، مشيراً إلى أن الفريق الاقتصادي يعمل على تدعيم ركائز الإنتاج من خلال السعي الحثيث ووفق الإمكانات المتاحة لتوفير البيئة الأمثل للعملية الإنتاجية.
وأثنى جوخدار على حسن تنظيم المعرض وتنوع وجودة المنتج المعروض، داعياً خلال حواره مع عدد من المشاركين إلى أهمية وضرورة دفع العملية الإنتاجية وكسر كل الحواجز التي تعيق نهوض الصناعة السورية جراء العقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة من قوى الشر على الشعب السوري.
وأكد الوزير جوخدار أن وزارة الصناعة وبالتنسيق مع الحكومة تعمل على وضع الخطط والبرامج الطموحة لتذليل العقبات التي تعيق عملية الإنتاج، وهناك تواصل وحوار دائم مع غرف الصناعة والصناعيين في حلب وباقي المحافظات لتهيئة أفضل الظروف والمناخات للقطاع الإنتاجي لتوسيع قاعدة الاستثمار والإنتاج، من خلال تقديم التسهيلات المطلوبة ومنح محفزات إضافية لجذب المستثمرين ورؤوس الأموال، والمعطيات والمؤشرات إيجابية رغم كل التحديات والظروف الصعبة الناتجة عن الحصار الاقتصادي.
كسر القيود
أبدى المهندس فارس الشهابي رئيس غرفة الصناعة بحلب تفاؤلاً كبيراً بعد النجاح اللافت الذي حققه المعرض، مشيراً إلى أن الحضور الكبير لرجال الأعمال من عدة دول عربية، أكسب المعرض أهمية إضافية، وسنح الفرصة للتبادل التجاري ولعودة المنتج الوطني السوري بجودته المعهودة إلى الأسواق العربية، وهو الهدف الرئيس من إقامة هذا المعرض، ناهيك عن المعرض حمل رسائل عدة، في مقدمتها أن الظروف الاقتصادية التي نعيشها على قساوتها، لن تنل من إرادة وتصميم الصناعيين السوريين في قبول التحدي والتغلب على كل الصعوبات وكسر كل القيود، والاستمرار في العملية الإنتاجية، وإعادة الألق والوهج للصناعة في حلب وسورية عموماً ضمن مشروع النهوض الاقتصادي.
ولفت المهندس الشهابي إلى أن نجاح هذا المعرض يشكل فرصة غنية لترتيب بيتنا الصناعي، وبما يسهم في نهوضه، وبالتالي لا بد من استثمار كل خطوة بناءة في خدمة العملية الإنتاجية، وهو ما سنسعى إلى تحقيقه من خلال توسيع حجم حضور المنتج الوطني في الأسواق العربية، ومنها إلى الأسواق العالمية، وما نحتاجه اليوم هو أن نترجم الأقوال إلى أفعال وإلى جرعات دعم حقيقية من كافة شركائنا في العمل الإنتاجي، لإعادة الألق لهذه المدينة، والتي ما زالت رغم كل ما عانته من إجرام الإرهابين، قبلة الاقتصاديين والمستثمرين.
وأكد المهندس الشهابي على أهمية إقامة المعارض بشكل دوري لترويج وتسويق المنتج الوطني، وهو ما ستدأب عليه الغرفة خلال المراحل التالية للإضاءة على مختلف الصناعات الوطنية وفتح آفاق جديدة ورحبة لها في الأسواق العربية والعالمية.
الحاجة إلى إنشاء مدينة للمعارض
ويرى الشهابي أن الجانب الترويجي والتسويق حلقة أكثر من مهمة في العملية الإنتاجية، وفي الواقع النجاح الذي حققه المعرض الحالي بهذا الزخم الكبير والذي فاق كل التوقعات، وبتجاوزه لكل الصعوبات والعقوبات، يملي على كافة الشركاء رسم سياسات عمل جديدة وطموحة، وخلق بيئة أكثر نضوجاً للقطاع الصناعي للوصول إلى مؤشرات إنتاج عالية، وبالتالي جذب رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والعرب على السواء، وهذا يتطلب توحيد الرؤى والجهود و تسريع وتيرة العمل لتنفيذ وإنجاز كل ما يلزم للنهوض بالقطاع الصناعي، ونعتقد أن الحاجة باتت أكثر من ماسة لإنشاء مدينة متكاملة وحضارية للمعارض في حلب، تلبي تطلعات الصناعيين في الترويج لمنتجهم والوصول إلى الأسواق العربية والعالمية، وهنا لا بد من التنويه إلى أن ضيق المكان ومساحة المعرض، حاول دون تلبية رغبة أكثر من 200 شركة إنتاجية وطنية في المشاركة بالمعرض.
وكشف رئيس غرفة صناعة حلب أن المعرض الصيفي القادم سيكون أكبر وسنعمل على إقامة سلسلة من المعارض لكي تعم الفائدة على الجميع
حركة تصديرية واسعة
من جانبه أكد محمد زيزان عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب و رئيس لجنة المعارض في الغرفة أن المعرض كان ناجحاً على مختلف الصعد وحقق الهدف المرجو منه وشهد توقيع عدد كبير من العقود التصديرية بين المشاركين والزوار من رجال الأعمال العرب وهو ما يبشر بحركة إنتاجية وتصديرية واسعة خلال الفترة المقبلة بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، مضيفاً أن عدد الزوار من رجال الأعمال العرب الذين تمت دعوتهم واستضافتهم من قبل غرفة الصناعة وصل إلى حوالي 500 رجل أعمال من الدول العربية بالإضافة لأكثر من 6500 صناعي و تاجر و منتج من المحافظات السورية.
ولفت زيدان أن الغرفة بصدد التحضير لإقامة المزيد من هذه التظاهرات الاقتصادية، لمختلف الصناعات الوطنية خلال الفترات القادمة، تهدف إلى التعريف بالمنتج الوطني، وتسويقه عربياً وعالمياً.
واقع إنتاجي مبشر
بدوره بين المهندس حازم عجان مدير المدينة الصناعية بالشيخ نجار أن إقامة المعرض في هذا التوقيت الصعب وبهذا الزخم والحضور الكبير من رجال الأعمال من دول عربية عدة، خطوة مهمة على طريق النهوض، وحافز كبير لمواصلة الإنتاج بإرادة أكبر، ويعطينا حافزاً إضافياً لتسريع وتائر العمل في المدينة الصناعية لاستكمال المشاريع الجاري تنفيذها، وتوفير مل ما يلزم من تسهيلات وخدمات للأخوة الصناعيين لمعاودة تشغيل منشآتهم ومعاملهم.
وأوضح المهندس عجان أن عدد المنشآت والمعامل المنتجة في المدينة بلغ حتى الآن حوالي 855 منشأة، منها 30 منشأة دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي هذا العام، متوقعاً أن يزداد العدد مع نهاية العام الحالي، بالتزامن مع قيام إدارة المدينة بتقديم كل التسهيلات والدعم الممكن والمتاح للصناعيين لمعاودة أعمالهم وإنتاجهم، وحالياً يوجد ما يزيد عن 200 منشأة قيد التجهيز، بالإضافة إلى تخصيص 190 مستثمر جديد بمقاسم لإنشاء معاملهم ولمختلف الاختصاصات.
ونوه عجان بالدعم الذي تحظى به المدينة من الحكومة، ما ساعد على تجاوز الكثير من الصعوبات، وبالتالي عزز العملية الإنتاجية بشكل عام.
وأضاف المهندس عجان أن العمل جارٍ وعلى مختلف المستويات لتنفيذ الخطط الموضوعة واستكمال المشاريع الجاري تنفيذها منها مشروع السكن العمالي ومدينة المعارض والمرفأ الجاف، وكل ما يتعلق بتحسين البنية التحتية والفوقية للمدينة، وتوفير الخدمات المطلوبة والمثالية للصناعيين لضمان استمرار إنتاجهم، وهناك تعاون مستمر ووثيق مع مجلس المحافظة وغرفة الصناعة لتذليل المعوقات وزيادة القدرة الإنتاجية لرفد السوق المحلي وتصدير المنتج السوري الى الأسواق الخارجية.
أخيراً …
ما حققه معرض خان الحرير من نجاح كبير على كافة الصعد، يشكل خطوة مهمة ومهمة جداً على طريق النهوض، ويؤكد مجدداً أن المعياري الحقيقي للإنتاج يكمن بجودته وقدرته على المنافسة خارج الأسواق المحلية، وهو ما ميز معرض خان الحرير عن غيره من المعارض، وبالتالي يمكننا القول والتأكيد أن هذا الحدث الاقتصادي الذي عاشته حلب لأربعة أيام متتالية حصد العلامة الكاملة تنظيمياً وترويجياً وتسويقياً، وكسب الرهان وكسر كل القيود، وبالتالي لا بد من البناء على مخرجاته ونتائجه مستقبلاً، ليكون نواة لبناء منظومة اقتصادية أكثر قوة ومتانة، قادرة على مواجهة كل التحديات والصعوبات.