صورة حزينة لكرتنا على مستوى المنتخبات.. والتخبط مستمر!
ناصر النجار
رسمت كرتنا يوم أمس صورة حزينة عن حالها ومستواها بعد أن فشلت بتسجيل حضور طيب سواء في اللقاء الوديّ مع ماليزيا الذي انتهى إلى التعادل على مستوى الرجال، أو في اللقاء الافتتاحي في التصفيات الآسيوية الأولمبية وقد خسر منتخبنا أمام عُمان بهدفين نظيفين.
ولم يكن الأداء الذي قدّمه منتخبنا الأولمبي يدعو إلى التفاؤل، إذ توضّح أن المنتخب ما زال يفتقد الهوية الكروية ولم نجد أي بصمة للمدرّب، فكانت الخسارة المستحقة لتعيد إلى الأذهان مسألة التخبّط الفني والإداري الذي يسود منتخباتنا من خلال تبديل المدرّبين وتغيير الطواقم الفنية دون مبرّر، ونجد اليوم أن القرار الارتجالي بصرف المدرّب الهولندي مارك فوته يدفع ثمنه المنتخب وما فيه من لاعبين.
وقضية المنتخبات الوطنية باتت تعكس بشكل واضح مستوى كرتنا التي تعيش أسوأ أيامها على صعيد المنتخبات وعلى صعيد المسابقات الرسمية، وقلنا سابقاً يجب أن يتولّى زمام أمور المنتخبات فنيون من أصحاب الخبرة والكفاءة، وإصرار اتحاد كرة القدم على تولي شؤون المنتخبات لأعضائه خطوة أثبتت عدم جدواها، وقد أعادت كرتنا إلى الوراء خطوات كثيرة، ولا بدّ من تصحيح المسار بطريقين، الأول: أن يتولى الإشراف على المنتخبات خبراء لهم اسمهم وسمعتهم قادرون على تقييم المنتخب وجهازه الفني، والثاني: أن يتمّ العمل على رعاية الصغار بعد أن يئسنا من المنتخبات الكبيرة، ووضح أن لاعبينا لم يعد بمقدورهم أن يمنحوا كرتنا ما يسعدها.
وتخبط كرتنا لم يقتصر على المنتخبات الوطنية، بل تعداه إلى أنديتنا التي ما زالت لا تعرف كيف ترسم طريقها الكروي وكيف تخطّط للمستقبل، وفي أقلها اختيارها الفاشل لمدربيها كدليل على سوء الإدارة والتخطيط، وما يؤكد ذلك أن أنديتنا وقبل انطلاق الدوري بدّلت ثلاثة مدرّبين، ونسأل: على أي أساس تمّ اختيار المدرّبين وعلى أي أساس تمّ صرفهم؟ فالفتوة بطل الدوري بدّل محمد عقيل بأيمن الحكيم، والطليعة أقال مدرّبه فراس قاشوش قبل يومين، وها هو الوحدة يقيل أحمد عزام بالأمس ويجد ضالته بحسام السيد، ومع احترامنا الكامل لكل المدرّبين الراحلين والقادمين إلا أن كل هذه الخطوات تدلّ على أن إدارات الأندية متخبّطة في قراراتها، وهذا الوضع القائم لا يبشّر بخير قادم لكرتنا مادام العمل الإداري لا يقوم على أسس منطقية ومنهاج عمل واضح، وما دامت أمورنا الفنية متقلبة وغير مستقرة!